Monday 09/12/2013 Issue 15047 الأثنين 05 صفر 1435 العدد
09-12-2013

نصف ساعة .. «حبتين» في اليوم

من لا يشتكي من أقسام طوارئ المستشفيات، هم كبار الشخصيات الذين يتم استقبالهم على المداخل، ولا يغادرهم المديرون المناوبون إلاّ عند سياراتهم. أما ما عداهم فالكل يشتكي ويصيح وينوح وربما يودع الحياة في انتظار الطبيب الذي يكون في الغالب من الاطباء العموميين قليلي التجربة والحيلة.

إن الاهتمام بكبار الشخصيات يدل دلالة قاطعة على أن بالإمكان وضع آلية تحترم المريض الذي لا يأتي إلى وحدات الطوارئ إلاّ لأنه يعاني من المرض الذي كان قد أصيب به، أو من عارض مستجد طرأ على صحته. وكلاهما يستحق الاحترام اولاً، ومن ثم الاهتمام، ومن ثم تقديم الرعاية الصحية اللازمة.

التجارب الموضوعية التي لا تأخذ في الاعتبار، المبررات غير المهنية التي يتحجج بها مسؤلو المستشفيات دوماً، جعلتني أؤمن أن فقرا او بؤس خدمات الطوارئ، يعود لسبب مهم، وهو أنهم لا يعتبرون هذه الوحدات مناطق تميز، ولذلك لا يزورونها ولا يضعون في الاعتبار تطويرها وحل مشاكلها العويصة. يكفي بالنسبة لهم أن يكون هناك جزء مخصص لكبار الشخصيات، لا يصل اليه الضعوف! وربما هذا هو تحديهم الوحيد.

لكي تتطور أقسام الطوارئ بمستشفيات المملكة، فعلى مسؤولي المستشفيات أن يضعوا العاملين فيها تحت كاميرات المراقبة ليل نهار، وأن يوفر لمدير المستشفى مكتب صغير، يداوم فيه نصف ساعة صباحاً ونصف ساعة مساءً، لعل وعسى.

مقالات أخرى للكاتب