Wednesday 20/11/2013 Issue 15028 الاربعاء 16 محرم 1435 العدد
20-11-2013

رئة سوريا ترسل سمومها إلى لبنان

لأن لبنان يتنفس من الرئة السورية، ولأن هذه الرئة ملوثة بالإرهاب الطائفي الذي أدخلته إيران بعد استيلاء خميني وورثته على النظام في إيران فإنَّ الذي حصل من تفجير مزدوج قرب مبنى السفارة الإيرانية في بيروت، ولأن الإرهاب حلقات مُتَّصلة ببعضها البعض ولأن البديهية تؤكد بأن من يفتح باب الإرهاب لا بُدَّ أن تطاله نيران الإرهاب، وهكذا فإنَّ استهداف السفارة الإيرانية في بئر حسن في بيروت هو امتداد للأعمال الإرهابيَّة التي تنفذها العناصر الإرهابيَّة والعسكرية الإيرانية والمرتبطة بإيران كمليشيات حسن نصرالله وعصابات أبو الفضل العباس العراقية والعناصر الإجرامية القادمة من البحرين واليمن لتدريبها وتهيئتها للقيام بأعمال إرهابية في هذين البلدين المستهدفين من النظام الإيراني.

لا أحد يشجع ولا يريد للأعمال الإرهابيَّة أن تنتشر في المنطقة سواء في لبنان أو في سورية ولذلك فإنَّ العرب كل العرب وكل الذين ينبذون الإرهاب من أيّ جهة ولا يجندون استهداف أيّ جهة مهما ساعدت تلك الجهات والجماعات الإرهابيَّة الأخرى وإيران بتبنيها وتمويلها وتدريبها ولها عناصر عسكرية مسلحة من الحرس الثوري ومليشيات حسن نصر الله وعصابات أبو الفضل العباس وغيرهم من الحوثيين، ولا أحد يستطيع أن يغطي على تدخلات إيران وعملائها في سورية وتشجيعها وتمويلها للعمليات الإرهابيَّة التي تستهدف المواطنين السوريين الذين يتعرضون للذبح اليومي، فالقوات الإيرانية والمليشيات الطائفية المرتبطة بها تحتل اليوم الأراضي السورية وبالتالي فإنَّ أبناء المتضررين الذين يعرفون مدى ما ترتكبه إيران وعملاؤها في بلادهم لا بُدَّ أن تدفعهم للانتقام وكرد جزء مما يوجِّه لهم وسبب انتشار مثل هذه الأعمال التي تُعدُّ امتدادًا ورد فعل متوقعًا بعد أن عاث الإيرانيون وعملاؤهم وبالذات من مليشيات حسن نصر الله وعصابات أبو الفضل العباس العراقية، ومن يتحمل مسئولية انتشار مثل هذه الأعمال تقع بالدرجة الأولى على من بدأها سواء في الأراضي السورية، أو حتَّى على الأراضي اللبنانية التي شارك في الإعداد لها وتنفيذها نظام بشار الأسد والجميع يتذكّر التفجيرين الإرهابيين في طرابلس أمام جامعتي الإيمان والسلام اللتين تسببا في مقتل العديد من المسلمين الذين كانوا خارجين من الجامعيين بعد أدائهم لصلاة الجمعة وقد أثبتت التحقيقات التي أجرتها السلطات اللبنانية الرسمية أن السيارتين اللتين فجرتا أمام الجامعتين أرسلتا من سورية وقادهما إلى الأراضي اللبنانية وإلى طرابلس بالذات عملاء لبنانيون ينتمون إلى الحزب العربي الديمقراطي المقفل على العلويين اللبنانيين وقد تولى رئيس الحزب عبر سائقه الخاص ركن السيارة الأولى أمام جامع الإيمان وتولى ركن السيارة الأخرى أحد أعضاء الحزب أمام جامع السلام.

وهكذا مثلما يعمل نظام بشار الأسد وعملاؤه على تنفيذ مثل هذه الأعمال الإرهابيَّة، يرد عليهم من تضرروا من تلك الأعمال، أما الخاسر الأكبر والمتضرر الذي يسقط أبناؤه ضحايا العمليات الإرهابيَّة فهم أبناء الشعبين اللبناني والسوري.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب