Friday 03/01/2014 Issue 15072 الجمعة 02 ربيع الأول 1435 العدد
03-01-2014

ماذا أنت فاعل أيها الفيصل؟

اهتمت مؤسسة الفكر العربي بالشباب منذ وقت غير يسير، لم تقتصر لقاءات المؤسسة على مناقشة قضاياهم المختلفة وأبرزها التعليم؛ لكن حضر الشباب وناقشوا بأنفسهم هذه القضايا وشاركوا بورش عمل حضرها صاحب المؤسسة الأمير خالد الفيصل، وكنت قبل سنوات أكثر حضوراً ومواكبة لكل هذه الأنشطة، حيث أستطيع أن أشيد بتلك الفترة التي حضرتها ولمست نشاط الفيصل ورؤيته الثاقبة تجاه الشباب.

لعل انتقال أمير عسير ومكة اليوم إلى وزارة التربية والتعليم لهو امتداد لتأسيس بنية قوية وأساسات متينة للمجتمع، ولعل النشء هو اللبنة الأساس له، لذا أريد أن أضع اليوم بين يدي سمو الأمير هذه الاقتراحات في قالب أسئلة تجول في خاطر الكثيرين وخاطري، أسبقها بالإشارة لما ورد في كلمته في أول يوم له بالوزارة: إن المهمة شاقّة لتحمّل المسؤولية كوننا نحمل أعظم أمانة ارتبطت بدورنا جميعاً في إعداد المواطن السعودي الصالح, وكون هذا البلد يتمتع بخصوصية تمثَّلت بنظامه وقيادته ومكانته الإسلامية المبنية على كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، التي تستوجب علينا أن نثبت للعالم أن الإسلام صالح لكل مكان وزمان».

المهمة ليست هينة أبداً وأنا أوافق سمو الأمير تماماً، لكن ما الممكن عمله؟

ومن أين نبدأ؟ والسؤال الأكثر أهمية هو هل الكتاب هو الركيزة الأساس اليوم في عملية التعليم؟

إن ارتباط مفهوم التربية بالتعليم في مسمى وزارات التربية والتعليم لم يأت عبطاً، بل لأن كليهما مرتبط بالآخر، ولعل التعليم هو السلوك الذي يمارس مع النشء وهو التربية التي من خلالها يهيأ الطالب ليكون فرداً فاعلاً في الحياة بنمط حياتي تعوّده منذ طفولته وفي وقت مبكر ليلازمه بعد ذلك في حياته متجلياً في ثقافته.

في بعض الدول يعتمد التعليم على التطبيق وليس مجرد قراءة في كتاب، تعتمد المدارس المتطورة على تنمية مواهب الطالب سواء في الرسم أو الرياضة أو المطالعة أو الكتابة أو الاختراعات، فهل يا ترى حصص النشاط المدرسي فاعلة لدينا أم مجرد تكملة للجدول المدرسي؟

وهل من يقوم بتدريس طلابنا مؤهلون تربوياً ونفسياً وأكاديمياً؟

في مملكتنا المترامية الأطراف يسافر بعض المعلمين والمعلمات يومياً لمقر عملهم ، فكيف سيكون استعدادهم بعد هذا العناء للعطاء بحب وإخلاص؟

ماذا عن إعادة نشر هؤلاء المعلمين والمعلمات على خارطة المدارس في المملكة بما يتناسب مع مقر إقامتهم وعائلاتهم ليقلّل حوادث الموت وضياع الوقت في الذهاب والإياب؟

ماذا عن تدريب الكوادر السعودية في هذا المجال قبل البدء بمباشرة عملهم، كما الاستفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم؟

الالتزام بابتداء الإجازة وانتهائها بالنسبة للطلاب وضبط الاستمرار بعدم الاكتراث بالدوام؟

ماذا عن رحلات ميدانية هادفة إلى مراكز تاريخية ومناطق أثرية ومصانع وطنية ومراكز ومؤسسات حكومية سيكون لبعض الطلاب فيها مكان في المستقبل ومقر عمل؟

كيف يمكن أن نتخلص من ظاهرة (مدرس خصوصي) وأزماتها؟

تطوير المناهج المدرسية بما يتماهى مع إيقاع العصر وما لا يخالف شريعتنا الإسلامية؟

الاندماج في المجتمع التعليمي هو أمر في غاية الأهمية وإلا لاكتفينا بالتعليم عن بُعد ووفرت الحكومات الأبنية ولخلت الطرق من زحام المدارس، لكن المدرسة جامعة ونهج حياة وتربية وتعلّم وثقافة وحوار وهذا ما نتمنى أن تحظى به الأجيال القادمة لمستقبل تستحقه هذه البلاد.

mysoonabubaker@yahoo.com

مقالات أخرى للكاتب