Friday 17/01/2014 Issue 15086 الجمعة 16 ربيع الأول 1435 العدد

السعودية .. وتأخر الرحلات

عبدالعزيز بن حمد السويلم

خطوطنا السعودية.. التي تديرها وتتولى شؤونها.. وشجونها.. مؤسسة الخطوط السعودية.. هذه المؤسسة التي تعمل جاهدة على امتلاك الطائرات الحديثة.. وعلى إقامة المطارات الحديثة.. كمطار الملك عبدالعزيز بجدة.. ومطار الملك خالد بالرياض.. ومطار الملك فهد بالمنطقة الشرقية.. هذه المطارات الثلاثة الدولية.. تعتبر وجهاً حضارياً لبلادنا العزيزة المملكة العربية السعودية.. وإلى جانب هذه المطارات.. يوجد ما يزيد على عشرين مطاراً محلياً آخر في العديد من مدن المملكة.. بمعنى أنه يوجد داخل المملكة ثلاثة مطارات دولية.. وعدد من المطارات المحلية قد يتجاوز العشرين مطاراً..

هذا الانتشار في الداخل.. ويهمنا الانتشار في الداخل لأن خدمة المواطن.. وربط مناطق المملكة بعضها ببعض بواسطة الطيران أهم في نظري من الانتشار الخارجي.. رغم أن خطوطنا السعودية قد انتشرت في العديد من مدن العالم.. ولأنه توجد شركات طيران دولية كثيرة بالإمكان الاستفادة من خدماتها والسفر بواسطتها للراغبين في السفر للخارج.. وجميع هذه الأنشطة والأعمال والمشاريع تشكر عليها مؤسسة الخطوط السعودية كثيراً ولكن وما أصعب كلمة لكن هذه.. أقول: لكن المشكلة التي تبرز أمامنا بين وقت وآخر.. والمعاناة الكبيرة التي يعاني منها المسافرون عن طريق الخطوط السعودية.. تتمثل في عدم الانضباط.. وعدم الدقة في المواعيد.. وعدم إشعار المسافر بتفاصيل ما طرأ على رحلته من تأخير أو تأجيل أو إلغاء في وقت مبكر.. وعدم مراعاة مشاعره وظروفه.. وذلك بإيجاد الرحلة البديلة لرحلته.. ليتمكن من السفر في الوقت المحدد.. لأن جميع وسائل النقل الجوي.. وكذا الرحلات على اختلاف أنواعها المؤجل والملغي والمتأخر عنها.. جميعها ملك للشركة الناقلة مؤسسة الخطوط السعودية..

أقول إن مشاعر المسافر والحرص على رضاه وكسب ثقته.. لا تجد هذه الأمور الأولية من اهتمامات المسؤولين.. فقد يحدث ظرف طارئ لأحدنا يتطلب منه السفر.. فيذهب للخطوط.. عله يجد مكاناً شاغراً في أية درجة من درجات الطائرة الأولى أو الأفق وأخيراً السياحية.. لكنه يفاجأ بعدم وجود مكان بحجة أن جميع الأماكن محجوزة.. فلا يجد من يقدر ظرفه أو يتعامل معه بشكل يحقق رغبته في الحدود الممكنة.. وكثيراً ما تتواجد كراسي شاغرة في الطائرة بعد إقلاعها.. وهذا يفوت على المؤسسة الحصول على الايرادات بسبب هذه المقاعد الشاغرة.. وفي الوقت ذاته حرم من الاستفادة منها مسافر يريد قضاء عمل أو إنهاء مهمة رسمية مكلف بها.. ولم تتح له الفرصة لشغل أحد المقاعد الشاغرة بحجة مقولة عدم وجود مقاعد شاغرة.. هذا من جانب.. ومن جانب آخر يحدد لك موعد إقلاع الطائرة التي حجزت عليها لكن تتاخر الرحلة ساعة وأكثر.. هذا التأخير أضاع على الكثير من المسافرين مصالحهم أو حرمهم من قضاء حاجاتهم.. كما أضاع على الموظفين سحابة يومهم.. وحال دون تأدية العمل وأحرجهم مع دوائرهم التي يعملون بها.. ومع رؤسائهم بسبب هذا الإرباك.. وهذا التأخير في الرحلات..

إن خطوطنا السعودية عزيزة على نفوسنا وتهمنا سمعتها.. وكذا انضباط مواعيدها.. لهذا نقول: إنها في حاجة إلى إعادة نظر في الكثير من أعمالها وفي حاجة إلى توفر الانضباط والدقة في مواعيدها.. وفي تحرك رحلاتها إنها في حاجة إلى إعادة ثقة المواطن والمسافر على متن أسطولها الجوي.. لأن الكثير من الناس لديهم انطباع ومعهم بعض الحق ان الدقة في المواعيد لدى خطوطنا السعودية ليست على ما يرام.. والتأخير في ذلك يكاد يكون معروفاً.. لكن أن تستمر المؤسسة في هذا.. بحيث يصبح عادة مألوفة لدى الناس.. وتتلخبط المواعيد في المواسم المعتادة كموسم الصيف وإجازات المدرسين.. ومواسم الأعياد والعطل الأسبوعية.. فهذا يجعلنا نتساءل إلى متى ستظل المواعيد غير محددة والرحلات غير منتظمة؟!

هل لدى مؤسستنا نقص في عدد الطائرات؟ أم أن الأعطال تتضاعف في الطائرات في بعض الوقت؟ أم أن العديد من الطائرات تعمل على الخطوط الخارجية على حساب الرحلات الداخلية؟ أم أن لدى الخطوط السعودية بعض العذر الذي لا نعرف عنه شيئاً ونحن نلومها؟

لكن الأمر يتطلب دراسة عميقة.. وجادة وسريعة لكافة أوضاع المؤسسة.. وأن تأخذ هذه الدراسة عنصر الثقة وكسب رضا المسافر كمادة أساسية وهامة من مواد الدراسة المنشودة.. لأن ثقة المسافر عزيزة وغالية.. يجب الحرص على زرعها في نفس المسافر.. وهذا لن يتحقق إلا بعمل جاد وفاعل.. يمحو ما علق بذاكرة المسافر.. وما لمسه شخصياً أثناء سفره على الخطوط السعودية.. التي نأمل لها.. وللقائمين عليها.. كل خير وصلاح.

- عضو مجلس منطقة الرياض