Tuesday 21/01/2014 Issue 15090 الثلاثاء 20 ربيع الأول 1435 العدد
21-01-2014

المقاعد، ومتسنِّموها ....!!

اعتيد في مؤسسات كثيرة حين يأتي مسؤول لرأس العمل..، فإن أول ما يصنعه هو أن يبدل بطانة من سبقه، ويأتي ببطانته التي تخصه،..

أو ينتقي له من يتوسم فيه الطاعة، وتنفيذ تعليماته، والقيام بدوره حين غيابه..

ومما اعتيد عليه أيضا ،هو أن يقوم بتغيير خطط من سبقه،... فيهدم ما بنوا، ليؤسس لنفسه اسما في عمله..!!

ما يلبث أن ينمحي بدوران المقعد..!

وبين رئيس وآخر، لا تتنامى المنجزات، ولا تقوم في العيان..،

بل تُنقض.. وتتلاشى..في خفاء..!!

من أجل ذلك، لم يكن يوجد تطور..، ولا إضافات..،

بل لا تبقى الآثار،..

فمكانها يتغير تغييرا جذريا..، وتُطمس إغفالا..،

فيسيرٌ عليهم تضييع جهود الأسبقين..،!!

ليصبحوا هم من ثم طعماً للدائرة، حين يقذف بهم المقعد بعيدا عنه..،

ويغدون من ثم ماضيا منسيا..

وهكذا تدور المقاعد، وتلفظ..لا يبقى عليها أحد ما شاء..!!..

إن المسؤول الذي يبدأ أول صفحاته في القيادة بمراجعة دقيقة، وواعية لملفات سبق أن دُونت بمشاريع..، أو خطط..، أو أفكار..، ويأخذ بها نحو التكامل..، أو التنفيذ..، أو التطبيق..

هو المسؤول الباني، الذي يعمل للعمل..، وليس لنفسه..،

وهو الذي يُضفي على المقعد بريقه هو..

بريق عمل ، وجهد، وعدم نكران لجهود الأسبقين..

فهدر جهود الأسبقين لن يجدي في تنمية مستديمة،...

ولن يحقق علوا في الأبنية..، ولا ترسيخا للقواعد،... ولا تثبيتا للقيم..

وإن مسؤولاً لا يفعلُ غير طمس بصمات من سبقه،... تجده يأخذ من المقعد بريقه،

حتى إذا ما ترجَّل عنه انطفأ هو لا المقعد..

فالمقاعد لا تمنح المرء..، بل هو الذي يمنحها..،

ولا تصنعه، بل هو الذي يصنعها..

هو من يمنحها القيمة، والمعنى..

وليست هي...!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب