Wednesday 11/12/2013 Issue 15049 الاربعاء 08 صفر 1435 العدد
11-12-2013

سوء المنقلب!

يعود الشخص إلى مطار الملك خالد الدولي، من رحلة جميلة فيجد أمامه (سوء المنقلب) متجسداً بالخدمات المتدنية، والصعوبات الجمّة حتى يغادر أرض المطار بسلام، هذا بعد مروره بمراحل تستهلك كثيراً من الجهد النفسي والبدني بدءاً من وصول الطائرة، حيث ألغى مطار الملك خالد - تماماً - الممرات الممتدة من بوابة الطائرة إلى صالة الوصول، وصارت تُستخدم السلالم مما ينبئ بتراجع الخدمات عن الفترة الماضية التي كان يجد فيها المسافر عند وصوله أشكال الراحة، ومن المعلوم أن الخدمات يجب أن تتقدم لا أن تتأخر.

ومن الصعوبات في هذا التراجع هو وجود مسافرين من كبار السن أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهؤلاء عليهم أن ينتظروا ومرافقوهم وقتاً طويلاً إلى حين خروج جميع المسافرين على متن الطائرة حتى يتم فتح بوابة الطائرة الثانية لهم، وتنزيلهم عبر رافعة “تكسر الظهر”، وعليك أيها المرافق أن توقف كل أعمالك وترهن وقتك لأنك مُجبر على هذه الآلية التي لا يوجد ما يبررها طالما لدينا بوابات وممرات بإمكانك الخروج عبرها كما يحدث عند السفر، وحتى عند المغادرة نجد في بعض الأحيان أخذ نفس آلية الباصات لتنقلك إلى الطائرة، وما دمت بصحة وعافية فلا يهم هذا، لكنه يهم ويعتبر أمراً مرهقاً حينما يرافقك مريض أو كبير في السن!

لم يكن مطار الملك خالد الدولي يستخدم هذه الآلية، بل كان مضرباً للمثل في اليسر والسهولة من بين مطارات المملكة، فما الذي جعله يتراجع؟ وما الذي أوصله إلى هذه المرحلة من التأخر؟ وبغض النظر عما ذكرته، فهناك معاناة حقيقية يشترك فيها جميع المسافرين في تأخير وصولهم وفتح أبواب الطائرة للمغادرة، وتأخر وصول الحقائب مع عدم وجود تنظيم يستطيع المسافر من خلاله عند الوصول أن يعرف من أين يستلم حقائبه، ولعل ذلك المشهد يتكرر في ذهن كل مسافر بلا استثناء، عندما يذهب ويقف ينتظر حقائبه، ثم يُفاجأ بتغيير مسار الحقائب، ويعتمد على هذا في إرشاده على العاملين في حمل الحقائب، فلا توجد شاشات إرشادية ولا دليل توضيحي، وهذا المشهد يتكرر عند المغادرة، فنجد في بطاقة صعود الطائرة رقماً لبوابة المغادرة ونفاجأ عند السفر بتغييرها، وهذا تسبب في أوقات كثيرة بتأخير الرحلات ولوم الركاب، مع أن هذا ليس بذنب الراكب، عدا القصور في التنبيه والتذكير بتغيير البوابة، مما يشير إلى وجود تخبط داخل إدارة المطار بإمكان أي مسافر تلمسه!

لا أنكر وجود خدمات متقدمة بدأنا تلمسها في مطار الملك خالد الدولي، تتضح في افتتاح عدد من المقاهي والمطاعم، وصالات الدرجة الأولى ذات الفخامة التي تضاهي مطارات أوروبا العريقة، وهذا جهد تُشكر عليه هيئة الطيران المدني، لكن من حقنا أن نقف على أوجه القصور ونطالب بعلاجها، لأن هذا المطار هو واجهتنا وما يعيبه يعيبنا، ونجاحه هو ما يسعدنا جميعاً.. أتمنى من كل قلبي وضع العلاج لهذه الأمور البسيطة في شكلها الخارجي، إلا أنها صعبة في تفاصيلها، وكل ما تحتاجه هو شيء من التنظيم، ولسنا عنه بعاجزين!

www.salmogren.net

مقالات أخرى للكاتب