Wednesday 15/01/2014 Issue 15084 الاربعاء 14 ربيع الأول 1435 العدد
15-01-2014

الوطن والمُواطن والوَطنِية

الوطن له تعاريف كثيرة ومتعددة لكنها تتفق على أنّ الوطن الأرض البقعة الجغرافية المحددة المعروفة على سطح الكرة الأرضية والتي سكنَ فيها أجداده منذ القدم وترعرع وتربى وأكل وشرب من خيارتها وبالتالي فهو ينتمي لهذه الوطن. الوطن هي تلك الأرض التي يفديها الإنسان بأغلى ما يملك؛ دمه، ووطنا الغالي هو المملكة العربية السعودية بكل مناطقها الثلاث عشرة ومن شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه). مصلحة الزكاة والدخل في المادة الأولى عرّفت الموطن السعودي بأنه الشخص الذي يحمل الجنسية السعودية، ومن يعامل معاملته الوطنية احترام البلد وأنظمته، والحفاظ على مكتسباته ومرافقه الوطنية الحقيقية هي أن يبذل كل واحد منا جهده في مجال عمله وأن يكون مخلصاً. الوطنية أن تكون جندياً يحمي البلد الوطنية أنْ تُمثّل المملكة في المحافل الدولية وترفع رأسك أنت سعودي. الوطنية أنْ تفتخر بأنّك سعودي حين تكون خارج الحدود، الوطنية السلوك المُتحضّر مع الآخرين، الوطنية حب كل شبر من هذه الأرض الطيبة. نحن بحاجة إلى تعزيز الوطنية وغرسها في عقول وقلوب طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية كذلك تعزيز الوطنية في ملاعب كرة القدم.

ماذا يريد المواطن من الوطن؟ ماذا يريد المواطن من التعليم والصحة والزراعة والبلديات والنقل؟ بكل بساطة يريد توفر الخدمات وشموليتها في كافة مناطق المملكة لمَ لا والحكومة رصدت مليارات الريالات في الميزانيات السابقة والحالية، ماذا قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- حين إقرار الميزانية (أيها الوزراء والمسؤولون لا عذر لكم بعد اليوم في تقصير أو تهاون أو إهمال، واعلموا بأنكم مسؤولون أمام الله - جلَّ جلاله- ثم أمامنا عن أي تقصير وعلى كل وزير ومسؤول أن يظهر من خلال الإعلام ليشرح ما يخص قطاعه بشكل مفصَّل ودقيق.). في القطاع الخاص هناك ما يُسمى قياس رضا الموظفين عن شركته أو مؤسسته؟ نحن بحاجة لتوفير آلية صادقة وشفافة؛ لقياس مقدار رضا المواطن عن مختلف شؤون الحياة التي تمس معيشته، فلماذا لا تقوم الأجهزة الحكومية بإجراء استبيان لقياس مدى رضا المواطن عن خدماتها المقدَّمة وتحليل الاستبيان وعرض النتائج على الإعلام واتخاذ ما يلزم في زيادة رضا المواطن. ترى كيف نُعزّز الوطنية والانتماء الوطني؟ نعزّزه بخدمة المواطن والوقوف على حاجاته ومتطلباته وهذا يقع على الجهات الحكومية المسؤولة والتي لها علاقة مباشرة مع المواطن. أخيراً نعزّز الوطنية بالابتعاد عن القبلية والمناطقية وتعزيز اللحمة الوطنية للانتماء لهذا الوطن وذلك عن طريق الحوار الوطني في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، إن تأكيد خادم الحرمين الشريفين على أهمية الحوار في ترسيخ وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق التوافق والائتلاف بين أبناء المجتمع الواحد، موجهاً بالاستمرار على هذا النهج وعلى كل ما من شأنه أن يوحّد المجتمع والرؤى، والابتعاد عن التصنيفات المذهبية والفكرية والمناطقية، وعن استخدام لغة التصنيف والإقصاء، التي لا تليق بمجتمع نشأ على تعاليم وقيم الإسلام السمحة. لقد ضرب النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أسمى وأروع حب الوطن حين خرج من مكة المكرمة حين قال: (والله يا مكة لأنت أحب البلاد إلى الله، وأحب البلاد إلى قلبي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت).

sureothman@hotmail.com

موظف سابك سابقاً

مقالات أخرى للكاتب