Thursday 09/01/2014 Issue 15078 الخميس 08 ربيع الأول 1435 العدد

تسي آي لون مخترع الورق

لميس الشوشان

نكون جالسين مع بعض الأصدقاء أو الأقارب، وَننتقل من موضوع إلى آخر حتى نصل لموضوع الدراسة وَالتعليم الذي ينقلنا إلى مادة الرياضيات، وَ.. آه، كم نكره الرياضيات!

بالطبع لا بد من ذكر نيوتن واينشتاين عند نقطة ما من الحديث على صيغة «يحسبوني اينشتاين!» ويتداخل أحدهم في الحديث ويقول «ليت نيوتن أكل تفاحته وسكت!»، تتداعى الأحاديث حتى ندخل عالم الاختراعات البشرية وَننتهي بسؤال يوقف سيل الأحاديث بهز الرؤوس: ألم يخترع كل شيء بالفعل؟ ما نفع التفكير بشيء جديد! بالطبع السكوت لا يستمر سوى لحظات ليعود الحديث نحو أمور أهم تتعلق بتفاصيل حياتنا اليوميّة.

كل مرة يفتح هذا الحديث أمامي عن الاختراعات بطريقة أو بأخرى، أجد أن عقلي يعطيني الإجابة لكنني أسكت عنها وَأتركها تمضي، وَقد تكون هذه الإجابة مرسومة في عقل كل شخص واجه هذا السؤال بأي صيغة.. لا أدري، لكن هذه المرة الأمر مختلف؛ فالإجابة ظهرت مجددًا لتفترش عقلي بعد معرفتي بشخصية مهمة.. شخصية اخترعت أحد أعظم الاختراعات في تاريخ البشريّة وَهو الورق! تنبع أهميّة هذا الشخص في قصته التي مثلت الإجابة في سنة 105 ميلادية! مخترع الورق كان موظفَا في البلاط الإمبراطوري الصيني وَيدعى «تسي آي لون» لقي بعد اختراعه كل تقدير، وَصار من حاشية الإمبراطور حتى أنه انصرف عن صنعته ليدخل في معامع الحاشية من مؤامرات وَدسائس أودت بحياته في النهاية.

قصة «تسي آي لون» تجعلني أتخيله يتساءل نفس الأسئلة التي تتكرر من حولنا الآن لنفسه وَانتهى به الأمر لترك صنعته، لأنه اعتقد أخيرًا أنه قد اخترع الورق وَيكفيه ذلك.

كل الاختراعات التي كانت سببًا في الراحة المعيشية الآن لا تشبه على الإطلاق شكلها الأولي التي بدأت منه عند اختراعها، بل تم تطويرها بواسطة مخترعيها ومن جاء بعدهم حتى وصلت لما هي عليه الآن، وَمازالت في تطوّر مستمر.

لهذا لا يحتاج الأمر منّا دائماً لاختراع جديد بل إلى الحرص على تطوير ما بين أيدينا، وما يقع بين أيدينا كثير جدًا لنحصيه أو لنتوقف عن التفكير وَنقبل بكل شيء يأتينا بلا حيلة وَنبتلع الاعتراضات! فأغلب ما تم اختراعه، أو تم تطويره هي أمور يحتاج إليها الإنسان بشكل ضروري، أو كماليّ لراحته.

فلو نظرنا لكل ما نملأ به حياتنا سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، ضروريًا أو كماليًا من نظرة أخرى عدا أنه «تم اختراعه بالفعل»، من زاوية هذا التساؤل:

ماذا يحتاج هذا الشيء ليكون أكثر كفاءة؟ ماذا نحتاج لكي ننجز، نعمل، نأكل، ننام بشكل أفضل؟!