Wednesday 04/12/2013 Issue 15042 الاربعاء 30 محرم 1435 العدد
04-12-2013

حلم أهل الخليج من يجهضه؟

قال الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وزير خارجية الكويت إن الاتحاد الخليجي يعتبر بنداً دائماً على جدول أعمال القمة الخليجية.. وإن الاتصالات والمشاورات لا تزال مستمرة في شأنه..!!

هذا القول قد يعتبره الكثيرون موقفاً إيجابياً من قبل قيادات دول مجلس التعاون تجاه اقتراح تحويل مجلس التعاون إلى كيان اتحادي، أما أنا وكثير من المراقبين السياسيين وقبل ذلك من أبناء الخليج العربي فنعتبره تردداً واستمراراً لتفضيل المصلحة القطرية الذاتية على المصلحة الخليجية العامة.

منذ طرح اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتحول من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، والاقتراح معروض على القمم الخليجية ويناقش في كل قمة، وشكلت لجان لمناقشة الاقتراح، إلا أن التنفيذ ما زال حلماً يراود أهل الخليج، ولا نعرف -وحتى نحن الذين نعمل في الشأن السياسي- سبب التأخير، سوى رغبة القلة بالحفاظ على (سيادة) لا معنى لها في ظل كيانات لا تستطيع أن تواجه الخطر وحدها.

الوزير الكويتي الشيخ صباح الخالد -وهو بالمناسبة رجل دبلوماسي ومهذب جداً وطيب وحسن المعشر، وكلها مزايا لمستها شخصياً عندما كان سفيراً لدولة الكويت في المملكة- لم يرد أن يقول إن الاقتراح سوف يبقى مجرد مقترح ويناقش في القمة الخليجية القادمة في الكويت أمام تحقيق الحلم الخليجي، فعلينا أن ننتظر..!! ولهذا فأبسط ما يطالب به أهل الخليج العربي أن يكشف لهم ويوضح سبب تأخير تنفيذ هذا الحكم وإعلان من يعترض على ذلك وأسباب تلك الاعتراضات وهل تحفظاتهم أسبابها موضوعية، أم أنها بسبب ضغوطات خارجية وانحياز البعض لأجندات أجنبية باتت معروفة.

أهل الخليج العربي يريدون أن يعرفوا من الذي لا يريد الاتحاد والوحدة، ومن يعرقل إنجاز هذا الحلم الذي كان هدف الآباء المؤسسين «خالد وفهد وزايد وجابر وعيسى وخليفة وقابوس»، تلكم القادة الذين رحلوا ولم يبق شاهد على مرحلة التأسيس سوى السلطان قابوس، ويفترض أن يتحقق حلمهم وفاءاً لإنجازهم، فهؤلاء الآباء المؤسسون كانوا يهدفون من وراء إقامة مجلس التعاون لدول الخليج العربي أن يتحول هذا التنظيم إلى كيان دولي يجمع شتات الخليج العربي في دولة واحدة، وإن تعذر الصهر الكامل في دولة واحدة، فليكن اتحاداً كنفدرالياً كبداية لترجمة أحلام أهل الخليج، أما من يعترض طريق الوحدة ويجهض أحلام الاتحاد فعليه أن يكون شجاعاً ويكشف أسباب اعتراضه، وعلينا نحن أهل الخليج العربي أن نتجاوزه ونحقق حلم آبائنا المؤسسين وشبابنا الذين يسعون لتحصين مكتسبات التنمية والخير التي يتربص بها الأعداء من كل جانب.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب