Friday 17/01/2014 Issue 15086 الجمعة 16 ربيع الأول 1435 العدد

جامعة الإمام .. ومسيرة التطور

عبد الله بن علي الشائب

في تقديري, فإن تحقيق التنمية الإدارية, والنهضة العلمية, ومواجهة التحديات القائمة, والمستقبلية, تعتبر عوامل رئيسة في وضع تصورات, واستراتيجيات الإنجاز على أعلى مستوياته, من حيث - الكم والنوع-، ومن حيث - الزمان والمكان-. وعند إسقاط ما تقدم على واقع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - خلال التسع سنوات الماضية -، فقد شهدت الجامعة حراكاً علمياً, وثقافياً, وانتشاراً توسعياً غير مسبوق في تخصصات علمية: كالطب, والهندسة, وعلوم الحاسب الآلي, وصل بها إلى المستويات العالمية في العملية الأكاديمية, - وبالتالي - فلا غرابة أن تحقق الجامعة - قبل أربع سنوات - في التصنيف العالمي للجامعات (ويبوماتركس) مركزاً متقدماً, جعلها في مصاف قائمة أفضل مئة (100) جامعة آسيويا؛ ومحقِّقة المركز الثالث على المستوى العربي؛ وكذلك على مستوى الجامعات السعودية.

في ظل الاتجاهات المعاصرة, فإنك لن تعجب من سعي جامعة الإمام إلى تنمية العملية التعليمية, والعمل على تحسين العوامل المرتبطة بالتعليم, باعتباره الجانب الإستراتيجي الأعظم لكل أمة تنشد التقدم, والرقي؛ من أجل استثمار العنصر البشري, وذلك في عملية التنمية الشاملة للمجتمع في حاضره, ومستقبله.

وهو ما يجعلني أؤكد: على أن نهضة الأمم تنطلق من العملية التعليمية من خلال تطوير مناهجه, وتنويع وسائله, وتعدد ركائز تقويمه. كما أن الحاجة إلى البحوث العلمية, والدراسات المؤصلة, لهي اليوم أشد منها في أي وقت مضى. ولن تتقدم الدول في مجال العلم, والمعرفة إلا باهتمامها بالبحث العلمي - أسلوبا ووسيلة ومنهاجا -, وهذا ما سارت عليه جامعة الإمام, حين شجعت البحث العلمي, ودعمته في كل ما يحتاجه من متطلبات, - سواء - كانت مادية, أو معنوية؛ من أجل الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة, وكأن قدر الجامعة أن تكون في سباق محموم في شحذ همم, وقدرات منتسبيها العلمية, والفكرية, والسلوكية, فسهلت كل العقبات, وذللت كل الصعاب. ويمكن القول: إن جامعة الإمام استطاعت أن تنتفع بفوائد البحوث العلمية, - لاسيما- التطبيقية منها, وذلك عن طريق توخي الحقائق في ميادين التجربة, والمشاهدة؛ من أجل انطلاقة جديدة للحاضر, ورؤية استشرافية للمستقبل.

في المقابل, فقد وضعت جامعة الإمام هدفا محوريا في دعم التعاون مع مراكز الأبحاث العالمية, والجامعات الدولية العريقة ذي الصلة؛ من أجل الكشف عن فرص؛ لنقل الإبداعات العلمية في مجال التعليم, والبحث العلمي, وتبادل المعلومات, والخبرات, والاستشارات العلمية، وتنشيط مذكرات التعاون, والتفاهم الموقعة مع الدول المختلفة في هذا الميدان الحضاري المهم.

وإدراكاً من جامعة الإمام بأهمية التبادل, والتعاون المعرفي, ودوره في تعزيز تطلعات الجامعة, ومساقات عملها في تحقيق الجودة النوعية في جميع برامجها, ومخرجاتها التعليمية, والبحثية, والخدمية, فقد سعت إلى الحصول على الاعتماد الأكاديمي من الجهات المانحة المحلية, والدولية, وتبوء المكانة العلمية المرموقة اللائقة بها, والمساهمة بفاعلية في التحول إلى مجتمع المعرفة على المستوى الوطني.

إضافة إلى أن العمل على خدمة المجتمع, وتطويره, لا يكون إلا من خلال نشر ثقافة التدريب, والسعي إلى إيجاد تفاعل مع قطاعات المجتمع, وتقديم برامج تدريبية تتلاءم مع احتياجات المجتمع بمختلف فئاته, - إضافة - إلى تنمية العلاقة بين المجتمع, ومرافق الجامعة التعليمية, والتدريبية, وتوثيقها عن طريق القيام بالبحوث, والدراسات, والاستشارات, وخدمات التعليم, والتدريب المستمر.

إن المردود المتوقع لوجود هذه القاعدة البحثية على تحسين تخطيطنا التنموي، وتجديده مستقبلاً، هو: وضع الجامعة على خارطة العلم، ونقلها إلى مستقبل حافل بالمنجزات العلمية الشاملة، من خلال ما ستوفره من وسائل؛ لتحقيق رؤيتها العلمية, وذلك عن طريق تسخير أبحاثها, ودراساتها.

إنَّ هذا لم يكن ليتحقق لولا فضل الله - تعالى -, وتوفيقه, وتسديده؛ ثم دعم ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة, وعنايتهم, ورعايتهم, وتوجيهاتهم, ومساندتهم, والذين لا يألون جهدا في دعم كل عمل وطني مخلص, وبناء, وفي توفير كل الوسائل, والأساليب التي تجعل أبناء هذا البلد المعطاء, ومؤسساته؛ ليرتقوا إلى أعلى الدرجات في التطور, والتقدم.

فما تحقق في جامعة الإمام من منجزات في تطوير العملية التعليمية, وافتتاح الكليات, وتنوع التخصصات، وبناء, وتعزيز منظومة البحث العلمي، وتطوير خدمة المجتمع، وتعزيز الأمن الفكري، وتطوير البنية التحتية, وإنجاز المشروعات, إضافة إلى انتخاب مدير الجامعة - الدكتور - سليمان بن عبد الله أبا الخيل - رئيساً تنفيذياً لاتحاد جامعات العالم الإسلامي -. دليل عملي, وبرهان واضح, بأن الإدارة الحديثة هي المسؤولة عن نجاح منظومتها؛ لأنها قادرة على استغلال الموارد - المالية والبشرية-، وبالتالي، فإن نجاح المشروعات, وتحقيقها لأهدافها الموضحة في خطة عملها, يتوقف على كفاءة إدارتها من زوايا التخطيط, والتنظيم, والتوجيه, والرقابة, كونها أدوات فاعلة؛ لإحداث التطور, والتغيير.

- أستاذ متعاون في قسم التاريخ في الجامعة