Thursday 26/12/2013 Issue 15064 الخميس 23 صفر 1435 العدد
26-12-2013

خدم بيت الله الحرام..

أن تكون محظوظاً فتجمع خيري الدنيا والآخرة،، فهذه نعمةٌ من الله يهبها الله من يشاء من عباده، وأن تستحضر النية وتحتسب الأجر من الله فأنت على خير وفي خير.. وجاء في محكم التنزيل. «من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه، ومن كان يريد حرث الدنيا نؤتِه منها وماله في الآخرة من نصيب» الشورى20.

ويقول المصطفى- صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم)..

وإذا كان الكثير من العاملين في شتى القطاعات على اختلاف اختصاصهم ومستوياتهم يتشاركون في فرصة جمع خيري الدنيا والآخرة، إلا أن العاملين في بيت الله الحرام جميعهم يعانون معاناةً يومية على مدار الساعة (مآثر لا تحصى..) وبمتابعة ما يعانيه بعض منهم في الحفاظ على الأمن والتنسيق والنظافة وتجهيز لاقطات الصوت، وتهيئة مكان الإمام سواءً داخل أروقة البيت الحرام أو تحت البيت العتيق، وإيجاد مساحة كافية للإمام ومن يليه..، اتباعاً لقوله- صلى الله عليه وسلم-: (استووا ولا تختلفوا وليلني منكم أولو الأحلام والنهى فمن هم أولو الأحلام والنهى). ((لِيلني)) هو بتخفيف النون وليس قبلها ياء، ورُوي بتشديد النون مع ياء قبلها ((والنهى)): العقول، ((وأولو الأحلام)) هم البالغون، وقيل: أهل الحلم والفضل..

والتعامل بكل لطف وأدب واحترام لضيوف بيت الله والمعاناة مع المتطفلين، وصبرهم وطول بالهم على ما يواجهون من مواقف من بعضهم، والتنسيق اللطيف بين الطائفين والمصلين، وتقدير وقت الأذان وقدوم الإمام والمحافظة على الهدوء والسكينة قبل وأثناء وبعد أداء الصلاة، وتحملهم عناء الوقوف بين المصلين، وما يفوتهم من أجر صلاة الجماعة في بيت الله الحرام، (علماً أنهم يؤدون الصلاة جماعةً بعد أداء واجباتهم)، وكذلك من يقوم بأعمال تعقيم الأرضيات وتعطيرها، ومن يقوم بتجهيز التكييف، والفرش، ثم بعد ذلك إزالته في لحظات..

هي منظومة متكاملة تعمل بشكل متسق بآلية تتسم بالدقة العالية،فهنيئاً لهم هذا العمل المتقن في خير البقاع، وشكراً من القلب لكل العاملين في بيت الله الحرام وخاصةً رجال الأمن فهم والله على ثغر وجهاد، ولا نستغرب هذه التضحية وهذا الإيثار فكلهم تحت قيادة خادم الحرميين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حامل لواء التوحيد،، نسأل الله لنا ولهم العون والسداد، وأن يرزقنا شكر هذه النعم، ويوفق ولي أمرنا..ويحفظ بلادنا من كل سوء وجميع بلاد المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.

sh1ksa@yahoo.com

- حائل

مقالات أخرى للكاتب