Friday 22/11/2013 Issue 15030 الجمعة 18 محرم 1435 العدد

صَدَى المَشَاعِر

عبدالله بن مطلق العطاوي العتيبي

استطاع أمير أمننا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية - وفّقه الله -، أن يضع بصمة نجاحه الباهر الذي حققه بفضل الله وتوفيقه في موسم حج هذا العام «المنصرم»، وهو أول موسم يتفرَّد فيه سموه الكريم بقيادة أمن الحج والإشراف المباشر على راحة الحجيج وطمأنينتهم، بتوجيهاتٍ ومتابعةٍ من خادم الحرمين الشريفين ووليّ عهده الأمين وسمو النائب الثاني- حفظهم الله ووفقهم -، وقد تحدث الكثير عن هذا الإنجاز الذي أضافه سموه الكريم إلى رصيد إنجازاته ونجاحاته المتوالية التي مَنَّ الله عليه بتحقيقها، ومنها القضاء على ظاهرة الإرهاب المدمّرة التي كادت أن تعصف ببلادنا وتجرّها إلى منزلقات خطيرة للغاية لا يَعْلم نهايتها إلاّ الله سبحانه وتعالى، وهو إنجاز أمني من أعظم إنجازات سموه الكريم التي قدمها ويقدمها لأمن الوطن وأمان المواطن، فيحق لنا نحن أبناء هذا الوطن المعطاء أن نفخر بهذه الإنجازات الأمنية الموفّقة، وأن نعتز بتلاحمنا القويّ مع قيادتنا الحكيمة، وأن نسعد بما تعيشه بلادنا من نعمة الأمن والاستقرار اللذين ننعم بهما في عصرٍ قد عانى فيه معظم العالم من القلاقل والفتن وعدم الأمن والأمان.

فهنيئاً لأمير أمننا الموهوب هذا الإنجاز والتوفيق، وهنيئاً لنا به رائداً للأمن في بلاد الأمن والأمان، وإلى المزيد من الإنجازات والنجاح بإذن الله تعالى، وقد آن لنا أن نكرّر وبكل ثقة ما سبق أن قلناه من قبل: إنَّنا لم نفقد «نايف الأمن» فهو موجود بيننا بأفعاله وأعماله وسيرته (*)، وستبقى بلادنا - إن شاء الله - تنعم بنعمة الأمن والاستقرار ما دمنا نُحكِّم شرع الله ونطبِّق منهج نبيِّه صلى الله عليه وسلم، ونتعاون ونتكاتف فيما بيننا، ونلتف حول قيادتنا وولاة أمرنا الأماجد، وعلى رأسهم والدنا الغالي المفدّى خادم الحرمين الشريفين - وفّقه الله - الذي يسعى لرفعة وطنه، وإسعاد مواطنيه، ويكنُّ له شعبه الوفيُّ أصدق مشاعر الحب والولاء، وما «صدى المشاعر» أدناه إلاّ غيض من فيض ونزر يسير يعبّر عمَّا تكنّه القلوب المخلصة تجاه الوطن الحبيب وقادته الأوفياء، وهي مشاعر كلّ مَنْ ينعم بنعمة الأمن والاستقرار في هذا البلد الآمن المبارك، تلك النعمة العظيمة التي يجب علينا جميعاً أن نقدّرها ونحافظ عليها، وأن نحمد الله سبحانه وتعالى على ديمومتها واستتبابها.

الحَمْدُ للهِ الكَرِيْمِ الأوْحَدِ

حَمْداً يَلِيقُ بِفَضْلِهِ المُتَعَدّدِ

حَمْداً لِخَالِقِنَا يُفَرَّدُ خَالِصاً

ثُمَّ الثَّناءُ عَلَى الأَمِيرِ مُحَمَّدِ

يُزْجَى مَعَ الشُّكْرِ الجَزِيلِ مُضَمَّخَاً

بِالحُبِّ، مَحْفُوفَاً بِنُبْلِ المَقْصِدِ

يَا نَجْلَ مَنْ تَهْوَى المكارِمُ كَفَّهُ

وَحَفِيدَ خَيْرِ مُجَدِّدٍ وَ مُوَحِّدِ

مَا أنَتَ إلا نَايِفٌ مِنْ نَايِفٍ

وَمُمَجَّدٌ مِنْ أَصْلِ كُلِّ مُمَجَّدِ

زَانَتْكَ أخْلاقٌ لهُ وشَمَائلٌ

أَدْنَاهُما الإقدَامُ وَالكَفُّ النَّدِي

وَلأَنْتَ حَقّاً فِي الطِّبَاعِ مَثِيلُهُ

لا فَرْقَ بَيْنَ مُهَنَّدٍ وَ مُهَنَّدِ

طَبَّقْتَ مَنْهَجَهُ وَ قُمْتَ مَقامَهُ

فَكأَنَّ نَايفَ حَاضِرٌ لَمْ يُفْقَدِ

وَحَفِظْتَ بَعْدَ اللَّهِ أَمْنَ بِلادِنَا

وَقَمَعْتَ كُلَّ مُخَرِّبٍ وَ مُعَرْبدِ

وَصَمَدْتَ في وَجْهِ الضّلالِ مُدَافِعَاً

بالنَّفْسِ لَمْ تَبْخَلْ و لَمْ تَترَدَّدِ

إنَّا لَنَفْخَرُ فِي صُمُودِكَ شَامِخاً

كالطَّوْدِ لَمْ يَهْزُزْكَ غَدْرُ المعْتَدِي

للَّهِ دَرُّكَ مَا ثَنَتْكَ مَكَائِدٌ

حِيكَتْ خَفَايَاها بِحِقْدٍ أَسْوَدِ

بَل زَادَكَ الغَدْرُ المَكِيدُ صَلابَةً

وَعَزِيمَةً تَسْمُو لِهَامِ الفَرْقَدِ

حَتَّى دَحَرْتَ ذَوي الضَّلالَةِ والأذَى

وَصَفَعْتَ وَجْهَ الحَاقِدِ المتَمَرّدِ

وَرَفَعْتَ رَايَةَ أَمْنِنَا خَفَّاقَةً

يَخْشَى حِمَاها كُلُّ خِبٍّ أنكَدِ

مِنْ دُونِهَا حَدُّ الحُسَامِ مُجَرَّدٌ

يَعْلُو بِحُكْمِ الشَّرْعِ هَامَ المُفْسِدِ

وَهوَ الدَّوَاءُ لِمَنْ تَعَاظَمَ شَرُّهُ

وَأبَى الهُدَى مِنْ نَاصِحٍ أو مُرْشِدِ

أَمْرَانِ لا نَرْضَى التَّهَاوُنَ فِيهِمَا

أَمْنُ البِلاَدِ، وَ نَهْجُ دِينِ مُحَمَّدِ

فَهُمَا كَرَامَتُنَا وَ نَهْجُ حَيَاتِنَا

وَعَلَيْهِمَا شِدْنَا عَظِيمَ المَشْهَدِ

بُنْيَانُ مَجْدٍ قَدْ سَمَتْ أَرْكانُهُ

أرْسَاهُ بَانِي عِزِّنَا المُتَجَدِّدِ

نَفْدِي حِمَاهُ بِمَالِنَا وَنُفُوسِنا

وَ نَصُدُّ شَرَّ الطَّامِعِ المُسْتَقْصِدِ

يَا قَاهِرَ الإرْهَابِ نَخْشى أنْ نرَى

مُسْتَصْغَراً يُفْضِي لِشَرٍّ أبْعَدِ

قَدْ يَحْقِرُ الإنسَانُ أَمْراً تَافِهَاً

وهو الطَّرِيقُ لِفَتْحِ شَرٍّ مُؤْصَدِ

فَالشَّرُ أصْغَرُهُ يَجرُّ عَظِيمَهُ

وَالنَّارُ تُضْرَمُ مِنْ شَرَارَةِ مُوقِدِ

قَدْ حَطَّمَ السَدَّ المُشيَّدَ فَأرةٌ

وَتَقَوَّضَ العَرْشُ العَظِيمُ بِهُدْهُدِ

يَا قَاهِرَ الإرْهَابِ عِشْتَ مُسدَّداً

تَحْمِي الذِّمَارَ بِعَزْمِكَ المُتَوَقِّدِ

فَلأنْتَ سَيْفُ الأمْنِ جُرِّدَ صَارِماً

وَالأَمْنُ لا يُحْمَى بِسَيْفٍ مُغْمَدِ

اِضْرِبْ - بِرَبِّكَ - هَامَ كُلِّ ضَلالَةٍ

جَاءَتْ لَنَا تُحْدَى بِفِكْرٍ مُلْحِدِ

اِضْرِبْ عَلَى أبْوَاقِهَا وَذيُولِهَا

وَمَصَادِرٍ تَسْعَى لَها بَالمَوْرِدِ

اِضْرِبْ عَلَى بُؤَرَ الفَسَادِ فإنَّها

تَفْنَى إِذَا ضُرِبَتْ بِضَرْبَةِ مُهْتَدِي

اِضْرِبْ مَصَادِرَها بِضَرْبَةِ حَازِمٍ

فَالْحِلْمُ ليْسَ لِمُجْرِم ٍ مُسْتَأسِدِ

مَا كَانَ مِنْكَ الحِلْمُ إلاَّ شِيمَةً

بِجُدُودِكَ الغُرِّ الأَشَاوسِ تَقْتَدِي

فَإِذَا عَفَوْتَ فَعفْوُ شَهْمٍ ظَافِرٍ

وَإِذَا حَزَمْتَ فَحزْمُ عَدْلٍ مُقْصِدِ

يَا قَاهِرَ الإرْهَابِ ؛ أَمْنُ بِلادِنَا

يَسْمو بِكُمْ فِي هَيْبَةٍ وَ تَجَدُّدِ

وَلسَوْفَ يَبْقَى شَامِخَاً فِي عهْدِكم

تَرْعَاهُ عَيْنُ الوَاحِدِ المُتَفَرِّدِ

وَاصِلْ مَسِيرَتَهُ فَإِنَّكَ قَادِرٌ

لِتَقُوْدَها فِي مَوْجِ عَصْرٍ مُزْبِدِ

فِي ظلِّ تَوْجِيهَاتِ جَامِعِ شَمْلِنَا

ومُحَكِّمِ الشَّرْعِ القَويمِ المُهْتَدِي

حَامِي حِمَى الإسْلامِ فَيَّاضُ النَّدَى

تَاجُ العَرُوبَةِ وافْتِخَارُ السُجَّدِ

مُتَوَثِّبُ الخُطُوَاتِ عَاشَ مُؤَيَّداً

بِاللهِ ثُمَّ بِكُلِّ شَهمٍ أصْيَدِ

ووَلِيُّ عَهْدٍ كُلُّنَا فَخْرٌ بِهِ

أَكْرِمْ بِسَلْمَانَ الوَفِيِّ الأَمْجَدِ!

فَخْرُ البِلادِ ومَجْدَُها وَدِفَاعُها

حِصْناً أَمَامَ المُعْتَدِينَ الحُسَّدِ

آمَالُنَا تَسْمُو بِهِ ، وَبِلادُنَا

تَزْهُو، وَهلْ تَخْفَى مكَانَةُ سيّدِي !؟

وَالنَّائبُ الثَّانِي عَضِيدُ ملِيكِنا

رَمْزُ التَّوَاضِعِ وَالعُلا والسُّؤْدَدِ

يَا خَادِمَ الحَرَمَيْنِ كَمْ مِنْ دَعْوَةٍ

دَوَّى صَدَاهَا فِي رِحَابِ المَسْجِدِ!

قَدْ أُطْلِقَتْ مِنْ قَلْبِ شَعْبٍ آمِنٍ

يَحْظَى بِتَكْرِيمٍ وَعَيْشٍ أَرْغَدِ

يَدْعُو لَكُمْ ؛ وأَكُفُّهُ مَرْفُوعَةٌ

وَالكُلُّ بَيْنَ مُؤَمِّنٍ وَمُرَدِّدِ

يَرْجُونَ مِنْ عِنْدِ الإلَهِ قَبُولَهَا

فَهُوَ المُجِيبُ لِدَعْوَة ِ المُتَعَبِّدِ

(*) كتبتُ عن هذه الشخصية العظيمة «نايف الأمن» في الذكرى الأولى لفقده، حينما كان موسم الحج السابق (1433هـ) الذي فقدنا فيه طلّته البهيّة لأول مرة على خلاف ما تعوّدناه في موسم كل عام، فكان لذلك أثرهُ البالغُ في نفوس محبيه وأبناء وطنه، وكان من ضمن ما كتبتُ آنذاك نصٌ شعريٌ نُشِر مع المقال في حينه، مطلعه:

(سَتَبْقَى فِي القُلُوبِ وَفِي المآقِي

رَفِيعَ القَدْرِ مَحْمُودَ الخَلاَقِ)

والنص بكامله موجود على الشبكة العنكبوتية.

- رئيس فرع هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة المدينة المنورة