Thursday 23/01/2014 Issue 15092 الخميس 22 ربيع الأول 1435 العدد
23-01-2014

على مقهى هموم..! 3/3

قال الشاب: الحياة عند من هم من جيلي مثبطة للعزائم فلا هناك عمل ولا حتى مسكن, رغم مؤهلاتنا العلمية التخصصية وبلدنا بحاجة للقريب قبل الغريب, فلماذا لا تتم تهيئة مستقبلنا وعائده النفعي للوطن والمجتمع!؟

قال الكهل وهو يبتسم بمرارة: لا تكن متشائما، ففي بلادنا من نعتز بعلمه وعلومه من الجنسين وهم مقبلون الآن بجهود رائعة وفق علمهم وعلومهم المثمرة في كافة مناشط الحياة، العلمية والاقتصادية والسياسية والثقافية, أما سمعت في تعدد جامعاتنا ومراكزنا العلمية البحثية المتقدمة المعلن وغير المعلن عنها؟

قال الشاب: لا أوافقك الرأي فيما يخص جامعاتنا فإن البعض منها دون المستوى المطلوب ما يستدعي تقييمها واعادة هيكلة إدارتها ومناهجها البالية التي لم تعد تقدم لطلبتها الناشدين عن العلم بحق وحقيقة ما يتطلع إليه طلاب الجامعة من مكانة علمية تساهم في رقي الوطن والمجتمع. أما ما قلته عن مراكز أبحاث علمية فسرني كمواطن ما سمعته أخيرا عن ذلك العمل العلمي النشط الذي تقوم به {مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية} وهو الشيء غير المعلن والذي لم نعرف عنه من إعلامنا المرئي والمقروء الذي لم يأت على ذكر شيء عما تقوم به من أبحاث علمية مشرفة ومصدر فرح وفخر ودليل على رقينا وتقدمنا تكنولوجياً.

قال الكهل: تعجبني أن أراك بدأت في التحول من التشاؤم للتفاؤل, إنني أذكرك أيضا بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية برابغ, وهي معلم من معالم العلم الذي نطمح اليه في رقي بلادنا ومجتمعنا, وهي الجامعة العالمية التي بها من الكفاءات العلمية النادرة التي ستنهض ببحوثنا وعلومنا، من خلال ما تقوم به جامعة الملك عبدالله, وفق مناهج علمية رصينة ومبشرة بثروة موارد بشرية مصقولة بالعلم والعمل.

قال الشاب: الأيام تعقبها الشهور، ماضية ونحن نتطلع للعمل الملموس على أرض الواقع للقضاء على هذه البطالة, ونحن الشباب بحاجة لرعاية كاملة ومشجعة.. أما انتم يا شيوخ الأمس فقد قدمتم الكثير من مجهودكم العملي, وآن لكم أن تستريحوا.

قال الكهل: حتى أن المتقاعدين منا من ذوي الخبرات العلمية قادرون على مواصلة العطاء لكن السن القانونية ببلوغ الستين لا تجيز لنا العمل، بينما بالغرب يسمح لهم لما بعد الستين.

قال الشاب: هناك من بلغ الستين ويمدد له بمواصلة العمل.

قال الكهل: هذه حالات خاصة يا ولدي.

قال الشاب: قصدك الواسطة؟

قال الكهل: أحياناً تقتضي المصلحة العامة للتمديد.

قال الشاب: ولكن هذا الموضوع يؤخر الترقيات لمن ينتظر من يحال للتقاعد.

قال الكهل مترنما: الليل هود وكهف النجم لغياب.. وقضى الحديث ودعونا المسايير.

ومما يبدو أن الشاب لم يفهمها.. ولكنه نظر للكهل وهو يقف ويودعه على أمل اللقاء به فعرف بعضاً مما لم يعرفه!.

bushait.m.h.l@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب