Saturday 23/11/2013 Issue 15031 السبت 19 محرم 1435 العدد
23-11-2013

دوري جميل وعودة الزمن الجميل

- عاد النصر وعادت روح المنافسة

- لقد تفاءلت خلال هذا الموسم أثناء متابعتي لدوري عبد اللطيف جميل كجميع محبي الدوري السعودي وكرة القدم، بعودة نادي النصر إلى المنافسة بعد غياب طويل، ولعل ما سنشهده خلال الأيام القادمة من بقية هذا الموسم، قد يكون له الأثر الكبير على متابعي الدوري نظراً لعودة روح المنافسة والتحدي لأندية العاصمة.

فعودة نادٍ عريق ومن الأندية الكبار في الدوري للمنافسة على المراكز الأولى والصدارة لهذا الموسم، حفزت العديد من المتابعين وعشاق النادي إلى العودة للمتابعة، وبثت فيهم كذلك الأمل من جديد لعودة النادي إلى سابق عهده، وعودة الموسم الكروي إلى الازدهار مرة أخرى خصوصاً في ديربي العاصمة الذي فقد الكثير من بريقه، وكذلك من متابعيه أثناء غياب المستوى الفني المعهود للاعبي النصر بالسابق.

ويمكننا القول إنّ ما قامت به إدارة النصر خلال الفترة الماضية من استعدادات وتجهيزات وإعداد على جميع الأصعدة، ها هي قد بدأت في جني ثمارها، وبدأت آثارها في الظهور بشكل جلي وبين لجميع المتابعين سواء من محبي النادي أو من جميع المهتمين بكرة القدم، ولعل ما تم خلال الفترة السابقة من قرارات إدارية تم اتخاذها وتطبيقها، فيمكننا من الآن التنبؤ بنجاحها وفق ما نشاهده من معطيات على أرض الملعب، عبر عودة الفريق إلى مستواه الفني الرائع، رغم وجود العديد من العوائق التي صاحبت الفريق مؤخراً.

لن أستغرق كثيراً في التحدث عن الجوانب الفنية للنادي واللاعبين، ولكن من أهم القرارات التي تدل على وجود رؤية إستراتيجية لإدارة نادي النصر، هي استقطاب النجم العريق محمد نور بعدما تم إبعاده من ناديه السابق بلا مقدمات أو حتى مبرّرات، بل مع تعجب الكثير من متابعي الدوري لاتخاذ إدارة النصر مثل هذا القرار الذي لم تتضح معالمه ذلك الوقت، وكذلك أيضاً استقطاب عبد الرحيم الجيزاوي والذي بدأت نتائجه في الظهور على أرض الملعب.

أما في الجانب العلمي فإنّ من أهم معايير الإدارة الناجحة هو وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وهذا بدوره ما كان أن يتم إلا عندما تم تنفيذ عدة قرارات يتم اتخاذها بموجب خطة إدارية واضحة المعالم مبنية على أسس علمية بدأت تعطي ثمارها من خلال ما شاهدناه وقد نشاهده مستقبلاً، فلكل عمل آليات وإجراءات يتم من خلالها، ويمكن قياسه بناء على نتائج ملموسة على أرض الواقع ومؤشرات إيجابية، وهو ما نراه الآن بصفة عامة للنادي.

إن استمرار العمل الدؤوب لإدارة النادي خلال الفترة الماضية، بالرغم من جميع الصعاب التي واجهت الإدارة، ليعتبر من المجهودات الرائعة التي لابد من وقفة أمامها، لعل أهمها هو عدم وجود راعٍ رسمي للنادي لغاية الآن، فقيام النادي باستقطاب اللاعبين بمبالغ عالية، بالرغم من ذلك، فإنه لم يكن عائقاً أمام الإدارة، ولم يثن النادي عن مواصلة تنفيذ الخطة لتحقيق نتائج إيجابية خلال هذا الموسم.

كذلك فإنّ عودة ركن من أركان الكرة السعودية إلى الساحة كما كان في سابق عهده، سيكون له الدور الفاعل في إذكاء شعلة المنافسة والتحدي أثناء هذا الموسم وخصوصاً في العاصمة، فبالرغم من السنوات السابقة التي لم يوفق بها النادي، إلاّ أنه ما زال حاضراً في أذهان الجماهير التي قدمت الكثير من الولاء والمحبة للنادي العريق، وهذا بدوره سيكون له الأثر الكبير على كثافة الحضور الجماهيري أثناء المباريات. حيث إنّ الحضور الجماهيري يعتبر من أساسيات النجاح للدوري، وكلما زاد عدد الجماهير عن السابق حافظنا على مكتسبات كدنا أن نفقدها، لعل أهمها المقاعد الأربعة لدى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وهذا بدوره يستحق أن نعمل جميعاً لأجل استمرار ذلك النجاح عبر المحافظة على جاذبية الدوري الجميل للجماهير.

ولعل من أهم الأسباب الجاذبة للجماهير، بالإضافة إلى وجود بيئة ملاعب نظيفة وآمنة وممتعة، هي الأداء الفني للاعبين والفرق المتنافسة بالدوري خلال المباريات، وهو ما شهدناه خلال هذا الموسم بعودة نادي النصر إلى المنافسة على المراكز الأولى، وعودة التنافس الشيق بين أندية دوري جميل، وهو ما يذكّرنا بعودة الزمن الجميل، فعوداً حميداً للنادي الذي غاب عنا فترة من الزمن، وعوداً رائعاً لجماهير النادي الوفية إلى الملاعب.

mshujaa@hotmail.com

ماجستير الإدارة الرياضية

مقالات أخرى للكاتب