Monday 06/01/2014 Issue 15075 الأثنين 05 ربيع الأول 1435 العدد

شكر «الجزيرة» على حضورها .. وكشف عن جوانب من الحراك التنموي في منطقة الباحة .. مشاري بن سعود:

الباحة تعاني من قلة الرحلات الجوية، والقطاع الخاص متقاعس ..!

لقاء أجراه - حمّاد بن حامد السالمي / تصوير - عليان ال سعدان:

تعد منطقة الباحة من الوجهات السياحية الواعدة في بلادنا، فهي زاخرة بالكثير من الجماليات الطبيعية والتراثية التي تشكل بنية أساسية في الاستثمار السياحي على أكمل وجه.

توظيف الأبعاد الجمالية والتاريخية لمنطقة كبيرة مثل الباحة، وتشكيل الأطر التي تطور من أدائها في هذا الاتجاه في المستقبل نجده في أجندة واضحة ومفصلة عند أميرها المثقف الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز، الذي يقف على كل صغيرة وكبيرة في مدنها وقراها وأطرافها التهامية، التي تحلم أن يكون لها منفذ على البحر مثل جارتيها عسير ومكة.

أثناء حضوري ملتقى الباحة الإعلامي قبل عدة أسابيع، كان لي شرف مقابلة سمو الأمير مشاري، وكان لي معه هذا الحديث الذي يتسم بالصراحة والوضوح كما هي عادة أمير منطقة الباحة، الذي يتحدث بتفاؤل كبير عن المستقبل، لكنه لا يخفي تذمره من التقصير في جوانب خدمية هنا وهناك.

أترككم مع نص الحديث، ومع أكثر من صورة مقربة عن منطقة الباحة التي نحبها، من خلال أميرها الطموح، الذي يسعى لخلق المزيد من الفرص، لكي تبقى الباحة قريبة من أبنائها أولاً، وحظية عند محبيها من خارجها.

الإعلام في مؤازرة التنمية

** تشهد منطقة الباحة حالياً عقد ملتقى إعلامي عن الإعلام والتنمية.. ما هي النتائج التي تتطلعون إلى تحقيقها من خلال هذا الملتقى الإعلامي الجديد؟

- يطيب لي في بداية اللقاء الترحيب بكم وبقراء صحيفة الجزيرة.. هذه الصحيفة الرائدة في أوساط إعلامنا المقروء، ومثمنين جهودها البارزة في خدمة العمل الصحفي، مقرونة بأملنا الكبير أن تحقق الصحيفة حضوراً مميزاً في المنطقة، من خلال مكتب إلى جانب بقية المكاتب الصحفية الأخرى، لتغطية المناشط التنموية، ومشاهد التطور الذي تشهده الباحة في مختلف المجالات. أما سؤالك عن الملتقى والذي جاءت فكرته نحو بلورة العمل الإعلامي المشترك، من أجل مؤازرة التنمية، والعمل على تحقيق تصورات تعود بالخير على الوطن والمواطن، كون الإعلام هو شريك حقيقي لكثير من الجهود المبذولة في مجالات التنمية، كما أنه يرشد إلى الأهداف البناءة، من خلال نقل الآراء والتصورات التي تدفع بإيجابيات العمل إلى مدارج التفوق والنجاح، لذلك جاءت فكرة هذا الملتقى، كخطوة نحو إيجاد تعاون مشترك بين الإخوة الإعلاميين، وفرصة لبحث العديد من المحاور المشاركة، وورقات العمل التي تفضل نخبة من الكتاب الإعلاميين البارزين المشارك بها في هذا الملتقى، وتفضل أخي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومعالي وزير الثقافة والإعلام، بورقات عمل أسهمت في إضفاء المزيد من النتائج الإيجابية لتوصيات الملتقى.

الاستثمار في الباحة.. متى..؟!

** شهدت المنطقة خلال الفترة الماضية، نشاطاً مكثفاً في جميع الجوانب التنموية والسياحية والاقتصادية والثقافية، كان آخرها انعقاد ملتقى لرجال الأعمال من جميع مناطق المملكة.. ماذا حقق هذا الملتقى للمنطقة على صعيد الاستثمار؟

- ملتقى رجال الأعمال الذي هو الملتقى الاقتصادي، كان تجربة لابد من خوضها من أجل التعريف بمقومات المنطقة وفرصها الاستثمارية، ودعي لهذه المناسبة أصحاب المعالي الوزراء، ورجال الأعمال، وسجل الملتقى حضوراً جيداً ونجاحاً في فعالياته، وبذلت جهات الاختصاص المعنية جهوداً نحو تقديم الفرص، مدعومة بالجدوى الاقتصادية، وبالتسهيلات المتاحة، وقد أدرك العديد من رجال الأعمال مدى أهمية الاستثمار بالمنطقة، خاصة في جوانب السياحة والتصنيع، إلا أن قرار التنفيذ هو أمر متروك للمستثمر. ولكنني وبكل أسف استطيع القول: إن نتائجه على أرض الواقع لم تكن مرضية، رغم ما تم تقديمه من تسهيلات، وما أكدته الكثير من الدراسات لبيوت الخبرة، من جدوى غالبية الفرص المعروضة، مع هذا.. فإننا مازلنا نتطلع إلى عزيمة المستثمرين وحماسهم نحو الاستثمار بالمنطقة.

ثقتنا كبيرة برجال الأعمال

** تتميز منطقة الباحة بموقع فريد من نوعه على طريق السراة وطريق تهامة، اللذان يمثلان ممراً دولياً لجميع المسافرين. هذا لم يتم استغلاله من قبل جميع القطاعات، وعلى وجه الخصوص القطاع الخاص، بما يتناسب مع نمو وتطور مدينة الباحة والمحافظات التابعة لها، وإقامة مشاريع سياحية، وأسواق تجارية، لجذب المسافرين الذين من المتوقع أن ينفقوا عشرات الملايين من الريالات، تنعكس فوائدها وإيجابياتها على تطور ونمو المنطقة في جميع المجالات.. ألا ترى سمو الأمير أن ذلك أصبح اليوم من الأولويات؟.

- من غير شك. على القطاع الخاص مسؤولية كبيرة في المساهمة فيما تشهده المنطقة من تطور ونمو في كافة المجالات، بعد أن مهدت الدولة لبنية تحتية عملاقة، تمثلت في كثير من الطرق والخدمات البلدية والصحية والكهربائية والمياه، وعملت على توفير الكثير من سبل ووسائل الحياة الكريمة، التي تشجع الناس على البقاء في المنطقة، خاصة بعد وجود الجامعة، إلا أنه وللأسف يظل القطاع الخاص متقاعساً للقيام بدوره على أكمل وجه، في حين أن بعض اهتمامات المستثمرين بالمنطقة حققت عوائد مميزة، وأسهمت في خلق شيء من التوازن الذي يشجع على تنامي استقطاب العنصر البشري، الذي هو المحرك الأساسي لمفردات التنمية، والباحة المدينة، وتلك القرى المتباعدة، والمحافظات المتناثرة على قمم السراة، وقطاع تهامة، لم تعد كما هي بالسابق، فهي اليوم نموذج متكامل من التوازن التنموي الذي شمل كل مناحي الحياة، وربطها بعضها ببعض، في ظل خصوصية المنطقة الجمالية والسياحية الرائعة، التي تسهم هي الأخرى بفرص نجاح لبناء منشآت استثمارية مؤكدة النجاح بإذن الله، ولذلك فإننا نكرر دعوتنا لإخواننا رجال الأعمال، للاستثمار بالمنطقة، وأعود وأكرر ما قلته منذ قدومي للمنطقة لنخبة من رجال الأعمال، بأني سأعمل على تنسيق وتذليل كل ما يعترض سبيلهم، واختصار الروتين للتسريع بإجراءات الاستثمار، وهذا ما دفع بإمارة المنطقة، إلى افتتاح مكتب يُعنى بخدمات تسهيل إجراءات المستثمرين، وإن ثقتنا كبيرة بعزيمة وحرص رجال الأعمال بما يعود على الوطن وعليهم بالخير والفائدة.

منفذ بحري للباحة

** من أهم وأبرز التوصيات التي صدرت عن ملتقى رجال الأعمال الذي عقد مؤخراً، تحديد منفذ بحري للمنطقة، التي تقع بعض مناطقها على مقربة من ساحل البحر الأحمر، لاستثمار مثل هذه المواقع، وتحويلها إلى مواقع سياحية.. هل تم شيء بهذا الخصوص؟

- وجود نافذة بحرية للمنطقة على البحر، الذي لا يبعد عنها سوى عشرات الكيلوات، هو عنصر مهم، من شأنه تعزيز الفرص الاستثمارية، وتحقيق التكامل البيئي والسياحي للمنطقة، وهناك مداولات في هذا الخصوص سابقا. والدولة رعاها الله تدرس مثل هذه الجوانب باهتمام، لما يعود بالخير على المواطن أولاً، ونحن نتأمل أن يتحقق هذا المطلب المهم، والذي سيضيف بعون الله إلى جغرافية المنطقة المتباينة ومساحتها، فرصة أوسع وأشمل لكثير من المناشط والاهتمامات.

مستقبل الباحة.. تطلعات وآمال

** كيف يرى سمو الأمير منطقة الباحة في الوقت الحاضر، والى أي مدى وصلت إليه في مجال التنمية، والسياحة، والاقتصاد، والزراعة، وغيرها من المجالات الأخرى؟

- الباحة تسير وفق خطط وبرامج متواصلة، توليها الدولة الكثير من الدعم والاهتمام، وهي ماضية إلى التطور من سنة إلى أخرى، مثلها كبقية المناطق. هناك لنا عدد من التطلعات حيال الجوانب السياحية والزراعية التي تواكب خصائص المنطقة، وهذا ما نعمل عليه بالتعاون مع إخواني في الجهات الحكومية المختلفة، ونتواصل مع عدد من القطاعات الخاصة، لبلورة كثير من الآراء والمقترحات، لجعل المنطقة أكثر مكاناً جاذباً سياحياً وتراثياً، إلا أنني أود التأكيد لك، بأن مثل هذه الآمال والتطلعات، تحتاج لكثير من الوقت والصبر والعمل الدؤوب، لأن المنطقة بإنسانها وأرضها، تستحق الكثير من الجهد، لتكون واحدة من المناطق الجمالية على خارطة الوطن سياحياً.

مخطط سياحي تنموي

** يقصد الباحة سنوياً، أكثر من مليون زائر وزائرة في المواسم والإجازات السنوية، يشكل إنفاقهم السنوي دخلاً كبيراً يحرك الأسواق وينعش السياحة.. ما هي الخطط التي تعتزم المنطقة القيام بها لجذب مزيد من السياح والمصطافين، وخاصة فيما يتعلق بتطوير المنتزهات والغابات، والعمل على تطويرها وتوفير كل الخدمات في داخلها؟

- مع مطلع كل صيف، وقبل حلوله، تقوم الجهات المعنية بإعداد البرامج والخطط لاستقبال المصطافين، ويتم تكريس الطاقات من أجل الخروج من الموسم بنجاح يرضي القاصدين لسياحة الباحة، والجميع ينفذ الخطط والبرامج المعدة قبل الموسم، إلا انه في تصوري الشخصي، بأن العمل السياحي لابد أن يأخذ اتجاهاً عملياً أكثر، من خلال صناعة سياحية، فعليه تتجاوز مفهوم المهرجانات والمعارض والفلكلورات، تتمثل في إعداد مخطط سياحي تنموي، يكفل إقامة الفنادق والمدن الترفيهية والرياضية والبيئية والأسواق التجارية، التي تلامس الحاجة الفعلية للفرد، وهذا ما سنقوم به من خلال إعداد دراسات شاملة تحدد الإطار العام لتلك المشاريع وتنوعها على مدار السنوات القادمة بعون الله.

رمان «بطحان»

** تتميز منطقة الباحة بالعديد من المنتجات الزراعية. من أبرزها رمان بطحان الذي لم ينتج له مثيل في الشكل والحجم والطعم، ويصل سعر الكرتون في بعض المواسم لأكثر من 1000 ريال، ويزيد عليه الطلب من داخل المنطقة وخارجها، لدرجة أنه من أفضل الهدايا التي يعود بها السياح والمصطافون لذويهم وأصدقائهم، خاصة من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، ألا يحتاج مثل هذا المنتج وغيره من المنتجات الأخرى، إلى الاهتمام من قبل المزارعين، وتقديم الدعم اللازم لهم، للاستفادة من المنتجات الزراعية كافة، والعمل على تأسيس شركة تتولى هذا الجانب وتستثمر فيه؟

- أشكرك بداية على هذا السؤال، لان هذا المنتج ترتبط جودته بالمنطقة، خاصة الجزء الشمالي منها، ولذلك منذ عملنا على إقامة مهرجان سنوي للرمان، والذي دشن انطلاقته الأولى سمو سيدي الأمير أحمد بن عبد العزيز يحفظه الله حين زيارته للمنطقة، حرصنا من خلال هذا المهرجان الذي يقوم على هامشه الكثير من الندوات والمعارض، على إرشاد المزارعين، إضافة إلى دعم جهودهم، وبالفعل قد لمسنا أهمية المهرجان وهو يمضي في عامه الثاني، من خلال كثرة المنتجين والمشاركين وجودة الإنتاج والمردود المالي للمنتجين، بعد أن أخذ الرمان شهرة على مستوى دول الخليج، كما نتج على غرار ذلك إنشاء جمعية تعنى بشجرة الرمان، وتفضل بعض الموسرين بدعم الجمعية، من أجل تحميس صغار المنتجين وتشجيع الجميع لهذا المحصول، ولعل كثيراً من المهرجانات المتاحة، ربما يعتقد البعض أنها مجرد احتفالية في أهدافها، في حين أن المقصود هو رعاية ودعم مثل هذه الاهتمامات، ودفع الآخرين نحو الإنتاج والاعتناء بمناشطهم وإرثهم المرتبط بالأرض.

الجامعة.. ماذا قدمت..؟

** وجود الجامعة في منطقة الباحة، له أبعاد علمية وثقافية واجتماعية كذلك ..ماذا تحقق للمنطقة من إحلال التعليم الجامعي فيها؟

- لاشك أن الجامعة مطلب مهم، وهي ركيزة أساسية في تحقيق الكثير من التطلعات على مستوى التحصيل العلمي لأبنائنا وبناتنا الطلاب، أو في جوانب الحضور التنموي، والجامعة أعطت للمنطقة دفعة قوية، وهيأت الفرص التعليمية للطلاب في تخصصات مختلفة، ووفرت عليهم مشقة الابتعاد عن منطقتهم، وانعكس ذلك على الكثير من التوازنات، كون العنصر البشري يخلق الحراك التنموي، ويعزز من قيمة الأهداف والمعطيات التطويرية، وجامعة الباحة تبذل جهداً في سبيل توفير البيئة العلمية الملائمة للطالبات، وكذلك التخصصات التي تلبي ميول كل طالب وطالبة، وبعد اكتمال المدينة الجامعية بالعقيق إن شاء الله في القريب العاجل، سيكون للجامعة دور في الإسهام في العديد من الاهتمامات بالمنطقة، إضافة إلى برامجها العلمية والأكاديمية.

التدريب والتشغيل المهني

** في ظل التراجع الملحوظ في ميداني الزراعة والرعي في عموم مناطق المملكة، ومنها منطقة الباحة بطبيعة الحال، هل هناك إقبال على التعليم المهني..؟ وكيف توجهون الشباب إلى ميادين التدريب والعمل المهني؟

- التعليم المهني ومن خلال كلية التقنية والمعاهد المهنية الأخرى، ينخرط بها أعداد كبيرة من الطلاب، وسوق العمل يلتحق بها الكثير من الشباب، وفي دراسة لحصر العديد من المهن والوظائف، تبين لنا مدى حماس الشباب لمزاولة مهنهم، ولهذا عملنا على مسح لكثير من المهن، بغية إتاحتها للشباب، خاصة ما كان مرتبطاً بسوق الخضار والورش، وأعمال الميكانيكا والكهرباء، وبعض المنتوجات المحلية، وتم ذلك بالتعاون مع أمانة المنطقة ومجلس التدريب التقني، وبتنسيق مع أمانة مجلس شباب المنطقة، والجهود مبذولة لمنح الشباب الفرصة الأوسع في هذه الأنشطة، في ظل الإقبال والحماس من شبابنا للعمل في هذه المجالات، بعد إدراكهم ما تحققه من عوائد مالية طيبة لهم ولأسرهم، إضافة إلى ما توليه المنطقة من اهتمام لبرنامج الأسر المنتجة بالمنطقة، وحقق بفضل الله نتائج مرضية.

القُرَى.. 95 % مخدومة

** من أسباب تمسك السكان بقراهم والبقاء فيها، حصولهم على الخدمات التنموية، من طرق وماء وكهرباء وصحة وتعليم وخلافه.. هل تحقق هذا لكافة قرى الباحة؟

- نعم.. الكثير من الخدمات الأساسية، خاصة الكهرباء والطرق والتعليم. استطيع القول بأنها تلامس 95% من الاكتفاء على كافة القرى وأطراف المنطقة، ولذلك فإن تطلعاتنا وطموحاتنا في بلورة كثير من الأهداف الرامية إلى كيفية أمثل، تأخذ في الاعتبار خدمة القطاع السياحي والاقتصادي، الذي يعود بشمولية على تطور المنطقة، من خلال دفع الكثير للمرافق، لتكون مواكبة للنمو السكاني، ومنسجمة مع هوية الباحة سياحياً واقتصادياً.

معاناة مع الرحلات الجوية..؟!

** يعاني سكان المدن الطرفية، ومنها الباحة بالطبع، من قلة الرحلات الجوية بينها وبين المدن الكبيرة وخلافه .. هل هناك حل قريب لهذه المشكلة مع الناقل الوطني؟

- فعلاً تعاني المنطقة من قلة الرحلات، وهذا فيه تأثير ليس على المواطنين فحسب، بل كذلك على الحركة السياحية، ففي حين الجهود تبذل من أجل تحقيق موسم اصطياف جاذب، من خلال البرامج والأنشطة، إلا أن معضلة الحصول على مقاعد، تظل قائمة، مما يؤثر على نجاح الموسم، وقس على ذلك كثير من الأمور الأخرى، ونحن نتطلع إلى جعل المطار دولياً، يرتبط برحلات خارجية، مع زيادة الرحلات الداخلية، لتتاح للمسافرين إمكانية الوصول للمنطقة من غير انتظار ومعاناة، ومثل هذا التوجه سيعزز من الحركة الاقتصادية والسياحية للمنطقة. وبناء على ما وردنا من وعود من الهيئة العامة للطيران المدني، فإننا نأمل أن يشهد المطار نقلة نوعية في المستقبل القريب إن شاء الله.

عناية خاصة بالآثار والقرى التاريخية

** تزخر منطقة الباحة بالكثير من الآثار والمعالم التاريخية، ومنها قرية ذي عين على سبيل المثال.. هل هناك برنامج لحصرها وصيانتها وتأهيلها ووضعها على خط الاستثمار السياحي؟

- الهيئة العامة للسياحة، قامت مشكورة ببذل جهود طيبة في الاعتناء بالمواقع الأثرية، ويأتي في مقدمتها قرية ذي عين، والتي وضعنا - بحضور أخي الأمير سلطان بن سلمان - حجر أساس مشروع ترميمها، والذي أعلن سموه مشكوراً خلال وضع حجر الأساس، زيادة مخصص الترميم إلى ستة عشر مليوناً، ودمج المرحلتين إلى مرحلة واحدة، اختصاراً للوقت. ولعلها فرصة لأتوجه بشكر وامتنان أهالي المنطقة على حرص سموه بالتراث في المنطقة، والعمل السياحي، كما أننا نعمل حالياً على الإعداد للبدء في تنفيذ مشروع كبير يرمز إلى هوية المنطقة التراثية، يشتمل على مجمعات وساحات شعبية، وتسوق ومتاحف، في إطار الروح المعمارية القديمة، التي تشكل هوية كل المحافظات، وهذا المشروع الذي بدأت أمانة المنطقة فيه بالتمهيد لأعمال التسوية، سيكون رافداً تراثياً وسياحياً للمنطقة، وقد تم اختيار الموقع الملائم في مدخل المنطقة، وعلى الطريق العام، وبمساحة كبيرة، وتم إعداد التصاميم الهندسية من خلال إحدى الشركات المتخصصة، ونأمل أن يكتمل المشروع قريباً بعون الله .كما أن إمارة المنطقة، لديها توجه بعمل صيانة لكثير من القرى، مع إنارتها بصورة احترافية، لتبرز الفن المعماري القديم للمنطقة، فوجود القلاع والقرى الأثرية، هي من العناصر المهمة في اكتمال ونجاح المشروع السياحي بالمنطقة، والذي نوليه اهتماماً وعناية، لما له من آثار إيجابية في النمو وتوظيف الطاقات الشابة، وكذلك الدفع بالحركه الاستثمارية والاقتصادية.