Sunday 01/12/2013 Issue 15039 الأحد 27 محرم 1435 العدد
01-12-2013

كن مطمئناً .. أنت في دبي!

منكم مَن يتذكر تلك اللوحة من الأفلام المصرية المحفورة على أقسام الشرطة أو معلقة خلف ضابط قوي، يخضع الشرطة لنفوذه باسم النظام. تقليد نقلته بعض الدول العربية بأساليب مختلفة، لكنها في النهاية تتحدث عن الشرطة والناس يد واحدة، حتى وإن كانت قبضة يد رجل الأمن أعلى وأقوى أو أعنف. وكذلك تقدّم الأفلام الهندية العريضة نفسها وهي (تشرشح) الشرطي الفاسد!

في دبي التي فازت مؤخراً بتنظيم حدث دولي مهم (إكسبو 2020) تبدو الصورة مختلفة، مثل كل الأشياء والصور والإنجاز فيها، فصورة الشرطة أكثر بياضاً وشفافية، وهذا أحد أسرار شهرة رمزها في الإعلام العربي، أقصد الفريق ضاحي خلفان الذي عُيّن مؤخراً نائب لرئيس الشرطة، ولن تكون المفاجأة كبيرة حين تعرف أن الرئيس هو الشيخ محمد بن راشد نفسه، باني دبي الحديثة، والشخصية التي استطاعت أن تقدم منجزاً فعلياً في التاريخ العربي المعاصر، وتدمجه بالعالم، وتتفوق على تطلعاته، وتقود هذه البقعة للمستقبل في قصة فخمة لها امتدادها.

شرطة دبي نشيطة لدرجة مذهلة عبر التواصل الإلكتروني الاجتماعي والإعلامي الجماهيري، تفاجئك بسيل من المعلومات التفاعلية المفيدة، ولا تتردد طوال اليوم عن تقديم توعية بأسلوب شيق، وهي تزين سياراتها بعبارات الصدق والأمانة، النزاهة والشفافية، العدالة والإنصاف، إتقان العمل، الإخاء والتعاون، حسن المعاملة.

من زار الإمارة لم يرَ حضوراً كثيفاً للشرطة، لكنه متوافر بالسرعة القصوى عند الحاجة، الأبرز التعامل الراقي مع الجميع دون استثناء، تهذيب مع الجميع، مع القادم من أدغال إفريقيا أو أطراف جبال آسيا أو المقاطعات الهندية، لا فرق؛ فالنظام هو الفيصل، لكن ذلك لا يخلو من بُعد إنساني لافت لدى الأفراد بهدوء واضح وحزم دقيق في الوقت ذاته.

ولو حدث أن زرت أحد أقسام الشرطة ستجد نفسك في إدارة منظمة جداً ومتقدمة، تزيل الخوف العربي التقليدي من هذا الجهاز، الذي لم يعد خادماً للشعب حسب مبالغات الأفلام الهندية والمصرية، لكن هنا له دور محدد لتسيير النظام العام، وضمان احترامه بالقانون والعقوبات المادية في الغالب، مقابل خدمات احترافية ومباشرة، بلا تجاوزات أو مبالغات.

خلطة إنسانية وتقنية عالية الجودة، كما يحدث في أي شركة عالمية، تُدار برؤية ومستوى راقٍ، لا تشعر بأنك أمام رجل أمن، لكن رجل خدمة عامة مرتبط بقوانين محددة، ومتابعة دقيقة.

رفاهية إدارية مستحقة، تجعلها تتجه للتسويق والعلاقات العامة عبر استعراض أحدث السيارات وأغلاها ضمن طاقمها، لا فرق بين سيارات الشرطة والسيارات التي تجوب شوارع المدينة، بل هي أكثر نظافة والتزاماً، وقد تنافسها كلفة ورفاهية!

الإدارة تتغير اليوم بما فيها الأمنية، التي تعتمد على الدقة والضبط عبر التقنيات المتطورة، حقوق وواجبات واضحة للصالح العام متفق على احترامها. فالشرطي يقوم بدور محدد كموظف التأمين مثلاً، وعلى هذا الموظف أن يتقن العمل والأداء، هكذا تفكر وتخطط دبي بشكل مختلف باستمرار.. والأهم أنها تنفذ، وتنفذ بإتقان.

مبروك لدبي فوزها بالحدث الدولي بإكسبو 2020، الذي سيكون حدثاً استثنائياً كما وعد حاكم الإمارة الشيخ محمد بن راشد، ولا شك أنه سيجعله كذلك حدثاً للقاء العقول.. وصنع المستقبل.. ولا عزاء للمتخلفين!

@AlsaramiNasser

مقالات أخرى للكاتب