Sunday 05/01/2014 Issue 15074 الأحد 04 ربيع الأول 1435 العدد
05-01-2014

مراجعة أسماء الشوارع.. وتجميل أرصفتها

أولاً - تسمية أسماء الشوارع:

فرحنا بالخبر الذي نُشر في بعض الصحف (الرياض 26 صفر 1435هـ) عن عزم وزارة الشؤون البلدية والقروية على إجراء مراجعة شاملة لأسماء الشوارع كافة؛ وذلك استجابة لما تم رصده من ملاحظات المواطنين حول عدم مناسبة بعض أسماء الشوارع في عدد من المدن والمحافظات. ولأني واحد من المواطنين أبدي بعض الملاحظات أيضاً:

1 - أجمل ما في الخبر أنه استجابة لملاحظات المواطنين؛ وهذا التفاعل الإيجابي يستحق التقدير، وأتمنى - مثل غيري - أن يكون هذا التفاعل جزءاً لا يتجزأ من الأسلوب الإداري في البلديات والأمانات والوزارة.

2 - أسماء الشوارع ليست كما في (دفاتر التلفون) مجرد عناوين توضع للاستدلال فقط على المكان، بل تحمل خواص مثلما تحمله أسماؤنا. ألسنا نحرص على أن تكون الأسماء التي نختارها لأبنائنا وبناتنا لائقة، وتتصف بالذوق عند النطق والسماع، وقد ترمز لقيم معينة، مثل إجلال الوالدين أو محبة أعلام نعرفهم، وألا تكون ناشزة في اللفظ والمعنى بقدر الإمكان؟ فكذلك هي أسماء الشوارع. إن من الأهمية بمكان أن تكون مألوفة وغير طويلة، وألا يُكتفى في اختيارها بالرجوع إلى معجم اجتهد في وضعه نخبةٌ من الأدباء والمؤرخين والأكاديميين، وكان سهلاً عليهم بحكم التخصص التقعر في الاختيار باستخراج بعض الأسماء من خزانة التاريخ والتراث، التي هي بالتأكيد تستحق التبجيل، لكنها إما غير معروفة أو مفهومة، أو ثقيلة في النطق من أصحاب الشأن، وهم الساكنون في الأحياء المطلوب تسمية شوارعها؛ وهم أولى باقتراح أسماء شوارعهم، أو على الأقل استشارتهم حولها قبل عرضها على أمراء المناطق والمحافظين واعتمادها. كل واحد منا يريد حين يصف موقع سكنه أو يكتب عنوانه أن يكون اسم شارعه مقبولاً ومختصراً وغير معقد، وهذا ينطبق على الأسماء التاريخية أيضاً. ألا ترى أن هناك فرقاً بين أن يكون اسم شارعك (أبو ذر الغفاري) وأن يكون اسمه (عبد الجبار بن ذر الغفاري)؟ ومع أنه يتوافر مخزون هائل من الأسماء التاريخية والمعاصرة ذات الشهرة، وأسماء المدن والمواقع الجغرافية، إلا أن كل واحد منا يود أن تكون الأسماء مرتبطة قدر الإمكان بمواقع أو شخصيات ذات علاقة بالبلدة أو الحي الذي تسمى شوارعه. وعلى سبيل المثال: يمكن في أي حي من أحياء الرياض إضافة اسم أول ساكن في هذا الحي أو الشارع أو اسم متبرع ببناء مسجد أو مركز خيري في الحي إلى الأسماء المقترحة. وقد سنَّت إمارة منطقة الرياض - مثلاً - منذ زمن سُنّة حسنة بأن سمت بعض شوارع الرياض بأسماء أمنائها، مثل (عبدالله النعيم)، أو أبقت على أسماء شوارع سُميت بأسماء عوائل عريقة، ارتبطت بها (شارع السويلم). ولا شك أن ذلك مطبَّق أو يمكن التطبيق في سائر المدن الأخرى، كبيرها وصغيرها. وأضرب مثالاً على ذلك بمدينة المجمعة. فقد كان في هذه البلدة منذ إنشائها شخصيات فذة من الرواد الأول، في مجال القضاء والعلم الشرعي والتعليم والأدب والإمارة وخدمة المدينة اجتماعياً واقتصادياً ومهنياً؛ وهم جديرون بأن تتزين شوارع المجمعة بأسمائهم. ومثل المجمعة توجددن أخرى كثيرة. فلعل هذا يحظى بالتفاتة من البلديات ولو كان خارج المعجم.

ثانياً - أرصفة الشوارع:

لا بد أن أرصفة شوارع الرياض - ومثلها مدن أخرى - تشعر بالغيرة من استجابة الشؤون البلدية والقروية لملاحظات المواطنين حول أسماء الشوارع؛ فقد جفت الأقلام التي أسالت الكثير من الحبر طلباً للاهتمام بتحسين أوضاع الأرصفة في معظم شوارع الرياض. ربما يعتبر المسؤولون في الأمانة أن هذا أمر ثانوي قياساً بأعمال مدنية أخرى أكثر إلحاحاً وأولى في الترتيب، لكن الأولويات قابلة لإعادة النظر للاعتبارات الآتية:

1 - أن الأرصفة المليئة بالحُفر أو المتكسرة أو ذات الأطراف المرتفعة أو الضائقة بما عليها من أحواض أو درجات أو أعمدة تحرم أصحاب الاحتياجات الخاصة الذين يستخدمون الكراسي المتحركة والسيدات أو الرجال الذين يدفعون عربات الأطفال من استخدام الرصيف؛ ويضطرهم إما إلى السير على أرضية الشارع أو انتظار المساعدة من أحد المارة لرفع العربة.

2 - أن الأرصفة لا تشجع على المشي لأي غرض. ولو ألقينا - مثلاً - نظرة على شارع العليا العام الجميل الجذاب بأنواره ومحاله المتنوعة لتحسرنا على استحالة القيام بنزهة تسوُّق بسبب وضع أرصفته، وعدم استوائها، وكثرة العوائق عليها.

3 - سوف يلاقي المارة عما قريب أذى كثيراً عندما ينتقلون سيراً على الأقدام من محطة ركاب قطار أو حافلة إلى أخرى، أو إلى المكان الذي يقصدونه؛ بسبب سوء حال الأرصفة التي يمشون عليها، والتي لا تتوافق جمالياً مع شبكة نقل حديثة.

4 - أن الوضع المحزن للأرصفة لا يقتصر على شوارع ثانوية، الحركة فيها محدودة، بل يبعث الوضع على الرثاء حتى في شوارع رئيسية حافلة بالحركة، وهي كثيرة.

5 - أن تكلفة إصلاح وتحسين الأرصفة لن تقع على عاتق الأمانة وحدها، بل من الممكن والجائز أيضاً أن يُفرض على أصحاب المباني والمحال الواقعة على أرصفة تحتاج لإصلاح وتسوية القيام بإصلاح ما يخصهم وفق مواصفات الأمانة، أو دفع جزء من التكلفة يعادل المساحة التي يحتلونها من الرصيف.

6 - وأخيراً هي دعوة إلى أن ينتهي العهد الذي يُعطَى فيه كل الاهتمام لحركة مرور السيارات، ولا يبقى للمارة إلا المرارة!

مقالات أخرى للكاتب