Saturday 21/12/2013 Issue 15059 السبت 18 صفر 1435 العدد
21-12-2013

في تأبين نيلسون مانديلا

توفي مانديلا وأنا في إجازة عن الكتابة، لكنني غرّدت في تويتر تغريدة أو اثنتين حزناً عليه، ونالني من الدعاء بأن أحشر معه ومثل هذا كثير.

انشغل بعض أهلنا في تقريع الناس عن الترحُّم عليه، وكان الأجدى أن يستفيدوا من تجربة مانديلا بأنها خير تطبيقات العصر في الانتصار للضعفاء والمهمَّشين، والذي يحض عليه الإسلام في نصوص ثابتة، علّت ورفعت من قيمة تحرير البشر من العبودية والمساواة والعدالة، تلك قيم يفاخر بها كل مسلم واعٍ، فكيف لا نقدِّر من تبنّاها ونافح عنها، ليس حباً في سلطة أو بحثاً عن مال وجاهٍ، بل رغبة في إنقاذ الناس من القيود؟

الغريب إنّ بعض المثقفين راحوا يفتشون في سيرة مانديلا الشخصية وأسرار حياته، سعياً للتقليل من عمله ومنجزه، ولا أدري كيف يناقض المثقفون أنفسهم، فلو لم نقبل أعمال الناس إلاّ إذا خلت سجلاتهم من كل خطأ، إنا إذن في جهل عظيم وفقر أعظم، فلن نجد بشراً بلا أخطاء، ولأصبحنا مثل غلاة الدين يقبل الله توبة الناس واستغفارهم ويستر عليهم، بينما هم يستعذبون كشف المستور وفضح عباد الله، بل والتجنِّي وإقامة المقاصل في الطرقات وإسقاط السيارات بمن فيها.

مانديلا إنسان آمن بقضية شعبه الراضخ لعبودية المستعمر، وانتصر لها وقاد الناس للتخلُّص من الظلم الواقع عليهم، سأدعو لكلِّ من فعل خيراً للبشر بأن يجازيه الله بالإحسان إحساناً.

f.f.alotaibi@hotmail.com

Twitter @OFatemah

مقالات أخرى للكاتب