أمطار الرياض وكشف المستور!
أصاب العاصمة (الرياض) جراء الأمطار شللا تاما بالحركة المرورية في بعض الطرق الرئيسية والفرعية يكاد يكون كارثيا، وصل لدرجة أن يتنقل شباب في قوارب داخل الحارات في منظر عجيب!
ما يثير الأسى والدهشة هو تعرض طرق كبيرة وجديدة وواسعة لغرق تام لدرجة علوق سيارات المارة في أنفاق طريق العروبة وتسرب مياه من جسور طريق الملك عبد الله، وتعرض الكثير للخطر، فلم يعد مخرج13هو الشؤم حيث كان هو النقطة الوحيدة لتجمع مياه الأمطار في زمن الطيبين!
إن سكان الرياض ما كادوا يفرحون بتدشين طرق واسعة وسالكة وحضارية ذات لوحات إلكترونية؛ حتى صدموا بتهاوي البنية التحتية وخسائر بالمليارات! فأين السنوات التي قضيت إبان تشييد الطرق وما رافقها من التضييق على الناس في طرق سيرهم بالتحويلات والحفريات، وأين التكاليف الباهظة التي أهدرت فيها؟!
لاشك أننا أمام ضرورة وقفة جادة وحازمة لمحاسبة كل متسبب من المقاولين والمهندسين والمراقبين بما نراه اليوم من صدمة قاسية ومخاطر يتعرض لها الناس عدا عن تعطيل عجلة التنمية بتعليق الدراسة، وصعوبة وصول الموظفين لمقار أعمالهم، فضلا عن مباشرة الدفاع المدني لحوادث تصادم وانقلاب واحتجازات، ناهيك عن انقطاع الهاتف في شرق الرياض والكهرباء عن أجزاء من أحياء شمال الرياض كالصحافة، ولجوء السكان لاستخدام المصابيح في ظل غزارة الأمطار وعدم إمكانية الخروج من المنازل، بما يعني حالة شلل أصابت العاصمة الحبيبة!
ولا أجد أبلغ من كلمة خادم الحرمين الشريفين حول مآسي الأمطار: (من المؤسف أن مثل هذه الأمطار بمعدلاتها الحالية تسقط بشكل شبه يومي على العديد من الدول المتقدمة وغيرها، ومنها ما هو أقل من المملكة في الإمكانات والقدرات ولا ينتج عنها خسائر وأضرار مفجعة).
وفي حين كان يفرح أهل نجد بالذات بالوسم وسقوط الأمطار ويدعون ربهم أن يكون صيبا نافعا وينفع به البلاد والعباد؛ صار أبناؤهم يخافون من المطر ويدعون ربهم أن يصرفه على الآكام ومنابت الشجر وبطون الأودية ويبعده عن الرياض وجدة حيث صارت هاتان المدينتان أيقونة خطر وهلع عند نزول قطرة مطر.
وحتى لا تتضاعف المخاطر، وتزيد المآسي؛ فإن المنشود -ممثلا عن الجزيرة- ومن منطلق المسؤولية الاجتماعية والتوعية الوقائية - يدعوكم لأخذ الحيطة والحذر وتجنب التواجد في الأودية ومصارف السيول.
اللهم احفظ بلادنا وزدها أمنا وسلامة و.. نزاهة!!
rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
