Sunday 12/01/2014 Issue 15081 الأحد 11 ربيع الأول 1435 العدد
12-01-2014

فتش عن البيئة؟!

كانت ستأخذني المفاجأة بعيداً لون أن الصورة (المتعوب عليها) التي تم تداولها عبرمواقع التواصل الاجتماعي للمدرب السعودي المسلم (سامي الجابر) في هيئة الراكع المتذلل للخواجة (كارينيو).. لو أنها - أي الصور- قد خرجت من بيئة غير البيئة التي خرجت منها.. أما وقد خرجت من محضنها الأزلي والمتمرس في إنتاج وتصدير هكذا ثقافات، فلاعجب ولا غرابة إذن.. فقد قالت العرب قديماً: الشيء من معدنه لا يُستغرب.

** اللافت في القضية أن الفعل قد تجاوز الكثير من الخطوط المفترض عدم تجاوزها بأي حال، وذهب بعيداً في تسخير التقنية للمساس بإحدى ثوابت المسلم المتمثلة بتحريم الركوع والسجود إلاّ (لله عزوجل)، فما بالنا وقد استخدمت الصورة الأصلية ذات الغرض الروحاني، ومسخها، وإخراجها عن هدفها الإيماني، ومن ثم توظيفها لكي تمثل حالة أخرى مغايرة، حالة شكلها ومضمونها التجسيد الفاضح (للمعصية) (حسبنا الله ونعم الوكيل).

** منذ سنوات وسنوات.. كتبت وكتب غيري من الغيورين على قيمنا ومبادئنا، محذرين من مغبة التساهل في مسألة اتخاذ الرياضة وما يدور في فلكها مطيّة لتحقيق أهداف أخرى لاعلاقة لها بالتنافسات الرياضية الشريفة، والتي من بينها تشويه صورة المجتمع السعودي إلى درجة أنه لا يقيم وزناً لثوابته الدينية والأخلاقية في سبيل الوصول إلى غاية ما، دون النظر أو التمحيص في نوعية الوسيلة المستخدمة للوصول إلى المبتغى.. بصرف النظر- أيضاً - عن مشروعية ذلك المبتغى من عدمه، من عيّنة القضية مثار موضوعنا هذا ؟!.

** وماعليكم سوى الانتظار.. فالقادم سيكون أسوأ.

تسمع بالمعيدي؟!

لأنني لست بحاجة لمن (ينورني) بأن الفريق الذي يسجل كمية أكبر من الاهداف في مرمى منافسه يعتبر هو الفائز بالمباراة.. وأن لاعب الطرف الأيمن يحب أن يلعب بقدمه اليمنى بعكس لاعب الطرف الأيسرالذي يفضل اللعب بقدمه اليسرى.. وأن تنويع اللعب، تارة على الأطراف، وأخرى من العمق، هي طريقة ناجعة للكسب ولاسيما إذا كان الفريق أكثر استحواذاً على الكرة.

** أقول : لأن هذه الأشياء هي من البديهيات المعروفة لدى عامة الناس وبالتالي فهي لاتحتاج إلى فلسفة (مفسّر).. لذلك فقد هجرت ما يسمى باستوديوهات التحليل الفني للمباريات عن طيب خاطر، سواء قبل المباريات أو أثنائها أوحتى عقبها، مكتفياً - على طريقة (تسمع بالمعيدي...) - بما أقرأه وأسمعه من الزملاء حول مايحدث في تلك الاستوديوهات من (عَكّ).

** صحيح أنني كنت استمتع بتحليلات الخبيرالعربي ( عبد المجيد الشتالي) لكونه يمتلك القدرات والأدوات اللازمة ليقول شيئاً مفيداً، هذا عدا أن طرحه من فئة (ماقل ودل).. وكنت استمتع بتحليلات الكابتن (خالد الشنيف) عندما كان يعمل في الـ (إي، آر، تي).. وكنت أستمتع بتحليلات الكابتن (يوسف خميس) عندما لم يكن النصر متصدراً، أي قبل أن تتكاثرعليه الضغوطات في سبيل ركوب الموجة على طريقة (معاهم معاهم، عليهم عليهم ) وهذا مالم نكن نعهده فيه.

المعجزة؟!

قد يحقق النصر بطولة الدوري لهذا الموسم، وهو الأقرب وفقاً للكثيرمن المعطيات والاعتبارات.. لعل أهمها وأبرزها معطى (الحظ) الذي خدمه بأن اقتصرالتنافس على القمة بينه وبين الهلال ولم يكن أحد الأندية الأخرى، تماماً كما حدث الموسم الماضي عندما كان التنافس منحصراً بين الهلال والفتح.

** السؤال هنا : كيف سيستوعب المشجع النصراوي (صدمة) تحقيق بطولة الدوري، ولاسيما بعد أن تعامل مع صدارة الدورالأول من الدوري على أنها (معجزة) ؟!!.

** المفارقة أنه إلى ما قبل أشهر معدودة من الآن.. أن النصراوي لا يقيم وزناً لبطولاتنا ومسابقاتنا، إلى درجة أنه يسخر منها ومن الفرق التي تتنافس عليها وتحققها.. فما الذي تغير ياترى ؟!!.

** أذكر أنه عقب تحقيق الفريق النصراوي لآخركأس حققوه على صعيد مسابقة (سمو ولي العهد) منذ سنوات بعيدة، أنهم طافوا بتلك الكأس معظم محافظات ومدن المملكة كما لو أنها معجزة.. الزبدة من هذا أن النصراوي أكثر ضجيجا وهيلماناً، في كل زمان ومكان.. حتى وهو في أوج ضعفه وانكساره.. على ماذا، الله أعلم..؟!!.

مقالات أخرى للكاتب