Monday 23/12/2013 Issue 15061 الأثنين 20 صفر 1435 العدد
23-12-2013

لمسات الخطوط الإنسانية

المواطن (ع) من شمال الوطن - محافظة طريف - يبث شكواه ورجاءه بأن يمن الله على بعض الأجهزة الخدمية في بلادنا ولو بقليل نافع من الإنسانية، لتتداوى بها قلوب من يتعاملون معها، ليستفيدوا ويفيدوا، على نحو الخطوط الجوية السعودية التي تعد ناقلاً وطنياً يتحتم عليها تقديم اللمسات الحانية لهذا المواطن الذي يود مع من حوله أن يستشعروا قيم ومعاني الوطنية التي تمثّلها هذه القطاعات.

فالرجل يؤكّد حجم معاناته حينما يهم ببعث رسالة دواء لوالده من العاصمة الرياض إلى طريف، إذ يشير إلى أنه يعاني في إيصال هذا الاحتياج الضروري من خلال ركاب رحلات الخطوط الجوية العربية السعودية، فلا يجد من يقوم بمثل هذه الخدمة الإنسانية أو يؤديها بشكل منظّم لا سيما حينما يكون الطبيب في العاصمة، والمريض - شفاه الله - في مدينة أخرى، وهذا مبعث ألمه، ومثار حزنه.

المواطن (ع) يقول: كُنّا في السابق وحينما نهم بإرسال شيء ما إلى أهلنا هناك نهرع إلى المطار (القديم) - نعم المطار القديم - ولا نجد أي صعوبة، إذ يتلقف الركاب آنذاك حاجتك، أما اليوم فإنني أعجز وأتعب ويندلق ماء وجهي من قبيل (تكفى يالأخو..) وما سواها من أجل أن تُحمل حاجتي..

فالزمن - حسب رؤيته - لم يعد هو ذلك الزمن البسيط الذي تجد فيه من يقوم بخدمتك بكل سرور وأريحية، إنما بات الواحد منهم متردداً وغير راغب في خدمة أي إنسان، بل يستغرب ممن يطلبون المسافرين إيصال احتياجاتهم حتى وإن كانت من قبيل الدواء لمرضاهم .. شفاهم الله!

إلا أن السؤال الذي يطرح ذاته ويجمعها بشكل مباشر وتلقائي وعفوي: هل هناك خدمة إنسانية من هذا القبيل يمكن أن تؤديها الخطوط السعودية على نحو إيصال الدواء.. وبعد أن يلهمك الله بمقولة: (ما أدري) علينا أن نتأمل ونسأل الناقل الوطني الخطوط السعودية عن مدى توفير مثل هذه الخدمات الإنسانية، لعلها تشفع لها، وتخفف من هذا العناء.

فالقائمون على شأن العمل الخدماتي والاتصال المعنوي والإنساني في الخطوط السعودية وعلى رأسهم الأستاذ عبدالله الأجهر وفريقه لا شك أن لديهم إجابات على مثل هذه التساؤلات، إذ لا يتركون - في العادة - أي شاردة من الأسئلة أو واردة إلا ويجيبون عليها، لا سيما الشكاوي والطلبات الضرورية، أو المزيد من المساجلات في أمر الخدمات والترفيه في السفر إلى أي مكان من العالم.

إلا أن ما يعانيه المسافر ويطلبه عادة هو الخدمات الملحة والضرورية على نحو العلاج للمرضى، والعكازات والجبائر، والكراسي المتحركة وعربات الأطفال التي ليست مع الراكب أو المسافر، إنما لمن ليس لديه سفر، وهي حاجة طارئة على نحو العلاج الشخصي بشكل خاص، ولا تستدعي إحالتك استهلاكياً للشحن الجوي وإجراءاته المكلفة.

فليت الخطوط السعودية تجد لهذا الرجل إجابات مفيدة، وذات بعد إنساني، لأن الموظف - كما يشير المواطن - يحيله فوراً إلى الرُّكاب: (يا أخي مالي حيلة.. دور لك راكب وأنشب فيه حتى يأخذ علاج أبوك).. هذا إذا لم يقل الموظف بتنصل: (وش دخلني فيك..!!).. أو يشيح عنك وعن أسئلتك البريئة التي يرى أنها لا تجلب إلا مزيداً من الصداع والتنغيص.

hrbda2000@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب