Sunday 17/11/2013 Issue 15025 الأحد 13 محرم 1435 العدد
17-11-2013

كيف تقول لا !

فاصلة :

(لا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين.. لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل).

- جبران خليل جبران -

لا يسلم أحد من صراع بين كلمة نعم ولا، والأكثر إرباكاً هو قول كلمة لا من قبل للشخصيات التي اعتادت ان تكون لطيفة وكريمة مع الجميع.

الا ان قول كلمة «لا» لا تعني بالضرورة مفاهيم سلبية أو امتناعاً عن العطاء بقدر ما تمنحك الفرصة لأن تكون سيد قراراتك حين تعرف ان «لا» لا تعني عدم الالتزام أو الرفض.

الإشكالية تكمن في مفهومنا لكلمة «لا» حيث نعتقد انها مرتبطة بالقدرة على تنفيذ الطلب، وهذا ما يجعلنا نشعر بالالتزام، وبالتالي الشعور بالذنب حين نقول «لا» لأننا نقولها ونحن قادرون على تنفيذ الطلب، ولكن بتوتر لأننا إما لا نريد ان نلبي الطلب او لا نملك الوقت والجهد لتلبيته.

أيا كانت المبررات يكفي اننا لا نريد أن نقول «لا» دون أي إحساس بالذنب.

من المؤسف ان نقدم الآخرين على انفسنا برغباتهم... احتياجاتهم ، بينما تكون الأولوية لهم، تبقى انفسنا في مرحلة لاحقة.

كلمة «لا « غير مرغوبة ولكي نقولها دون صدامات علينا ان نكون لبقين لان الهدف ليس افساد علاقاتنا بقدر ما هو ترتيب الأولويات ووضع أنفسنا وراحتنا في المقدمة.

الباحثون في هذه الجزئية بالتحديد يوصون بطريقتين لقول لا دون إحساس بالذنب:

«الأولى أن تطلب من الآخر طلبا بمجرد أن يبادرك بطلبه، حتى لو كنت لا تحتاج منه شيئا فعلا (وعادة يكون الناس الذين يصعب عليهم قول «لا» يجدون صعوبة في طلب أمر من الآخرين أيضاً)، أما الطريقة الأخرى أن تؤجل تنفيذ الطلب لوقت آخر، فغالبية الناس تستعجل الأمور، وسيتحول الطلب منك إلى شخص آخر (أو ضحية أخرى).»

الأمر ليس سهلا لكنه ليس مستحيلا ،فقط نحتاج الى الممارسة ليصبح الامر عادة، ولأنفسنا حق ان نمنحها الراحة في كل شيء.

nahedsb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب