Tuesday 31/12/2013 Issue 15069 الثلاثاء 28 صفر 1435 العدد
31-12-2013

إنه الدرس..!!

تعوَّد أن يعلِّق عصاته في مشجب خشبي جوار باب داره..،

ليس لأنه يتوكأ عليها..،

ولا ليهش بها على رأس ماله..، ..

ولا ليستدل بها على طريقه..

لكن له فيها مآرب أخرى..!!

كان كلما جلس إلى أبنائه طلب من أحدهم أن يحضر له عصاته..

يسندها بمحاذاة ساقه..، وهو يمسك برأسها يحركها يمنة، ويسرة،..

فإذا ما انفضوا من حوله، طلب لأحدهم أن يعيدها من حيث جاء بها..!

الذي لاحظه أبناؤه، أن أباهم يتعمد أن يسند مهمة إحضارها، وإعادتها في كل مرة لواحد منهم، بترتيب واضح لم يكونوا قد ألقوا له بالاً إلا مع مرور الوقت..،

فأبوهم يجلس إليهم كل يوم بعد صلاة العصر..، في مرضه وصحته..، وعلى أي الحالات يكون..

يتحدث معهم في شؤون شتى..، تبدأ بشؤونهم الخاصة..، وتنتهي بما يدور من حولهم...

وحين يرى خطأ في رأي أحدهم..، أو في موقف لآخر منهم، لا يقول شيئاً سوى أنه يرفع عصاته، ويحركها صوب المخطئ..

واستمرت هذه العادة بأبيهم إلى أن خرج آخر واحد منهم جميعهم إلى ميدان الحياة..،

وأصبحت لهم بيوت خاصة..،

وصار لهم أبناء ما دبوا على الأرض إلا وجاء إليهم أبوهم بمشجب، وعصا..

فثبت المشجب بجوار أبواب بيوتهم من الداخل تماماً، حيث كان يفعل في بيته..، ثم علَّق العصا..!!

وحين ضعف أبوهم، ووهن، ولم يبق في داره غيره وزوجه التي هي أمهم،.. وقد أصبحوا يتناوبون الإشراف عليهما..،

لاحظ الأبناء أن العصا في مدخل باب أبيهم قد اختفت..

وحلَّ محلها مصباح..

أدرك الأبناء الغاية منها، ...

إذ تلقنوا درساً في التربية لن ينسوه أبداً..!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب