Thursday 23/01/2014 Issue 15092 الخميس 22 ربيع الأول 1435 العدد

الحمادي: جزء من الطريق كان وعراً .. و46 ضابطاً وفرداً شاركوا في العملية

«الدفاع المدني»: موقع غرق «الفتيات» يبعد 62 كيلومتراً ويفتقر للاتصالات ووصلنا إليه في 34 دقيقة

الجزيرة - سعود الشيباني:

كشف المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بالرياض الرائد محمد الحمادي تفاصيل جديدة عن حادثة الغريقات الـ(6) اللاتي لقين مصرعهن يوم السبت الماضي في مستنقع للمياه بعرفة رماح، مؤكداً أن البلاغ وصل إلى الدفاع المدني الساعة 13:24:18

واستغرقت عملية الوصول للحادث 34:42 دقيقة بسبب بعد الحادث، مؤكداً أن أقرب فرق باشرت البلاغ من محافظة رماح والتي تبعد عن موقع الحادث (62) كيلومتراً من بينها (6) كيلومترات منطقة وعرة و(10) أسفلت مكسر بسبب كثرة سير الشاحنات الخاصة بشركات الكسارات.

وبين النقيب الحمادي أن عدد القوى البشرية المشاركة 46 ضابطاً وفرداً، فيما شاركت سيارتا إنقاذ (مطورتان) وسيارتا إسعاف وثلاث وحدة إنارة وشيول وبوكلين وثلاث قوارب، وعربتا غوص مجهزتان ومضختا شفط المياه ووحدة توثيق، وست غواصين، وكذلك شاركت جهات مساندة من

أمانة منطقة الرياض بعدد(4) مضخات شفط مياه (12) بوصة، و عدد (25) مشغل وفني مضخات وعدد(1) بوكلين وعدد(4) وانيت وعدد(2) دينا وكذلك هيئة الهلال الأحمر وعدد (3) فرقة إسعاف وإسعاف جوي، ومؤسسات أهلية بشيول وبوكلين.

وأشار إلى أنه حال وصول الفرق للموقع وتحديد منطقة سقوط الفتيات في المستنقع تم تقسيم الموقع إلى مربعات بحث وتمشيط لضمان شمول كافة أرجاء الموقع لعمليات البحث وسرعة انتشال الجثث. والبدء بالمربعات التي يحتمل وجود الحالات بناءً على تحديد نقطة السقوط. وتنظيم عملية البحث بين فرق الغوص لضمان دقة البحث وتلافي إجهاد الغواصين. وتخفيض منسوب المياه داخل المستنقع من خلال عمل قنوات تصريف للمياه واستخدام مضخات شفط المياه. واستمرار علميات البحث حتى العثور على جثث الغرقى. وتم الاستفادة من بعض المعدات الثقيلة من المؤسسات الأهلية الموجودة في الموقع لتخفيض منسوب المياه في بداية الحادث حتى وصول آليات الدعم.

وبين النقيب الحمادي أن ظروف وتحديات الحادث تمثلت في بعد موقع الحادث عن أقرب مركز للدفاع المدني، إضافة على وعورة الطريق، إذ تبلغ المسافة من مركز رماح إلى موقع الحادث 62 كلم، منها 6 كلم طريق صحراوي وعر جداً، و10 كلم طريق شاحنات معبدة بطريقة بدائية وبها مصدات اصطناعية لتهدئة الشاحنات. وعدم توفر شبكة اتصال في موقع الحادث الأمر الذي تطلب من المبلغ الانتقال إلى أقرب موقع تتوفر فيه أبراج اتصال مما تسبب في تأحر وصول البلاغ لمركز عمليات الدفاع المدني. والظروف المناخية الصعبة التي صاحبت الحادث من انخفاظ كبير في درجات الحرارة وتأثيرها السلبي على أداء فرق الغوص، وتجمهر عدد كبير من المواطنين في موقع الحادث وبعض منهم يقدم أعمالاً تطوعية عشوائية في أعمال الدفاع المدني.

وأشاد الحمادي بالجهود الأمنية ومثمناً تعازي أمير الرياض ونائبه.

وفي السياق نفى المواطن أسعد العنزي والد فتاتين من غريقات مستنقع مياه العرمة ما تردد في بعض وسائل الإعلام من مقاضاة الدفاع المدني بسبب تأخيره في انتشال جثث الغريقات الـ(6).

وقال المواطن العنزي في تصريح لـ»الجزيرة»: إننا مؤمنون بقضاء الله وقدرة، ونعلم علم اليقين أن الغريقات لن يعودن للحياة، والدفاع المدني حال وصوله البلاغ حضر فوراً ولم يقصر في الشروع في النزول للبحث عن الغريقات، مضيفاً بقوله إن أحد الضباط برتبة نقيب نزل وسط المستنقع بعد أن ربطه زملاؤه بحبل للبحث عن الغريقات، مؤكداً أنه لو كان موجوداً لرفض أن ينزل خوفاً من أن يموت، لأن نزوله لن يعودهن للحياة، حيث يمكن انتشالهن بعد سحب المياه.

وأضاف: ما ذكر في بعض وسائل الإعلام من رفع دعوى غير صحيح نهائياً، مثمناً جهود رجال الدفاع المدني والأمانة التي حضرت للموقع. وقال العنزي: ما زعجنا وأزعج فرق البحث هو التجمهر الذي كان في الموقع من كل حدب وصوب، لا نعرف كيف وصلوا وساهموا -للأسف الشديد- في مزاحمة رجال الأمن دون فائدة، مشيراً الى أن الدفاع المدني طالبهم بالابتعاد وخصوصاً بعد أن حجبوا الكشافات التي وضعها الدفاع المدني كون البحث ليلاً.

مطالباً المتجمهرين أن يتقوا الله في أنفسهم ويعلموا أن انتظارهم ساعات بالقرب من مواقع الحوادث يسهم في إعاقة تحركات فرق الإنقاذ ومضيعة للوقت لهم دون فائدة.

وثمّن العنزي ما قام به صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله نائب أمير منطقة الرياض ووكيل الحرس الوطني عبدالعزيز التويجري ومدير عام الدفاع المدني اللواء سليمان العمرو ومحافظ رماح فهد المسعود، وجميع من وأسهم في الغريقات، متمنياً أن يكون ذلك في ميزان حسناتهم.

من جهة حمل المستشار والأمين العام لجمعية حقوق الإنسان خالد الفاخري مسؤولية غرق الفتيات الـ(6) للمنشأة التي أسهمت في إيجاد حفريات في حالة عدم وجود سياج لمنطقة العمل، وكذلك عدم وجود لوحات إرشادية تؤكد مدى خطورة الموقع، وفي حالة هناك وجود سياج وكذلك وجود لوحات إرشادية فالمسؤولية تقع على الشخص الذي دخل للموقع وعرض نفسه وغيره للمخاطر. وطالب الفاخري عدم رمي التهم على الدفاع المدني لا سيما وأنه قبل الحادثة تم نشر إعلان تحذيري للمتنزهين عبر وسائل الإعلام ومخاطر الأودية خلال هطول الأمطار.

الجدير بالذكر أن 6 فتيات قد لقين مصرعهن غرقاًَ بمستنقع بالعرمة يوم السبت الماضي.

موضوعات أخرى