Sunday 05/01/2014 Issue 15074 الأحد 04 ربيع الأول 1435 العدد
05-01-2014

الجامعات وتفعيل دورها في رعاية المواهب وتشجيع الابتكار

إن التفوق العلمي والإبداع التقني أعطى الحضارة المعاصرة كل ما تموج به من منجزات، والجامعات في كل أمة صروح علمية شامخة ومظهر من مظاهر التقدم والرقي، حيث تحتل مكانة مرموقة وتحرص على الارتباط بالمجتمع بجميع عناصره وأفراده ومؤسساته، تأكيداً لدورها الريادي في التعرف على ظروف المجتمع وفق منهج علمي وبرامج تتفاعل مع متطلبات خطط التنمية، ويعتبر البحث رافداً من روافد العلم والمعرفة والثقافة لما يختص به من سمات تختلف عن الروافد الأخرى. وهو الركيزة الأولى التي يبنى عليها التطور وإن التواصل بين الجامعة والمجتمع عمل جليل، فهي المنهل الصافي التي تعمل على إعداد المتخصصين وتلبية حاجات البلاد، تجسيداً لأهدافها وتحقيقاً لرسالتها، وللجامعات رسالة عظيمة ودور حيوي كبير في تنشيط البحث العلمي في مختلف جوانبه وفروعه، وقد أخذت معظم جامعاتنا تسير على الطريق بعزم قوي وبخطى ثابتة وطموح وثاب، وذلك مصدر فرح واعتزاز ومازلنا نأمل المزيد من التطور والتقدم في ميادين البحث العلمي وضروب المعرفة، لتصبح هذه الجامعات منارات علم وأدب وفكر نيّر، خاصة بعد أن توفرت لها كل المقومات وظروف العطاء والإنتاج والإبداع، فهي تحقق الارتباط الكامل بظروف البيئة واحتياجات المجتمع وتواكب تطورات العلوم والتطبيقات المبتكرة لحل مشكلات المجتمع من خلال عملية التعليم والبحث العلمي. فالجامعة تؤثّر على الحياة العملية والاجتماعية والثقافية من خلال مناهجها وما يقوم به أعضاء هيئة التدريس من نشاطات إبداعية وأبحاث علمية. وإن من أهم الأهداف الانفتاح على المجتمع وقد توفرت لها اليوم الأطر الإدارية والفنية من أبناء هذا البلد وغيرهم، كما توجد بها أحدث الأجهزة التقنية مما يعين ويختصر الوقت ويسهل أساليب البحث والتحليل لتؤتي ثمارها الطيبة وأكلها الجني، في تطور البحث العلمي وبناء المجتمع وخدمة المعرفة واللغة العربية، فهي وعاء الدين وسعت كتاب الله لفظاً وغاية، ومن الواجب في ظل تكالب (العاميات) على اللغة العربية في الإعلام المرئي والمسموع، الاهتمام باللغة العربية وحراستها والعمل من أجل نشرها وتغليبها. هيأ الله لجامعاتنا النجاح في صنع الحضارة والمبادرات الإيجابية.

عضو الجمعية العلمية للغة العربية - أمين عام دارة الملك عبد العزيز السابق

مقالات أخرى للكاتب