Thursday 23/01/2014 Issue 15092 الخميس 22 ربيع الأول 1435 العدد
23-01-2014

الوزراء والإعلام!

بعض أصحاب المعالي الوزراء لا نسمع لهم صوتاً، ولا نعرف عنهم إعلامياً إلاّ شيئاً قليلاً وهذا يظلمهم، فالابتعاد عن الإعلام يكوّن صورة سلبية عنهم في المجتمع.

ويؤكد المزاعم بعدم إنتاجية وزاراتهم، وهذا ما لا يرضي الوزير وموظفي الوزارة، والكارثة عندما يعتقد المسؤول بأنّ الإعلام شرٌّ يتوجب اجتنابه والابتعاد عنه!

يحرص خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على الشفافية والوضوح، وهناك توجيهات رسمية بالتجاوب مع الإعلام لإطلاع الرأي العام على الحقائق، فالمنجزات والإخفاقات يجب أن يعرفها الناس، لإصلاح الخلل أو تعزيز النجاحات، والمنهج الملكي يجب أن يكون منهج كل المصالح الحكومية، ولا أطالب الوزير أو المسؤول أن يكون ضيفاً دائماً على القنوات التلفزيونية وصفحات الجرائد، ولكن أطالب بالحد الأدنى من التواصل والتفاعل وإشعار المواطن بالقرب منه ومن قضاياه.

الوزراء عندما يبتعدون عن الإعلام سيخلقون خصومة لا داعي لها، مع من تقتضي مهام وظيفتهم تقصِّي الحقائق وطرح التساؤلات المهمة أحياناً، لكن عندما يتجاوب الوزير مع الصحافة ويواجهها بثقة، وينقل لها أفكاره وآراءه، سيخفف الكثير وسيشرك المواطن والإعلام في خطة عمله، وسيبتعد عن دائرة الاتهام التي قد يدخلها فقط بسبب تجاهله للصحافة.

أعرف بعض الوزراء المبتعدين عن الإعلام ويحققون نجاحات مبهرة لكنهم لم يصلوا للمواطن، خصوصاً أولئك الذين يقودون وزارات بعيدة عن التعامل المباشر مع المواطن، وهنا لا أطالب بالاستعراض الإعلامي، ولكن قليل من التوازن لإنصاف الوزير ومجموعة العمل التابعة له والتي تبذل مجهودات كبيرة لن يتحدث عنها إلاّ الوزير المعني، مع تفهُّمي الكامل لحرص بعضهم على عدم بيع الأحلام والآمال، وعلى الواقعية والصمت حتى يتحقق الإنجاز، لكنهم للأسف يضيعون الكثير من دون اهتمام بإشراك المجتمع في المجهودات المبذولة، فالخوف من الكلام سيفاقم مشكلة التواصل التي تعاني منها المؤسسات والمصالح الحكومية مع المجتمع، والتي تجعل المنجزات مهما كبرت، قليلة وغير كافية في نظر المحبطين الذين يزيد إحباطهم شعورهم بتجاهل الوزير للمواطنين أو تكبُّره عليهم.

تعجبني النصيحة أو المثل الذي يردِّده المسؤولون الحكوميون المخضرمون «الإعلام مثل النار تدفيك لكن إذا قربت تحترق»، لكن في الحقيقة لا تعجبني دائماً، لأنّ الإعلام لا يحرق إلاّ الذي لم ينجز أساساً أو الذي لا يعرف عن وزارته إلاّ القليل، هؤلاء سينكشفون ويحترقون بالتأكيد.

في كتاب حياة في الإدارة للوزير الراحل غازي القصيبي - رحمه الله -، تحدث عن علاقته بالإعلام، وقال إنه كان يشعر بأنه جزءٌ من الأُسرة الإعلامية، وهذا الشعور جعله يكوّن علاقات قوية مع الصحافيين، وفتح لهم الأبواب ليتابعوا كل صغيرة وكبيرة في الوزارات التي تولى مسؤوليتها، ويعترف بأنه كان حاضراً بقوة في الصحافة، ربما تعامل القصيبي الذكي مع الإعلام صنع من حكايته الإدارية أساطير خالدة، وهذا باعترافه هو، وبذات الوقت لام في كتابه وزراء زاملوه في حقبته الوزارية الأولى قدموا أعمالاً رائدة ومميّزة، إلاّ أنهم وضعوا حواجز حديدية بينهم وبين الإعلام، وظلموا كثيراً اجتماعياً.

لا نريد من الوزير أن يبيع علينا الكلام، ولا نريده ضيفاً دائماً، ولن نطلب منه كشف الأسرار الحكومية، ولكن نريد القليل القليل القليل من التجاوب والتواصل، وسيجد من المنتمين للصحافة في بلادنا من يحترمون المهنية ومن ينقلون الحقيقة، ويتيحون له المجال للكلام والتعبير عن وجهة نظره دون تحريف أو تشويه، والمهم في العلاقة بينه وبين الصحافة أن تبنى على المصداقية والوضوح والشفافية والمصلحة الوطنية.

يحرص خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على الشفافية والوضوح، وهناك توجيهات رسمية بالتجاوب مع الإعلام لإطلاع الرأي العام على الحقائق، فالمنجزات والإخفاقات يجب أن يعرفها الناس، لإصلاح الخلل أو تعزيز النجاحات، والمنهج الملكي يجب أن يكون منهج كل المصالح الحكومية، ولا أطالب الوزير أو المسؤول أن يكون ضيفاً دائماً على القنوات التلفزيونية وصفحات الجرائد، ولكن أطالب بالحد الأدنى من التواصل والتفاعل وإشعار المواطن بالقرب منه ومن قضاياه.

الوزراء عندما يبتعدون عن الإعلام سيخلقون خصومة لا داعي لها، مع من تقتضي مهام وظيفتهم تقصِّي الحقائق وطرح التساؤلات المهمة أحياناً، لكن عندما يتجاوب الوزير مع الصحافة ويواجهها بثقة، وينقل لها أفكاره وآراءه، سيخفف الكثير وسيشرك المواطن والإعلام في خطة عمله، وسيبتعد عن دائرة الاتهام التي قد يدخلها فقط بسبب تجاهله للصحافة.

أعرف بعض الوزراء المبتعدين عن الإعلام ويحققون نجاحات مبهرة لكنهم لم يصلوا للمواطن، خصوصاً أولئك الذين يقودون وزارات بعيدة عن التعامل المباشر مع المواطن، وهنا لا أطالب بالاستعراض الإعلامي، ولكن قليل من التوازن لإنصاف الوزير ومجموعة العمل التابعة له والتي تبذل مجهودات كبيرة لن يتحدث عنها إلاّ الوزير المعني، مع تفهُّمي الكامل لحرص بعضهم على عدم بيع الأحلام والآمال، وعلى الواقعية والصمت حتى يتحقق الإنجاز، لكنهم للأسف يضيعون الكثير من دون اهتمام بإشراك المجتمع في المجهودات المبذولة، فالخوف من الكلام سيفاقم مشكلة التواصل التي تعاني منها المؤسسات والمصالح الحكومية مع المجتمع، والتي تجعل المنجزات مهما كبرت، قليلة وغير كافية في نظر المحبطين الذين يزيد إحباطهم شعورهم بتجاهل الوزير للمواطنين أو تكبُّره عليهم.

تعجبني النصيحة أو المثل الذي يردِّده المسؤولون الحكوميون المخضرمون «الإعلام مثل النار تدفيك لكن إذا قربت تحترق»، لكن في الحقيقة لا تعجبني دائماً، لأنّ الإعلام لا يحرق إلاّ الذي لم ينجز أساساً أو الذي لا يعرف عن وزارته إلاّ القليل، هؤلاء سينكشفون ويحترقون بالتأكيد.

في كتاب حياة في الإدارة للوزير الراحل غازي القصيبي - رحمه الله -، تحدث عن علاقته بالإعلام، وقال إنه كان يشعر بأنه جزءٌ من الأُسرة الإعلامية، وهذا الشعور جعله يكوّن علاقات قوية مع الصحافيين، وفتح لهم الأبواب ليتابعوا كل صغيرة وكبيرة في الوزارات التي تولى مسؤوليتها، ويعترف بأنه كان حاضراً بقوة في الصحافة، ربما تعامل القصيبي الذكي مع الإعلام صنع من حكايته الإدارية أساطير خالدة، وهذا باعترافه هو، وبذات الوقت لام في كتابه وزراء زاملوه في حقبته الوزارية الأولى قدموا أعمالاً رائدة ومميّزة، إلاّ أنهم وضعوا حواجز حديدية بينهم وبين الإعلام، وظلموا كثيراً اجتماعياً.

لا نريد من الوزير أن يبيع علينا الكلام، ولا نريده ضيفاً دائماً، ولن نطلب منه كشف الأسرار الحكومية، ولكن نريد القليل القليل القليل من التجاوب والتواصل، وسيجد من المنتمين للصحافة في بلادنا من يحترمون المهنية ومن ينقلون الحقيقة، ويتيحون له المجال للكلام والتعبير عن وجهة نظره دون تحريف أو تشويه، والمهم في العلاقة بينه وبين الصحافة أن تبنى على المصداقية والوضوح والشفافية والمصلحة الوطنية.

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب