Wednesday 04/12/2013 Issue 15042 الاربعاء 30 محرم 1435 العدد
04-12-2013

الهلال بـ«المفاوض الذكي» يهدِّد صدارة النصر!!

من هو بطل دوري عبداللطيف جميل؟!

سؤال يطرح هنا وهناك، وتتفاوت الإجابات، لكن معظمها يغلفها «العاطفة» لا أكثر، ولا تتوافق مع المنطق، فلا يعقل دوري يحتضن 26 جولة أن تحدد هوية بطله من الآن بعد مرور 11 جولة.

العاطفيون يحلمون ويقولون النصر البطل!!

والهلاليون يقولون ما هي إلا أضغاث أحلام!!

ما بين العاطفة والأحلام كان «عنترة» يعشق «عبلة» و «قيس» يحلم بـ«ليلى», فمات العاطفيون الأربعة دون أن تتحقق أحلامهم بالزواج؟؟!!

فهل عاطفة جمهور وإعلام النصر تحقق حلمهم بالدوري؟!

هذه الأيام معظم البرامج الرياضية تخصص مساحة واسعة لأغاني «الفرح»، تحتفي بصدارة النصر، وكأنه حقق بطولة الدوري؟!

رفقاً بأنفسكم، ما لكم هكذا «تتراقصون», وماذا عساكم فاعلون لو خسرتم الدوري، فهل حينها «لطم الخدود وشق الجيوب» وترددون «يا حسين.. يا حسين»!!

أقصد بلفظ «يا حسين» هنا كابتن النصر «حسين عبدالغني»..

وكأني أرى المبالغة في «الفرح» ضغوطاً نفسية على اللاعبين، سوف تقود «النصر» لخسارة الدوري, حينها لسان حال «العاطفيين» يردد ما قاله الشاعر العاطفي قيس بن الملوح عندما عجز عن أن يتزوج ليلي:

ألا فارحمي صبا كئيبا معذبا

حريق الحشا مضنى الفؤاد حزين

في عصر الاحتراف «العاطفة» لا تصنع بطلاً, اللاعب يحتاج إلى «المال», كرة القدم هي مهنته ومصدر دخله, المحترفون البرازيليون الثلاثة فجّروا الأزمة، وطالبوا بحقوقهم فقالوا عنهم «متمردون»؟؟!!

رئيس النصر فيصل بن تركي قال لن أسمح لأي أحد بـ«لي ذراعنا». كان هذا التصريح بعد نشوة الفوز على الهلال, لكن لغة «كحيلان» تغيرت بعد أسبوع، ورضخ للواقع المادي المرير الذي يعاني منه النصر، فقال: أتمنى من جماهير النصر أن تسامح المحترفين البرازيليين؛ لأننا نحتاج إليهم في الدوري؟!

إدارة النصر لا تملك «المال» حتى تعاقب البرازيليين بإلغاء عقودهم, هذه الحقيقة بدون أي شعارات أخرى.. لكنّ سؤالاً يلد هنا: ماذا لو طالب اللاعبون المحليون بحقوقهم ورواتبهم المتأخرة لأكثر من 7 أشهر؟؟!!

لجنة الاحتراف كشفت الأزمة المالية داخل النصر؛ 20 قضية سوف تحرمهم من تسجيل اللاعبين في الفترة الشتوية, وفي اجتماع الجمعية العمومية أعلنت الإدارة أن عجزها المالي يقدر بـ40 مليوناً!!

«الديون» قنبلة موقوتة داخل النصر، سوف «تنفجر» عندما يفقد الفريق الصدارة، ويتجرع أكثر من هزيمة..

فيصل بن تركي يعي خطورة «الديون» على مستقبل الفريق في ظل عدم وجود أعضاء شرف داعمين، ولا يستطيع «كحيلان» بمفرده حل الأزمة المالية, وعجز الإدارة الصفراء عن توقيع عقد رعاية رسمية ساهم في خطورة الأزمة.

قرب رئيس النادي من الفريق له الأثر الكبير في تأخير انفجار «قنبلة الديون», في ظل الوعود والالتزام من «كحيلان» بتوفير حقوق اللاعبين قريباً. في هذا الجانب كابتن الفريق اللاعب الثري حسين عبدالغني يلعب دوراً رئيسياً، وهو يمنح الإدارة «سلف مادية» بين فترة وأخرى. قبل فترة كانت إدارة النصر على وشك توقيع عقد رعاية رسمية مع أكثر من شركة كبرى بمبلغ مادي مُجْزٍ كفيل بحل جزء كبير من الديون, لكن السيناريو نفسه يتكرر: الشركات تتراجع في المراحل الأخيرة؛ ما أصاب إدارة النصر بصدمة وحيرة، وهي تتساءل ماذا حدث؟ ما هي الأسباب؟!

لم يهدأ بال الإدارة النصراوية حتى عرفت مؤخراً من هو «اللاعب الخفي» وراء ذلك, «مفاوض ذكي» استطاع أن يقنع أكثر من شركة بلغة الأرقام بأن رعاية نادي الهلال تحقق أرباحاً مالية أكثر من رعاية أي نادٍ آخر. شركات الرعاية ليس لها «ميول»؛ فهي تبحث عن مصالحها أولاً؛ لذلك بوصلة الرعاية تغير اتجاهها من النصر إلى الهلال؟؟!!

«المفاوض الذكي» الهلالي أو «اللاعب الخفي» يحمل في يده حقيبة استثمارية، «يطوف» بها بين كل الشركات الكبرى، وحتى هذه اللحظة جمع عقود رعاية تقدر بـ100 مليون ريال على أقل تقدير، حتى هناك تفاؤل في البيت الأزرق بأن الرقم قابل للزيادة كأكبر عقود رعاية في تاريخ الأندية السعودية.

ليس من السهل أن تفاوض شركات كبرى وتقنعها بالرعاية الرياضية، ولعل خير شاهد: كل الأندية الكبرى التي فقدت عقود شركة الاتصالات «stc» عجزت حتى الآن عن توفير البديل.

«المفاوض الذكي» طمأن إدارة النادي بمستقبل الهلال مادياً. كل هذه المؤشرات لها الأثر الكبير في صفقات الفترة الشتوية الكفيلة بتعزيز صفوف الفريق في المراكز التي يحتاج إليها.

الدوري نفسه طويل، ومن يملك «المال» يستطيع أن «يصمد»، خاصة بصفقات شتوية كبرى. الهلال والشباب والأهلي أقوى الأندية السعودية مادياً تهدد «صدارة» النصر في ظل قنبلة «الديون» الخانقة للإدارة الصفراء.

حتى تكسب إدارة النصر أي عقود رعاية عليها أن تمارس حرباً إعلامية على «المفاوض الذكي» الهلالي؛ حتى تتم إقالته من إدارة ناديه. الزميل الإعلامي النصراوي عبدالكريم الزامل صرَّح قبل يومين في برنامج البرلمان بإذاعة UFM قائلاً: إن منصب نائب رئيس الهلال أكبر من حجم محمد الحميداني؛ فهو لا يستحقه، وليس من مصلحة الهلال إدارياً؟؟!!

الجميع يعرف قرب «عبدالكريم» من الإدارة النصراوية, فهل هذا «التصريح» مصدره «الزامل» نفسه أم أنه «تكليف»؟ لكن السؤال: منذ متى والإعلام النصراوي حريص على مصلحة إدارة الهلال؟؟!!

في الأيام القادمة سوف نشهد حملة تشكيك كبيرة في شخص «محمد الحميداني»، هدفها زعزعة ثقة الجماهير الهلالية؛ حتى تمارس ضغوطها على الإدارة لإبعاده أو لتطفيشه من الوسط الرياضي؛ لكي يستقيل.

وحتى تعرف جماهير الهلال من هو «المفاوض الذكي»، أو «اللاعب الخفي» الذي يخشاه النصراويون في هذه المرحلة، فهو محمد الحميداني.

نائب الرئيس الهلالي يجب عليه أن يتعاطى مع هذه الحرب الإعلامية الصفراء المرتقبة بذكاء، بألا يرد ولا يلتفت لها. ولقد غردت في «تويتر» قبل فترة بأن «الحميداني» مكسب كبير للرياضة السعودية قبل الهلال بفكره الاستثماري، بشرط أن يكون «ذكياً» إعلامياً.

بعد 10 أشهر ينتهي عقد رعاية «موبايلي» مع الهلال، وسيتم الإعلان عن أكبر صفقة رعاية رسمية في تاريخ رياضتنا.. حينها سيكون «محمد الحميداني» رقماً صعباً في تاريخ الرياضة السعودية، خاصة في ملف الاستثمار.

** هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت - كما أنت - جميل بروحك. وشكراً لك.

i.bakri@live.com

مبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri

مقالات أخرى للكاتب