Saturday 23/11/2013 Issue 15031 السبت 19 محرم 1435 العدد
23-11-2013

مضايقات التكفيريين للتائبين داخل السجن

في الحلقة الثالثة من لقاءات برنامج الثامنة مع بعض الموقوفين والتي استضاف فيها الزميل داود الشريان الموقوف فواز العبسي، الإرهابي السابق والتائب حالياً والعائد إلى جادة الصواب. قال العبسي في هذه الحلقة كلاماً كثيراً عن مسيرته في دعم الجماعات الإرهابية، وخطواته غير المباركة في تكفير الدولة وكبار العلماء ورجال الأمن وجميع من يعملون في الدولة، وعن المخططات التي شارك فيها، وتحدث بندم شديد على أيام الضلال والانحراف، وكيف أنه انساق وراء الأشرار بعد أن لبس عليه إبليس وزيّن له سوء عمله.

لن أتوقف طويلاً لأشيد بهذه الخطوة من البرنامج الجماهيري رغم أنه يستحق الإشادة، ولن أبالغ إذا فخمت أهمية إظهار الحقائق للناس في هذا التوقيت، كون هناك آلاف من المواطنين وغيرهم يسمعون عن اتهامات للجهات المسئولة في وزارة الداخلية، ولا يعرفون شيئاً عن تلك الحقائق المرة التي كشفها الموقوفون بأنفسهم دون ضغوط من أحد، فصرنا أمام نموذجين في صناعة الإرهاب وتنفيذه، فالأول هو العقل الذي يخطط لمحاربة الكفار كما يزعم هؤلاء الخوارج التكفيريون، والثاني يمثل الأدوات التي تنفذ دون مناقشة، وهذه الفئة بالذات مغرّر بها ووجد كثير من الشباب أنفسهم ضمنها دون أن يعلموا بما يسعى له الخوارج الذين يصوّرون أعمالهم لهؤلاء المساكين بأنها نصرة للدين، بينما هي في مسارات أخرى لا علاقة لها بالدين .

لكن النقطة التي توقّفت عندها طويلاً متأملاً ومحللاً ومقارناً مع أوضاع مشابهة، ما أثاره العبسي حول ما يتعرّض له التائب داخل السجن، فبمجرّد إعلان توبته وعلم زملائه التكفيريين داخل السجن بذلك، تبدأ الضغوط تمارس عليه لثنيه ومحاولة إعادته لما كان عليه، وإذا لم يفلحون في مساعيهم يبدأون بممارسة شتى أنواع المضايقات بالسب والشتم والقذف، واتهامه بالعمالة والجاسوسية غير التهكم والكلام الجارح، ويصل الأمر في بعض الحالات إلى الإيذاء الجسدي والضرب المبرح.

قادة التكفير لا يتورّعون عن الإيذاء والسب واللعن، ولعلكم لاحظتم السناني وهو يشتم ويلعن كلّ المخالفين لفكره، حتى أنّ مقدم البرنامج سأله لماذا أنت تلعن واللعن سهل ويسير على لسانك، فقال إنّ هؤلاء يجوز لعنهم، لذلك يعتبرون أيّ فرد ينضم إلى كتائبهم واحد منهم مطلع على أسرارهم ومخططاتهم، ويرون في توبته خسارة كبيرة وفي خروجه شق لصفوفهم، ولن يدعوه حتى لو أدى بهم الأمر إلى قتله والتخلُّص منه، وفي حادثة خالد الفراج خير دليل، فعندما يئسوا من خطفه من بين أيدي رجال الأمن، شرعوا بالبحث عنه لقتله والتخلّص منه كي لا يكشف أسرارهم . التكفيري القتل وسفك دماء الأبرياء هيِّن عليه ولا يراه جريمة طالما هو يحقق أهدافه، أما السب والقذف والشتم والاتهام، فهذه هي سجاياهم التي طبعوا عليها.

في مجتمع خارج السجن نعاني منهم الأمرين وخاصة من يصدح بفكره أمامهم، فما بالك بمن هم داخل السجن لذلك يخاف معظم الشباب الموقوفين داخل السجون من الإقدام على إعلان التوبة، خشية اتهامهم بالانتكاس والتراجع وعدم الثبات على مبادئهم بتكفير الدولة وكبار العلماء والمشايخ ورجال الأمن وغيرهم .

أتمنى لو يبعد كل تائب داخل السجن عن بيئتهم، وهذا الأجراء دون شك سيشجع كثيراً من الشباب لإعلان التوبة وسلوك الطريق الصحيح بإذن الله.

Shlash2010@hotmail.com

تويتر @abdulrahman_15

مقالات أخرى للكاتب