Saturday 18/01/2014 Issue 15087 السبت 17 ربيع الأول 1435 العدد
18-01-2014

إذا لمْ تَستحِ ..!!

قالت العرب: (شر الناس من لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً)، وهل يمكن أن تقرأ أو تسمع ما يبلغ بك قمة نشوة الطرب والمتعة من جمال البلاغة وسمو المعنى وعذوبة الحرف سوى في لغة الضاد، ومما قالت العرب في هذا المعنى: غاية الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه، ويقول شوقي: (والنفس من خيرها في خير عافية + والنفس من شرها في موقع وخم)، ومن أقوال غير العرب ما قاله سقراط: التربية الخُلقيّة أهم للإنسان من خبزه وثوبه، وقال آخر: الأخلاق نبتة جذورها في السماء، أما أزهارها فتعطر الأرض.

وعنوان المقال كان مدار حديث سابق في المضمون عن فئة من المقيمين (هداهم الله) لم تثمر معهم مكارم الأخلاق التي تنتهجها حكومة خادم الحرمين الشريفين حين يتم تصنيفهم بأنهم فوق قائمة الضيوف بل بمرتبة صاحب الدار بما يقدم لهم من تسهيلات وترحيب منقطع النظير ومعاملة راقية لم يكونوا ليتخيلوها وباتت حقيقة، غير إن من هذه الفئة من لم يقدّر هذا التعامل الخاص الذي أحيطوا به نظراً لظروف تمر بها أوطانهم من احتلال أو أوضاع داخلية جعلت حكومة المملكة تمدد إقامات من انتهت إقاماتهم حماية لهم باسم العروبة والدم والإسلام، وهي أخلاق فاضلة وشيم ومكارم نشأت عليها مملكة الإنسانية، وكان المنتظر إن تقابل هذه السجايا بما يليق بها من خلق وعرفان بالجميل، ومراعاة لأنظمة البلد الذي رحب بهم أولا واحتواهم حينما وجدوا أنفسهم في مأزق و حيرة من أمرهم حتى امتدت إليهم اليد الحانية مرحبة بهم كإخوة ومواطنين أعزاء، ألا تستحق هذه اليد الوفاء والتقدير؟ عند العقلاء يكون الجواب بنعم، غير إن غيرهم قالوا وفعلوا ما خيّب المأمول منهم، إليكم قصصاً قصيرة تبرهن على كلامي، وتؤكد إن الحزم مع من يستهين ويحتقر الأنظمة مطلب ملح في منظومة الإجراءات الأمنية، وان ذلكم ليس بدعة فكل الدول المتحضرة لا تقر العبث بأنظمتها وأمنها، وتردع كل مخالف، فأول الأمثلة ما تناقلته الصحافة من إن (هيئة الحسبة) بينبع أنقذت فتاة سعودية استنجدت بهم لتخليصها من وافد فلسطيني يتصل بها، ويهددها للخروج معه من مقر عملها، وأضافت المصادر بأن فرقة من الهيئة توجهت إلى الموقع، وصادف وصولهم دخول الرجل مقر عمل الفتاة؛ حيث تم القبض عليه واعترف بأنه كان يريد إخراجها (بالقوة)، مثال آخر حيث تداولت الإخبار أن دوريات الأمن بجدة ضبطت وافداً يمنياً ارتكب عدداً من الجرائم، منها أنه كان ينتحل شخصية مواطنين سعوديين، وتهريب وترويج المواد المخدرة، إضافة إلى الاحتيال بالاستيلاء على بطاقات الصراف الآلي من مرتادي البنوك ونقاط الصرف الإلكتروني، وبالتحقيق معه اتضح تورطه في 79 عملية احتيال وأن لديه تسع سوابق أبعد على إثرها عن البلاد، لاحظ أنه يبعد ثم يعود، ألم أقل إن الحزم قد حان أوانه؟ فقد قيل في الأمثال: القفل السيئ يغوي السارق، ثم إن التعامل مع مثل هؤلاء حق مشروع ومطلب وطني، وفي النهاية فإنهم يفسرون التسامح واللطف معهم بالسذاجة وغياب النظام، والرد عليهم بما يناسبهم، هو:(من ولد بلاً لا يصبح حصاناً).

t@alialkhuzaim

مقالات أخرى للكاتب