Sunday 22/12/2013 Issue 15060 الأحد 19 صفر 1435 العدد
22-12-2013

أنظمة اغتالت أحلام الشعوب وحولتها لكوابيس

قول لمواطنة اماراتية نقلته الكاتبة راغدة برغام في الزميلة الحياة، نشط الذاكرة لما كنا عليه في المملكة والخليج العربي وما نحن عليه الآن.

تنقل راغدة عن المواطنة الاماراتية قولها (إننا أصبحنا شعباً سعيداً بسبب إيجابية قياداتنا).

كلمات بسيطة تترجم الحال والوضع الذي تعيشه دول الخليج العربي وما زال المستقبل يحمل الكثير في ظل استمرار الاستقرار.

الجيل الحالي وشباب اليوم قد لا يعلم ما كنا عليه وما كانت عليه الدول المجاورة خاصة وان الشباب لا يقرؤون التاريخ واكتفوا بقراءة رسائل الجوال والتويتر وغيرها من وسائط الاتصال وتركوا القراءة النافعة.

قد لا يعلم من لا يقرأ التاريخ أننا كنا نتمنى ونحلم أن نكون مثل جيراننا من دول الشمال والشرق، كنا نسافر إلى تلك الدول ونعود منها نحلم أن نكون مثلها، كشوارع ومدن نظيفة ومشاف ومدارس وجامعات، شعوب تلك الدول تعيش مطمئنة في رخاء تحلم بمستقبل أفضل، فتحول الحلم إلى كابوس بل كوابيس تتكرر كل ليلة بعد أن تخلت قيادات تلك الدول عن خدمة شعوبها إلى خدمة مصالحها ومصالح الآخرين توافقاً مع انتماءات طائفية وتسديداً لفواتير لجهات أتت بهم إلى احتلال كراسي السلطة، فحاكم الشام يدمر بلاده وشعبه خدمة لانتماءاته الطائفية، ويرهن مصير وطن كان يعتبر قلعة العروبة الصامدة، ويجعله تابعاً لنظام طائفي وعنصري يسعى لاعادة الاعتبار لامبراطورية منقرضة.

أما القادم لحكم العراق على ظهر الدبابة الأمريكية فقد وضع الولاء لملالي طهران قبل الانتماء العربي مطوحاً بهذا البلد العربي وحوله من حارس للبوابة الشرقية إلى ممر لقوى الشر والحقد التي تحملها مليشيات طائفية وعنصرية التي تعد وتتدرب في معسكرات الملالي.

أما مركز الحقد الموجه للعرب والمسلمين الحقيقيين ومكمن العنصرية العرقية الخاضع لهيمنة الملالي والذين حولوا أحلام الشعوب الايرانية إلى كوابيس يومية إذ استخدمت الموارد لتجنيد العملاء خارج ايران وانتاج وتضخيم للقوة العسكرية، وهو ما يجعل المواطن من شعوب ايران يسأل عن جدوى وفائدة كل ما ينتج من صواريخ وصرف مليارات الدولارات لاقامة صناعة للأسلحة النووية، وصرف المبالغ التي لا تحصى وبلا حساب للصرف على الأعوان والعملاء للتمدد خارج الدول المجاورة، ويتبخر الحلم لدى أبناء الشعوب الايرانية وهم يرون خيراتهم وما يصل للنظام من موارد مالية تصرف على أذرع النظام خارج ايران، خيرات يتمتع بها الأنصار والعملاء ويحرم منها الشعب!.. دولة لا تسعد شعوبها بل تسعى إلى مد نفوذها إلى خارج الحدود سعياً وراء احياء مجد انقضى.

نماذج حية لدول كانت تتمتع برخاء وعيش رغيد كنا نتمناه، صبرنا وحصدنا صبرنا والحمد لله، لأن قيادات بلداننا ترجمت أحلامنا إلى واقع نعيشه، نسينا ما كان عليه أجدادنا وحتى آباؤنا إلى وقت قريب، وفرق كبيرة بين قيادات تجهض أحلام شعوبها، وقيادات تترجم الأحلام وتحول حياة مواطنيها إلى حياة سعيدة.

وهذا أيضاً الفرق بين ايجابية القيادات وما يقابلها من سلبيات من قيادات طارئة قدمت بدعم من قوى الاحتلال، أو عن طريق القوة العسكرية الغاشمة، فرق واضح والقادم أفضل للشعوب التي تدير أوطانها بقيادات ايجابية من خلال مواصلة تحقيق الاصلاحات التي ستعزز المكاسب التنموية وبرامج التطور، فالحياة الكريمة والشعور بالكرامة الانسانية تتعزز أكثر بتحقيق العدالة الاجتماعية وصون الحرية الشخصية وتحقيق المساواة لجميع مكونات الشعب رجالاً ونساءً وتوفير فرص العمل للجميع حتى يعيش الجميع برخاء بعيداً عن الكوابيس التي يعيشها الآخرون ويجعلنا أن نحلم بغد أفضل.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب