Sunday 12/01/2014 Issue 15081 الأحد 11 ربيع الأول 1435 العدد

«الجزيرة» تستقرئ الإجابة لدى مسئولي مدني القصيم:

مخاطر الشتاء .. ما هي؟ وكيف نتعامل معها؟

بريدة - عبدالرحمن التويجري:

في كل عام وقبل أن يدخل فصل الشتاء وموسم البرد والمطر، يبدأ الدفاع المدني في إطلاق تحذيراته وتوجيهاته للمواطن والمقيم في مختلف وسائل الإعلام، متحدثاً عن مخاطر هذا الفصل، وكيف لنا جميعاً أن نتجنبها.. البعض منّا عمل بهذه التوجيهات، بينما البعض الآخر تناساها وأهملها بل ولم يرعها أي اهتمام.. ورغم تكرار الإهمال من البعض إلا أن ذلك لم يثنِ الدفاع المدني عن تكرار توجيهاته وأداء رسائله التوعوية.. بل قد نسميها (توسلاته) في بعض المواقف بأن يبتعد الجميع عن مواقع الخطر، ولعل الأحداث الأخيرة وما صاحبها من قصص مأساوية مؤلمة تثبت للجميع أن التقيد بتعليمات السلامة تقلل الكثير من المخاطر.. وأن الالتزام بتوجيهات الدفاع المدني تحمل لنا -بإذن الله- السلامة الدائمة... هنا في هذا التقرير سنستعرض بعضاً من تلك المخاطر وكيف لنا أن نتعامل معها من وجهة نظر الدفاع المدني.

في البداية تحدث لـ(الجزيرة) سعادة مدير الدفاع المدني بمنطقة القصيم العميد الدكتور علي بن عطا الله العتيبي الذي قال إن الخطر -وفقاً لرؤية الدفاع المدني- لا يخضع لزمان أو مكان محدد، فالدفاع المدني من أجهزة الطوارئ التي تبقى دائماً على استعداد تام خلال الأربع والعشرين ساعة، ونحن في الدفاع المدني نتوقع المخاطر أو الحوادث في كل لحظة.. ونعمل في البداية على إزالة كل ما يسبب خطرا من خلال البرامج الوقائية، كما نتدخل في حال حدوثه.

واستطرد العميد العتيبي قائلاً: ولكن هناك مواسم تكثر فيها مخاطر ذات نوعية محددة، منها فصل الشتاء الذي يتسم بمخاطر خاصة ونعمل على التحذير منها من خلال برامجنا التوعوية الموجهة لمختلف شرائح المجتمع.

وعن تلك المخاطر يقول العميد العتيبي إن حوادث الحريق والاختناق بالتدفئة هي حوادث لها علاقة مباشرة بفصل الشتاء، فالحريق يحدث نتيجة إشعال الحطب أو استخدام الدفايات لغرض التدفئة، خصوصاً أثناء النوم، فكثيراً ما باشرت فرق الدفاع المدني حوادث حريق نتجت بسبب الإهمال في التعامل مع وسائل التدفئة، كان بالإمكان -بإذن الله- تجنبها لو استمع أصحابها لتوجيهات وإرشادات الدفاع المدني.. أما حوادث الاختناق فقد أوضح مدير الدفاع المدني بالقصيم، أن تلك الحوادث تنتج بسبب استخدام الفحم أو الحطب للتدفئة في مواقع مغلقة أو سيئة التهوية، فعملية الاشتعال ينتج عنها غاز أول أكسيد الكربون، وهو غاز سام ويطلق عليه (القاتل الصامت)، حيث ينتشر هذا الغاز بالمكان دون أن يشعر به أحد حتى يصاب من حوله بالاختناق، وقد يؤدي إلى الوفاة في حال لم يتم إسعاف المصاب بسرعة. ولعل ما حدث منذ فترة قريبة في حائل والرياض من حوادث اختناق دليل على ذلك. ولتجنب هذه المواقف يجب إغلاق كل مصادر التدفئة عند النوم وعدم استخدام الحطب أو الفحم في مواقع مغلقة أو سيئة التهوية.

وأشار العميد العتيبي في معرض حديثه عن مخاطر الشتاء إلى أهمية اقتناء وسائل الإنذار والإطفاء في المنزل، وقال إن تركيب كواشف الدخان بالمنزل يقي -بإذن الله- من عواقب خطيرة، فهي مهمة جداً في اكتشاف الدخان بالمنزل قبل انتشاره، كما أن مطفيات الحريق لا تقل أهمية عن كواشف الدخان، فهي عامل مهم ومساعد في إخماد الحريق لحظة اندلاعه.

وحول مخاطر السيول قال العميد العتيبي إن تلك المخاطر ناتجة بسبب عدم توخي الحذر من ارتياد المواقع الخطرة ولعل الجميع يتابع ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكيف هي المغامرات والاستعراضات غير محمودة العواقب التي يقوم بها بعض الشباب من دخول لمواقع تجمعات مياه عميقة ومناطق طينية خطرة.

وأضاف أن الحذر وعدم الاقتراب من تلك المواقع هي السبيل الوحيد للنجاة من مخاطرها، فكم من مغامرة أودت بصاحبها إلى مواقف جاءت نتائجها وخيمة وعواقبها أليمة. وحذر العميد الدكتور علي العتيبي في ختام حديثه من الاقتراب من تلك المواقع أو إهمال الأطفال وعدم مراقبتهم، مؤكداً أن النسبة العظمى من الحوادث تنتج بسبب الإهمال.

من جانبه، أكد لـ(الجزيرة) مدير إدارة العلاقات والإعلام والناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة القصيم العقيد إبراهيم أباالخيل أن الدفاع المدني يعمل على مواجهة تلك المخاطر من خلال برامج توعوية وقائية يتم إيصالها بطرق مختلفة للكثير من شرائح المجتمع. وأضاف أن الدفاع المدني استخدم كل وسائل الإعلام في سبيل أداء رسائله التوعوية، فكما أن للتلفزيون والإذاعة والصحافة نصيب من تلك الرسائل ففي وسائل الإعلام والتواصل الجديدة أيضاً مساحة كبيرة من تلك الرسائل، حيث أنشأت المديرية العامة للدفاع المدني صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «اليوتيوب» و»الفيس بوك» و»تويتر»، يتم من خلالها بث الرسائل التوعوية للمتلقي وإبلاغه بالتصرف الأمثل عند وجود ما يشكل خطر.

وحول دور تلك الرسائل في الحد من ظاهرة الاقتراب من مواقع الخطر، أكد العقيد أباالخيل أن مخاطر الأمطار والسيول نوعان، أحدهما تداهمه السيول في موقعه وهذا تشترك في معالجته جهات متعددة من خلال العمل على إيجاد الحلول المناسبة لدرء تلك المخاطر، والآخر هو من يذهب لمواقع الخطر بنفسه كالأودية والشعاب. والمتابع لبعض الحوادث المتعلقة بالنوع الثاني يلحظ أن الفئة العمرية المتضررة هي فئة راشدة ومدركة لكل أعمالها وتصرفاتها، وبالتالي فهي تدرك وتعلم مدى الخطورة من الاقتراب من تلك المواقع ولكن حب المغامرة والاستعراض التي تستهوي البعض هي من الأسباب الرئيسية التي تنتج بسببها تلك الحوادث. ولعلنا لو تابعنا بعض الحوادث في الفترة الأخيرة لوجدنا أنها تتشابه في الطريقة والأسلوب وبالتالي لو أخذ الشخص الموعظة والعبرة من تلك الحوادث لما تعرض لنفس الموقف مرة أخرى بإذن الله.. فهي حوادث تتكرر بين فترة وأخرى على الرغم من معرفة الجميع ما آلت إليه الحوادث التي سبقتها. ومن هنا نجد أن التوعية تفقد جزءا من أركانها الرئيسية، وتنتفي أهدافها عندما تصطدم بجدار التهاون واللامبالاة، فتظل مجرد تكرار لحديث مسموع وإشارات عابرة لم تجد من يلتقطها لتقوده -بإذن الله- إلى السلامة الدائمة.