Thursday 12/12/2013 Issue 15050 الخميس 09 صفر 1435 العدد
12-12-2013

«أنا الخليجي» .. أغنية الاتحاد المؤجل!

الشاب الخليجي والبنت الخليجية.. هكذا كان يصفنا أشقاؤنا العرب من أعضاء وفد الشباب للحوار العربي الصيني في باص أقلنا من مدينة بيجين إلى ميناء تيانج قبل أسبوعين، كنت بالكاد أسمع تعبير «السعودي والكويتي والعماني والقطري والإماراتي والبحريني»... عادت بي الذاكرة حينها إلى أول سماعي لأغنية أنا الخليجي، التي استعمرت قلوبنا زمنًا، ثمَّ توقفت مثيلاتها، فلم نعد نسمع أمثالها أبدًا!! هل رسخت في قلوب الآخرين فباتوا يعرفوننا بها أكثر مما نعرف أنفسنا؟!!

بعد أن عدت من الصين، سافرت لحضور حفل صحيفة «الجزيرة» في دبي، وحين تحسست جوازي سفري في جيبي، قرَّرت أن أبرز بطاقة الأحوال المدنية عوضًا عنها، لتكون جواز مروري لبلد خليجي... كنت أعلم بإمكانية السفر بها، لكن اعتيادي للسفر بالجواز ينسيني دائمًا هذه الميزة... هل حاولت أن أكون أنا الخليجي الذي أطربني زمنًا؟... ربما!!

قد لا تبدو هذه الشجون الخليجيَّة التي أكتبها الآن وقادة دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت ومن يمثّلهم ينهون اجتماع القمة الرابع والثلاثين ذات أهمية، لولا أنني استقري بزوغ حملة مضادة تسعى للقضاء على المجلس، وتقزيم دوره وتأثيره، لتدشين عصر جديد يضع الخليجيين أمام تحدي المصالح المنفردة!!

نعم... لم يحقِّق مجلس التعاون الخليجي ما يأمله منه المواطنون في جميع الدول الست، والذين فقدوا الحماس في متابعة القمم الخليجيَّة منذ زمن طويل، وما يزال المجلس يواجه إشكالات حادة وتباينًا في المواقف تجاه قضايا إستراتيجية، فضلاً عن غيرها، لكن حصانة وجود المجلس، واستمرار آليات عمله رغم كل ذلك، دلالة نجاح لا يشابهها نموذج في تاريخ العمل العربي المشترك.

يجب أن نفرق اليوم بين النقد الذي يوجِّه للمجلس من أجل تطويره وتحفيزه إلى الأفضل، وبين أقلام وأصوات تدعو للتخلص من المجلس لأنّه لم يحقِّق أهدافه... جلّ تلك الأصوات وللأسف، تنشط اليوم في ظلِّ وجود مقترح الاتحاد الخليجي، الذي يمثِّل الرؤية الأشمل والأكمل لمواجهة تحدِّيات دول المجلس وضمانة أمن دوله وشعوبه. مثير للعجب فعلاً أن ترتفع الأصوات التي تهاجم المجلس وفكرة وجوده في ظلِّ وصول سقف أطروحاته إلى الاتحاد!!

لا بُدَّ من المضي في دعم فكرة الاتحاد وتطبيقها، وانضاج مشروعات اجتماعيَّة وشبابية تعزِّزها، فهي الخيار الوحيد الآن لحماية الخليج وأهله، فالمسار السياسي الرسمي مهما كان جادًا ومستمرًا فإنّه سيظلُّ بحاجة إلى الإيمان واليقين والدعم الشعبي الذي يحتاج من الساسة إلى التعاهد والتعزيز... لم يعد لدينا المتسع من الوقت للتأجيل والبحث والدراسة، فسيدرك من لا يرى في الاتحاد أولويته ومن يؤجل قراره فرارًا من الحسم، أن الاتحاد مصلحة الجميع وحصانة وجود المواطن الخليجي، الذي ما يزال يتمنى أن يغني أمام العالم أغنية الاتحاد المؤجل «أنا الخليجي» بفعله لا بقوله.

عبر تويتر: fahadalajlan@

مقالات أخرى للكاتب