Tuesday 17/12/2013 Issue 15055 الثلاثاء 14 صفر 1435 العدد
17-12-2013

الرومي .. وحراس الفضيلة!!

ثمة من يلبس قناع الفضيلة في وسطنا الرياضي ويعطي دروساً بالأخلاق عندما يكون فريقه بمنأى عن الأمر، لكنه فجأة يمكن أن يخلع ذلك القناع دونما حياء ووقتما يريد عندما يرى أن ذات المبادئ التي ينادي بها قد انتهكت من فريقه الذي يشجعه، فعادي جداً أن يقفز على كل تلك المُثل التي يتشدق بها، ويصبح ما كان تجاوزاً بالأمس جائزاً، ومثل هؤلاء المتلونين يصافحونا يومياً سواء عبر البرامج التلفزيونية أو في مقالاتهم الصحفية أو حتى بتغريداتهم اليومية.

فحراس الفضيلة الذين هاجموا الكابتن عبدالرحمن الرومي لوصفه تدخل محمد أمان العنيف ضد نايف هزازي بالتصرف الأحمق، هم ذاتهم من سنوا أقلامهم وكالوا أشد الألفاظ سوءاً ضد لاعب الاتفاق إبراهيم هزازي بعد المباراة الدورية مع الفريق الأهلاوي، وبحملات منظمة وبشكل جماعي وبأدوات مخجلة.

وحراس الفضيلة الذين أججوا الشارع الرياضي بل ومارسوا الضغط على البرامج التلفزيونية لاستبعاد الكابتن عبدالرحمن الرومي بسبب لفظة أحمق، هم ذاتهم من مارس دور (المزهرية) تجاه تصريح رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ أحمد عيد، عندما وصف التدخل على نايف هزازي بالحماقة والتهور، وبالطبع لا نحتاج للتفكير لماذا أضرموا البرامج مداخلاتٍ ضد الرومي في حين كان تصريح عيد برداً وسلاماً عليهم؟!

وحراس الفضيلة الذين انتقدوا رأي الكابتن عبدالرحمن الرومي بقيادة مرعي عواجي للقاء الشباب بالنصر وما صاحبها من كوارث تحكيمية وتذرعوا بحجة أن ما حدث هو جزء من اللعبة، هم أنفسهم من حمل بعد ذلك لواء التذمر حد البكاء لسبب خطأ حكم بعدم احتساب فاول أو رمية تماس أو حتى ركلة جزاء تقديرية، حتى رأينا البيان يصدر تلو البيان وحراس الفضيلة يصفقون ويهللون!

وحراس الفضيلة الذين طالبوا الكابتن عبدالرحمن الرومي باحترام الأهلي ولاعبيه وطالبوه بعدم إقحام الخلاف الشبابي الأهلاوي بالموضوع وكأن رأيه محسوب على الشباب، هم ذاتهم من لمزوا تجاه الليث وجماهيره وتاريخه بل ووصفوا الفوز عليهم ببطولة شبابية وكل ذلك بسبب خلافهم مع البلطان!

الجميل في الكابتن الخلوق عبدالرحمن الرومي أنه قال رأيه بالأستوديو التحليلي ثم أوضحه ببرنامج الحدث لمن حاول تأويله بما هو ليس فيه، ثم مضى، لم ينجر لجدليات لفظية ولم يسقط في فخ حوارات بيزنطية، سما بنفسه عن كل من لا يقدر قيمته، وترك لهم بطولات الكلام وتهديدات المقاطعة وحتى محاولات الإملاء على القناة الرياضية.

أما أجمل ما في الموضوع خاتمته، حيث إن مسئولي القناة الرياضية لم يأبهوا لكل تلك الجعجعة ولم يلتفتوا مشكورين لكل تلك التهديدات، لأنهم باختصار يدركون أن لديها قامة فنية، وقيمة إعلامية، بحجم الكابتن عبدالرحمن الرومي لا يمكن التفريط بها، كيف لا، وهو من جاب المعمورة عندما كان لاعباً بشعار المنتخب وخدمه بكل الفئات السنية وصولاً للمنتخب الأول ناهيك عن خدمته لناديه، وعندما ترجل عن صهوة الملاعب واصل دراسته ليمزج بين ما أكتسبه بالملاعب من خبرة وما سيحصل عليه من علم ومعرفة، ليحصد بعدئذ شهادة بالإعلام.

فبربكم.. أيترك مثل هذا؟

مقتطفات

- دور أول انقضى من جميل، تصدر فيه النصر بالنقاط، وتصدر الاتحاد بالديون، وتصدر الأهلي بالبيانات، وتصدر الشباب بالأخطاء التحكيمية، كان حصانه الأسود بين الفرق التعاون، وكانت درجة التميز كاملة بين اللاعبين للبرازيلي نيفيز، في حين لم ينجح من التحكيم أحد بل تصدر مرعي العواجي القائمة من أسفل وبكل جدارة.

- لجنة الانضباط تغُرم الأستاذ خالد البلطان بسبب مديحه للحكم بعد خمسة أيام من تصريحه وكأنها تدخل بالنوايا، في حين أن الأمور الواضحة من البعض تجاه الحكام حد التحدي للجنتهم والهجوم عليهم، نرى الانضباط لا تحرك ساكناً أو تحتاج شهوراً لتتجرأ وتصدر قراراً!

- الشبابيون مازالوا قلقين جداً من موضوع رحيل اللاعب حسن معاذ رغم تأكيدات الأستاذين خالد المعجل وهيثم أحمد ببقائه، فالجمهور الشبابي ينتظر من رئيس النادي تصريحاً قاطعاً ينهي ذلك الجدل ويقطع دابر الأقاويل.

- بالأمس بدأت فترة تسجيل اللاعبين الشتوية، وأعتقد أنها فرصة سانحة لتدارك الوضع في بعض الفرق التي عانت الأمرين بسبب تواضع لاعبيها، وأعتقد أن الفريق الاتحادي والشبابي، إضافة للأهلي الذي استغنى فعلياً عن ثلاثة من لاعبيه، هي الفرق التي عليها التحرك في كل الاتجاهات لإعادة التوازن من جديد.

بعيداً عن الرياضة

تطالعنا نشرات الأخبار اليومية، ونشاهد عبر شبكات التواصل الاجتماعية اللحظة باللحظة، صور ومناظر تدمي القلب لإخواننا في سوريا، فيعتصر الفؤاد وهو يشاهد الأطفال وهم يموتون من شدة البرد، ويرى الكبار وقد التحفوا الثلج وتوسدوا الرمل، ويبصر دموع النساء وهي تبكي على حالها وما إليه آلت، دون أن يكون لهم معين بعد الله، فهل يعقل ذلك؟ هل يعقل أن نرى كل تلك المآسي وما يعانونه ولا تحرك بنا ساكناً، بل نكتفي بالفرجة وأقصى من نعمله إن جدنا هو الدعاء!

نحتاج وبلادنا مملكة الإنسانية وموطن الإسلام نحتاج وبشكل عاجل لجهة حكومية رسمية تتولى الأمر وتشرف عليه، فتضع لها فروعاً في كل المدن السعودية لتعمل على جمع التبرعات والبطاطين وتوفير الكرفانات لإخواننا هناك علها تقيهم برد الشتاء القارس، وتسهم في تخفيف معاناتهم، فو الله إن لم نقف معهم سنسأل عن ذلك.

تويتر: @sa3dals3ud

مقالات أخرى للكاتب