Saturday 25/01/2014 Issue 15094 السبت 24 ربيع الأول 1435 العدد

تبي تحيّره.. خيّره

علي الغفيلي

مثلٌ شعبي لطالما تردّد على مسامعنا نقف حائرين أحياناً عندما تتبدّد بنا الطرق ونقف أشدّ حيرةً عندما نحار بين أمريْن فيهما من الخير.. ما اللّه به عليم

قيل في عهد ٍغير بعيد: أحلاهما مرّ وقيل في الأثر: ما خيِّر رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بين أمرين إلا اختار أيسرهما.. ما لم يكن إثماً. الشاهد في الموضوع هو: عندما يُسيّرك ربّ العالمين تجاه أحد الأمور صغر أو كبر.. تظل راجياً خيرة َمن اختار وتنشد رفقته التوفيق.

أحترم كل قرار.. وأثق ثقة ًعمياء...أن ما فات قد مات.. والمُؤمل غيبُ.. ولك الساعة التي أنت فيها.

قد نجد من يُرحب بقراراتنا وإن كانت دون المستوى ونجد من يناقشنا.. بلهفة.. بترقب.. بحذر نجد من يتوخى خيفة ً أو توجساً من يفرح.. من يكره من يحزن.. من يبغض كل فعل.. تقابله ردة فعل وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

بودي أن ترقى أرواحنا برقيْ مالك الأرواح بأن نتعالى على سفاسف الأمور عن كل ما يخدش نقاءنا نحترم ذواتنا.. فنحترم الغير.. ليحترمنا الآخر ‏نتحدث بعقل.. نقرّر بعقل نأخذ.. ونعطي.. أكبر مما أخذنا عندما نطلب.. نطلب أدب نصرّ.. برقيْ ونشكر بذوق وبكل اعتزاز.

نخطئ.. ليس بعيب جلّ من لا يُخطئ.. ولكن.. نعتذر بصدق نحفظ الأمانة.. عندما نؤتمن وعندما لا نقبل.. نرفض بأدب نترفّع عن الدناءات والتفاهات.. والقيل والقال نحب بصمت.. نغضب بصمت.. وإن أردنا الرحيل لا نودّع.. فقط.. نرحل بصمت.