Friday 10/01/2014 Issue 15079 الجمعة 09 ربيع الأول 1435 العدد
10-01-2014

ماذا تتوقع من ميزانية الثقافة؟

كل عام يتفاءل المثقف السعودي بالإعلان عن الميزانية غير المسبوقة كما يطلق عليها كل عام، يتفاءل على الصعيدين العام وميزانية الثقافة بشكل خاص، حيث يأمل أن تحسن هذه الميزانية وتصحح ما أخفقت به ميزانية أو ميزانيات الأعوام الماضية غير المسبوقة أيضاً.

ماذا نتوقع من ميزانية هذا العام ووزارة الثقافة خاصة؟ هل تغدو وزارة مستقلة تعنى بالثقافة والمثقف، أو هل

نتوقع أن تكون هنا هيئة خاصة بالفنون مثل هيئة الإذاعة والتلفزيون وهيئة الإعلام المرئي والمسموع ووكالة الأنباء السعودية، أو نتوقع من وزارة الثقافة والإعلام أن تفتتح لها فروعا بجميع مناطق المملكة مثلها مثل كل وزارة تعنى بمواطن.

أو نتوقع أن تدعم جمعية التشكيليين والمسرحيين والخطاطين والفوتوغرافيين والكاريكاتير بميزانية خاصة تساعدهم على النهوض والتحرك لتنافس الجمعيات بالدول المجاورة؟

أو نتوقع أن تبني مباني أو مقرات للنوادي الأدبية أو جمعيات الثقافة التي أنهكهم تجار العقارات قبل المسؤولين عليها..!!

أو نتوقع بأن يعاد تأسيس بينالي الرياض بقالب جديد كما يأمل البعض بأن يكون آرت السعودية وتحتضنها على سبيل المثال جدة.

أو نتوقع أن يكون لدينا دور للسينما لنخفف الازدحام على صالة السينما في البحرين وعمان والكويت من قبل العوائل السعودية ونحتوي أبطالنا السعوديين الذين ظهروا فجأة دون سابق إنذار على قنوات اليوتيويب.

أو نتوقع أن يكون معرض الكتاب مجمعا لكل المثقفين والفنانين بعروض مسرحية ومعارض تشكيلية وفوتوغرافية لتطور حالة من منبريات وعرض للكتب واحتفاء بالأدباء فقط.

أو نتوقع أن يؤسس لدينا متاحف مختصة بالفنون وهو حق من حقوق رواد الحركة التشكيلية بالمملكة أن تتوج أعمالهم وعطاءاتهم على مر السنين الماضية بمتحف يؤرخ ويحتضن ويحفظ إنتاجهم الفني والفكري؟! ماذا نقول لأي زائر يزور المملكة ويرغب في زيارة المتحف الخاص بالفن المعاصر؟! نجيبه بأن المملكة العربية السعودية لا تحتضنُ متحفاً للفن العاصر؟!

أو نتوقع أن يكون لدينا كليات خاصة بالفنون الجميلة علما أننا الوحيدون من بين دول العالم الذين لا توجد لديهم كلية مختصة بالفنون الجميلة؟! أليس من حقنا وحق الأجيال القادمة علينا أن نؤسس لهم كلية مختصة بالفنون الجميلة؟! لماذا يوجد للمهندسين والأطباء والقانونيين وغيرهم كلياتهم التي ترتقي بهم أكاديمياً وفكرياً وثقافياً؟! أليست المتاهات التي يعيشها التشكيليون والمسرحيون فنياً، وبقاؤهم في درجات السلّم المحلية دون الوصول إلى العالمية، هما نتيجة لعدم وجود كلية للفنون الجميلة؟!

الشاهد هنا أن كل ما سبق شيء من التوقعات والتأملات ويبقى الحال على ما هو عليه وعلى المثقف أن يبحث عن الطاسة ضايعة لعله يعيدها إلى مكانها الطبيعي..!!

jalal1973@hotmail.com

twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي

مقالات أخرى للكاتب