Monday 30/12/2013 Issue 15068 الأثنين 27 صفر 1435 العدد
30-12-2013

توجيه سمو سيدي ولي العهد

قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ (59 سورة النساء).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني» متفق عليه.

ولأن توجيه سمو سيدي ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله عمره وأدام عزه- مُلزمٌ للجميع كل فيما يخصّه، فإن الحراك الأدبي والثقافي وتحديداً الشعر الشعبي من صفحات شعبية ومجلات وقنوات فضائية شعبية وغيرها يجب أن يضع القائمون على كل منها نص مقولة سموه -حفظه الله- قبل أيام نصب أعينهم: (على الإنسان أن يُوجّه البرّ لأسرته وبلدته وقبيلته ولكن ليس على حساب الوطن).

إن الدور الوطني المناط بكل إعلامي في مجال الأدب الشعبي (المثل - القصة - الشعر) يضعه أمام دينه ثم ولاة أمره ثم وطنه ويضعه أمام ضميره وما اؤتمن عليه، كما أن محبتي واحترامي لكل الزملاء في كافة مجالات الأدب الشعبي وإيماني بكفاءتهم وخبرتهم بعيداً عن أي مزايدة في أي جانب من الجوانب المشار إليها يدفعني بمحبة للإشارة إلى أن اللحمة الوطنية -خط أحمر- يجب ألا يقدّم عليها ما سواها حتى لو لم يتمّ ذلك بسوء نيّة وتم (بجهل أو نقص خبرة وكفاءة عملية) فالعبرة (بالعمل وتبعاته) التي (لا تحتمل التبرير) الواهي، ولم يعد سرّاً أن هناك ملاحظات مرصودة على بعض القنوات الشعبية الفضائية فحواها تجاوزات غير مقبولة البتة تُكرِّسُ لعصبيات وصفها الرسول- صلى الله عليه وسلم- (بالمنتنة).

وعن عياض بن حِمَارٍ -رضي الله عنه- قال: قال رسول- الله صلى الله عليه وسلم- «إن الله أوحى إليَّ أن تواضَعُوا، حتى لا يَفْخَرَ أحَدٌ على أحَدٍ، ولا يَبْغِي أحَدٌ على أحدٍ» رواه مسلم.

وجاء في -رياض الصالحين «أوحى إليَّ أن تواضعوا» التواضع خُلُق الأكابر من الأنبياء والصالحين، وذلك بأن يستشعر المؤمن عجزه وضعفه أمام عظمة الله وجلاله، فلا يتكبّر على أحد، قال الشاعر:

تواضعْ تكنْ كالنجمِ لاَحَ لناظرٍ

على صَفَحات الماءِ وهو رفيعُ

ولا تكُ كالدخان يعلو بنفسه

إلى طبقات الجوِّ وهو وضيعُ

«حتى لا يَفْخَرَ أحدٌ على أحدٍ» أي لا يتعالى عليه ولا يتباهى بالمكارم والمناقب، من حسب ونسب.

ثم إن احترام الجميع واجب تُمليه مكارم الأخلاق يقول الشاعر محمد المهادي -رحمه الله- من قصيدته الشهيرة التي مطلعها:

الأجواد وإن قاربتهم ما تملّهم

والأنذال وإن قاربتها عفت ما بها

(لعل نفسٍ ما للأجواد عندها

وقارٍ عسى ما تهتني في شبابها)

والعاقل خصيم نفسه يقول الشاعر عبدالله بن عون:

تردعني الشيمة عن الشوم واللوم

وأخاف من شيءٍ يمس الكرامه

والناس ترى الأمور -من زواياها- ولا يخفاهم خافية، لذا يجب احترام عقولهم من قبل بعض القائمين على القنوات الفضائية الشعبية وغيرها يقول الشاعر عبدالله بن سبيل -رحمه الله-:

لك (شوفةٍ) وحده وللناس (شوفات)

ولا واديٍ سيله يفيّض بوادي

وأخيراً -لا يصح إلا الصحيح- يقول الشاعر بدر الحويفي:

والحقايق من وراها ما نزيد

ما ندوّر بالقصيد أمبالغات

نحتفظ بالخوف من رب العبيد

عالم الأسرار رب الكاينات

والبشر مسكين لو باسه شديد

لا توحِّد باللحود المظلمات

وقفة للأمير الشاعر عبدالرحمن بن أحمد السديري -رحمه الله-:

كل ما يمضي يفوتك ولا فيه اختيار

يبذر البذَّار والخاتمة عند الحصاد

من تهاون هان والهون عنوان البوار

العمل والجد صعبات مرقاهن سناد

كل حيٍٍّ ينتهي لو مخاليبه كبار

والبقاء لله ويبقى عمل بعض العباد

abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب