Monday 23/12/2013 Issue 15061 الأثنين 20 صفر 1435 العدد
23-12-2013

صيدلاني إن شاء الله

طلبت من الصيدلي دواءً يكاد يكون معروفاً لدى كل الصيادلة، فأجابني دون أن يكلّف نفسه عناء البحث:

- لا، مش موجود يا فندم.

- ألاَ تبحث عنه، ربما يكون هنا أو هناك؟!

- أبداً، صدقني مش موجود.

- هل من الممكن الاستعانة بالكمبيوتر، سيتضح لك إن كان موجوداً أم لا.

- ما يبانش في الكمبيوتر.

- ولماذا الكمبيوتر موجود إذاً؟! أليس لتعرف موجودات الصيدلية؟!

- لا يا فندم، مش عشان كده؟!

- هذا يعني أنك لا تستطيع أن تستعين به لكي ترشدني لأقرب صيدلية يتوفر فيها الدواء؟!

- لا والله يا فندم.

- هل أنت صيدلاني أم بائع؟!

- أنا صيدلاني إن شاء الله.

دائماً نتحدث عن المعايير، دون أن يستمع أحد لحديثنا. المعايير هي وحدها التي ترفع كفاءة مراكز البيع، ابتداءً من البقالة إلى محطة البنزين إلى ركن الساندويتشات إلى الصيدلية. أسواقنا بلا معايير، المعيار الوحيد هو أن تكمل إجراءات الترخيص وتدفع الرسوم، وكأننا بلد لا يجيد إلا التحصيل!! كأننا بلد لا يهمه إلا الأخذ، دون أن يعطي شيئاً!! وللمعلومية، فإن المعايير ستريح البلديات ووزارة التجارة ووزارة الصحة، لأنهم سيتعاملون مع المراكز بنفس الطريقة وبآلية موحدة.

في أفقر بلد، حين تسأله عن دواء غير موجود لديه، فإنه ملزم بأن يعطيك من خلال الحاسب الآلي اسم وموقع الصيدلية التي يتوفر بها. ولأنه لا معايير لدينا، فإن الصيدلاني يتفرّغ إن شاء الله، لبيع حفاظات الأطفال وشامبوهات الشعر، دون أن يعرف شيئاً عن الأدوية.

مقالات أخرى للكاتب