Wednesday 25/12/2013 Issue 15063 الاربعاء 22 صفر 1435 العدد
25-12-2013

حكاية الأهلي حكاية!

أصاب فريق الأهلي لكرة القدم جماهيره العريضة بحيرةٍ كبيرة، بل إنه أصابهم في مقتل من جراء ما يأتي منه، وما يقدمه من مستويات ونتائج ومفآجات عكسية تماماً لما هو متوقّع منه ومنتظر، وهو الفريق المتعوب والمصروف عليه، والمهيأ تمامًا من كل النواحي، ويكفي للتأكيد أنه الفريق الأول، بل الوحيد الذي أشرك محترفيه الجدد في الفترة الشتوية مع انطلاقتها، بعد أن تمكن من تسجيلهم، منهياً بشكل نموذجي أي عوائق تمنع أو تؤخر التسجيل ومتجاوزاً خطأ عانى منه من قبل؛ وهو التأخير في حسم الصفقات وإشراك الأسماء التي تدعم صفوفه.

السؤال المحير هو: ما سبب أو أسباب ما يحصل للأهلي (المدعوم) إدارياً وفنياً وجماهيرياً ولوجستياً؟ وهذا السؤال تود كافة جماهيره الوصول إلى تفاصيل إجابته، غير أن الإجابة لا تأتي حتى الآن من أحد، بالشكل الواضح والصريح، وفي اعتقادي أن ما يعاني منه الأهلي من سنوات هو بقاء (حلقة مفقودة) في منظومة عمله في كثير من الأوقات الماضية يعاني منها وتؤثِّر عليه في الأوقات المهمة واللحظات الحاسمة؛ فالأهلي حتى الآن لم يأت (مكتملاً) في موسم قريب ويستمر ويواصل عليه؛ فهو أن وفق في جهازه الفني والإداري عاني من محترفيه غير السعوديين، وإن تكلَّف وتكفَّل بهم وانتقاهم، عانى من نقص في عناصره المحلية، وإن حقق المعادلة الثلاثية في أدواته المطلوبة داخل المستطيل الأخضر (المدرب واللاعبين المحليين والأجانب) جاء الخلل في المسؤول الإداري المباشر والأهمية التي يمثِّلها لإكمال منظومة العمل الكروية المطلوبة، ولعل ذلك هو ما عانى منه هذا الموسم، خصوصًا في بدايته ومع انطلاقته، إذ كان العمل الفني في الفريق يحتاج إلى (حضور) إداري يوازي شخصية المدرب وقيمة اللاعبين وقدرة الفريق، وغياب ذلك ربما كان بمثابة (كرة الثلج) التي تدحرجت وتضخمت حتى أصبحت العائق أمام أخذ القرار المناسب لوضع الفريق وحال العمل الفني المباشر مع مدرب جديد؛ لأول مرة يخوض تجربة خارج بلاده وفي منطقة مثل منطقتنا بأوضاعها وظروفها وأحوالها وطبيعة احترافها، وكانت النتيجة هذا الأداء الذي يقدِّمه الفريق والسقوط الذي يسجِّله والإخفاق الذي صدم به منافسيه قبل جماهيره العريضة فهذا الموسم بالنسبة لأهم وأول طموحات جماهير الأهلي انتهى (تقريباً) بعد فقدان إمكانية وفرصة المنافسة على بطولة الدوري ومن ثم الخروج من كأس ولي العهد وعدم المشاركة آسيويًا، وبالتالي فإن الأمل الباقي عند جماهيره هو أن يأتي ويبدأ الحل الحقيقي والمناسب والعلاج الذي ينتظره، بالعمل على إعادة صياغة الفريق وتشكيل (روح العمل) والفريق الواحد بمنظومة متكاملة الأدوات فنيًا وعناصريًا وإداريًا.

كلام مشفر

- دائماً كنت أردد أن الأهلي في مقدمة الأندية التي يعد القرار فيها متعقلاً وفي قبضة قوية، لكن ذلك أمر يجب أن يظهر في كل الأوقات والظروف وأن لا يكون فيه ارتخاء في فترات تشعر المتابع أن القرار يفتقد تسلسله الحقيقي المطلوب.

- قبل يومين فتحت إدارة الاتحاد باب الترشح لرئاسة النادي للراغبين في ذلك كما يقول (النظام) وليس كما يرغب من يريدون إدارة النادي بكيفهم وطريقتهم ويبقى لدى الاتحاديين (الأوفياء) إيمان بأن في رجاله دوماً من هو رجل المرحلة وسيظهر.

- شخصياً أتمنى أن يفعلها الشيخ أحمد فتيحي مرة واحدة ويرشح نفسه، ولا عذر له هذه المرة، فحجة البيانات والقوائم المالية (حلّها) منته من خلال لجنة الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي لجنة رسمية ومحايدة تستطيع أن تصل إلى أدق المعلومات والتفاصيل بشكل لا يمكن أن تصل إليه أي شركة وإن كانت عالمية.

- الشركة الخارجية لن تحصل إلا على المعلومات والأوراق التي تقدّم لها من داخل الجهة لكن اللجنة الحكومية تحصل عليها وعلى غيرها وتستطيع استدعاء الأشخاص والمسؤولين الذين سبق لهم العمل في النادي وتحصل وتأخذ منهم ما لديهم من معلومات وما يفيد العمل والتقرير النهائي الذي ستقدّمه.

- وأعضاء مجلس الإدارة اثنى عليهم الفتيحي وأشاد بهم وقال عنهم كلاماً غزلياً يوحي بقدرته وتقبله العمل معهم، فهو إذاً ليس كغيره ممن يشترطون مقاعد خالية بالكامل ويريدون القفز على النظام.

- نجح سعود كريري (لاعب الهلال) في اختيار وجهته القادمة والنادي المناسب له وفق العرض المادي والفرصة أو الخانة المتاحة، تماماً كما نجح في الإبقاء على إنهاء الصفقة طي الكتمان عن الاتحاديين طيلة شهر كامل أنهاه بدموع التماسيح.

- والمهم أن تكون الجماهير الاتحادية واعية ومتيقظة وتضع مصلحة فريقها قبل وفوق أي اعتبار وأن لا تسمح لقلة منها الانجراف خلف ثلة متعاطفة وأخرى (مدفوعة) إلى الهتاف والتشجيع ورفع معنويات لاعب فريق خصم عندما يلعب ضدها على حساب فريقها ولاعبيها حتى وإن كان في الأمس القريب نجماً وقائداً لفريقهم.

مقالات أخرى للكاتب