Friday 03/01/2014 Issue 15072 الجمعة 02 ربيع الأول 1435 العدد

قصتان قصيرتان

(1)

هي ذات الزهرات في الربيع المنصرم.. لم يزدد عددها.

احتفظت بالأصيص ولم أحتفظ حتى بملامحه التي سورها الضباب.

بطني ثقلت بحملها..!!.

بين الدروب القصيرة النفس قادتني سيارته، وفي مكان شديد الظلام اقتنص قبلة ساخنة وسريعة.

إنها المرة الرابعة التي يسجن فيها.

- أي نوع من العمائم قد وضعتك على كرسيها الكهربائي قبل أن تتذكرني بزيارة؟؟؟؟.

حلقت عيناه في متاهة..السجون تتوالى كسلسلة لا انقطاع لها.

_ هل تعرفين أني أصبحت لا أذكر عدد السجون ولا كيف دخلتها ولا حتى لم كنت أسجن؟؟؟؟.

قبل يدي وذرف دمعة قبل أن يلفني الظلام.

- تمنيت لو كان ولدي يا حبيبة.

أغلق نافذة سيارته، وأغلقت باب بيتي وارتعد الجنين بشدة .

(2)

قالت لي ابنتي إن الزهر لا يشم عطره، لذا تأخذه الدهشة كل مرة يذبحون عنقه فيها، وان العشب ينمو بغرور كل ربيع ويعجب أن لا يسمع صراخه أصحاب الأقدام الكبيرة المبتهجين باخضراره.

قالت ابنتي إن القمر يعكس ضوء الشمس كي نراه ويحزن لأننا نغلق النوافذ وننام وقت اشتياقه للقاء..

ابنتي تثرثر كثيرا، وأنا أغسل الصحون..اعد طعام الغداء والعشاء..اغسل الثياب..انفض الغبار..أمسح الأرض..

- كفي أيتها الثرثارة!!.

عيناها صغيرتان كقمرين سوداوين..و شفتاها كبتلتي زهرة..و عودها طري كالعشب.

حين نامت على كتفي تلك الليلة انتابني الهلع..

ألا ابتعد يا قاطف الزهور..

يا قاتل كبرياء عشب الربيع..

يا موصد نوافذ صنعت لتستقبل إطلالة القمر..

ارحل أيها النوم ..ارحل..

إنها ابنتي التي تثرثر حتى في أحلامها.

- ماجدة الغضبان