Saturday 28/12/2013 Issue 15066 السبت 25 صفر 1435 العدد
28-12-2013

عبدالله... والد الشعب!

لست متخصصاً في الاقتصاد، لأتحدث عن ميزانية المملكة، والتي أعلنت قبل أيام، ولكني سأتحدث عمَّا جرى على هامشها، فقد تحدث خادم الحرمين الشريفين، -أمدّه الله بالصحة- وكعادته، كان حديثه مختصراً، وعفوياً، وأبوياً صادقاً من القلب، ودائماً أردد أن أجمل ما في الكتابة عن هذا الملك الإنسان، هو أنه لا يمكن لأحد أن يتهمك بالتزلف، وذلك لأنك ببساطة تتحدث عن حاكم يتقمص شخصية الوالد لأبناء شعبه بكل صدق، وبراعة، وهو لهذا السبب كان، وسيظل، مع ولي عهده الأمين، الأمير سلمان - رعاه الله- عمودي الخيمة، التي يستظل بها شعب هذا الوطن الكبير.

الملك عبدالله شخصية تقرأ من خلال ملامحها خلطة فريدة، ونادرة تجمع بين حزم الحاكم، وهيبته، وعطف الوالد، وقربه من القلب، وهي خلطة لا يمكن أن يتصنعها أحد، فهي أمر عفوي، ولذا فإنّ الشعبية الجارفة التي يتمتع بها هذا الملك الصادق، داخل المملكة، وخارجها، لم تأت جراء عمل احترافي مدفوع الثمن، من قِبل شركات العلاقات العامة المتخصصة، كما يفعل معظم الزعماء حول العالم، بل هي نتيجة بدهية للكاريزما العفوية، والصادقة، والفريدة التي يتمتع بها الملك عبدالله، وهي التي جعلتنا نسمع، ونقرأ عنه في الإعلام الغربي، والعربي، على سبيل المثال، مثل ما نسمع، ونقرأ عنه هنا، في الإعلام المحلي، وذلك، ببساطة، لأنّ الكاريزما العفوية تخترق حدود الزمان، والمكان، وتلغي حواجز اللغة، والفروقات الثقافية!.

قبل مدة، تحدث الملك عبدالله بعفوية صادقة عن ألم عاناه في ساقه، وقال إن البعض يزعم أنّ هذه المشكلة الصحية تسمّى «عرق النساء»، ثم أضاف بعفوية، لا يجيدها إلاّ هو: «النساء ما جانا منهن إلا كل خير»، وقد كانت، ولا زالت أصداء تلك الجملة القصيرة بكلماتها، العميقة بمعانيها تطرب بنات هذا الوطن، إذ توحي لهن بحجم الاهتمام الذي يحمله هذا الملك، الذي عمل كثيراً من أجل المرأة، ولم لا، فقد تشرفت المرأة في عهده بمراتب المعالي، وشاركت كعضوة فعالة في مجلس الشورى، ولعل القادم لهن أجمل، وأرفع. ويوم الميزانية، كان لهذا الملك كلمة قصيرة جداً، ولكنها غطت على كل ما زامنها من أحداث، رغم جسامة تلك الأحداث.

خاطب الملك الوزراء وقال لهم: «أرجوكم، مقابلة شعبكم صغيرهم، وكبيرهم، كأنه أنا»، ولا يراودنا شك بأنه لم يقل ذلك، إلا لما يصل إلى علمه عن تقصير بعضهم تجاه المواطن، وعدم اكتراثهم به، ويؤلمنا جميعاً أن يكون الوصول إلى الملك، أحياناً، أيسر من الوصول إلى بعض أصحاب المعالي، كما يؤلمنا أن تأتي كلمة الملك هذه، بعدما أشيع في مواقع التواصل الاجتماعي، من أن أحد المسؤولين مزق ورقة أحد المواطنين، خلال اجتماعه لتلقي شكاويهم!!، فهل يعقل أن يكون بعض المسؤولين عقبة كأداء في طريق المواطن، بدلاً من أن يكون عوناً لهذا الملك الإنسان، في سبيل تحقيق الرفاهية لمواطن هذه البلاد، كما هي رغبة الملك عبدالله. وختاماً، نسأل الله العلي القدير أن يحفظ والدنا جميعاً، الملك عبدالله، وولي عهده، وسنده، الأمير سلمان، فهما صمام أمان هذا الكيان، الذي تحيط به الفتن من كل حدب، وصوب، اللهم آمين.

***

نظراً لحدوث أخطاء عدة في المقال عند نشره يوم الخميس الماضي.. نعيد نشر المقال مع الاعتذار للكاتب وللقراء.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب