Monday 27/01/2014 Issue 15096 الأثنين 26 ربيع الأول 1435 العدد

«بطل العالم» في الراليات ياسر بن سعيدان في أول حوار له:

أجبرت الإعلام على الاهتمام بي بتحقيقي بطولة العالم .. ولا يمكن للموهبة أن تبرز دون المال

حوار - زيد السبيعي / تصوير - سعيد الغامدي:

أكد البطل «العالمي» للراليات ياسر بن حمد بن سعيدان سعادته بتحقيق بطولة العالم لراليات فئة t3 والفريدة من نوعها، مبيناً بأن تكريمه من قبل القيادة الرشيدة بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى أعظم تكريم في حياته، مشيراً إلى أن تركيزه على رياضة الراليات وتخليه عن معشوقته الدراجات النارية يعود إلى عدم مزاولتها في المملكة.

وأشار بأن اتحاد السيارات في المملكة لا يمكن أن يصنع نجماً كون ميزانيته ضئيلة جداً وصناعة النجم تحتاج للملايين، مؤكداً في الوقت نفسه بأنه يراهن على المواهب التي تبناها في فريقه «عالم السباق» خلال الأعوام القادمة بتحقيق إنجازات عالمية غير مسبوقة، والعديد من الأمور المهمة في الحوار التالي:

- في البداية حدثنا عن مشاركتك الأخيرة في رالي «دكار»؟

أعتقد أنها كانت مفيدة بشكل كبير، خصوصاً أنها مشاركتي الأولى في هذه التظاهرة العالمية التي تعتبر أكبر تجمع لنخبة سائقي الراليات بالعالم، ورغم تعرضي لعطل في اليوم الرابع من انطلاقة الرالي، إلا أنني استفدت الشيء الكثير من المعلومات والخبرة ، وسيكون بمثابة الدافع الكبير لي في العام المقبل.

-ماذا عن رالي جدة هل سيكون ضمن أجندتك؟

بكل تأكيد رالي جدة يقام للمرة الأولى وجميع المتسابقين السعوديين سيحرصون على المشاركة دعماً لراليات الوطن، وسنشارك بقوة، ونتمنى أن نشاهد نخبة سائقي العالم بالراليات السعودية لكي يحقق النجاح المطلوب وهذا ليس بصعب بل يحتاج إلى التسويق والتعريف بها .

-حدثنا عن بداياتك في رياضة الراليات والدراجات النارية؟

بدايتي كانت عام 2002م تقريباً من خلال مزاولة اللعبة كهاو ولكنني من عشاقها منذ الطفولة، وكنت أمارسها مع أشقائي خلال إجازة نهاية الأسبوع في مزرعة والدي، وفي عام 2001م تعرفت فيه على الكابتن أحمد، ثم بعد ذلك اقترح علي الشقاوي أن نشارك في بطولات خارجية وبالفعل شاركنا في بطولات خليجية في الإمارات وقطر وحققنا المركز الثالث في قطر سيلين وكان أول انجاز أحققه، ثم بعدها استمرينا في العمل مع الفريق وتوالت الإنجازات حتى العالمية ولله الحمد.

- كم عام استغرق تحقيق البطولة العالمية الأولى، وهل تحقيقكم للبطولة أتى بعد تخطيط؟

نعم البطولة العالمية للراليات لم تحقق إلا بالتخطيط الذي رسمناه منذ أربع سنوات لدخول الراليات الصحراوية من خلال فئة T3 وهي فئة البقيات وكان اختيارنا لهذه نظرا لقربها من الدراجات النارية وتعاقدنا مع أقوى فريق في العالم بهذه الفئة ، ففي بداية العام حققنا البطولات خطفنا رالي حائل بعدها بدأ مشوار بطولة العالم من رالي أبوظبي ثم رالي قطر فحققت الأول بهما ، حتى أصبح رصيد نقاطي 100نقطة.

- ما هو سر تخليك عن رياضة الدراجات النارية « المعشوقة الأولى» والتحول لرياضة الراليات»؟

ليس سراً أنما تخليت عنها مجبراً بسبب افتقارنا للأماكن الخاصة لهذه الرياضة ومزاولتها في السعودية، وتلقينا وعودا كثيرة بأن ترى النور هذه الرياضة وإلى يومنا هذا لم نشاهد شيئاً على الأمر الواقع ما عدا سباقات الساند دراق، وللأسف عندما فتحت فئة الدراجات النارية برالي حائل كنت قد توجهت للسيارات .

- وهل تعتقد أن اتحاد السيارات والدراجات النارية في السعودية قادر على صناعة نجم؟

رياضة السيارات تفرق عن باقي الرياضات، الاتحادات الخاصة بهذه اللعبة في كل العالم لا تدعم المتسابقين مادياً، كل متسابق يدعم نفسه، وعمل الاتحاد يقتصر على الأعمال الإدارية والتنظيمية فقط، وكما يعلم الجميع بأن رياضة السيارات تعتمد 70 في المائة على نوعية السيارة المستخدمة أي الموارد المالية، ولا نغفل أيضاً دور الموهبة، ولا يمكن أن يصنع الاتحاد نجما لأن ميزانيته محدودة وصناعة نجم تحتاج لميزانية ضخمة .

- صناعة نجم في الراليات أو الدراجات النارية كم يحتاج مادياً؟

التكاليف لا يمكن تقييمها، لكن إذا كان لديك متسابق جاهز وإمكانياته جيدة جداً فهذا الشخص يحتاج لسيارة جيدة وفريق جيد، فما بالك بالمتسابق الذي يحتاج لتدريب وتطوير لإمكاناته و دورات التدريب مكلفة جداً ، حتى لو توافرت هذه المبالغ لدى الاتحاد، فما هي الآلية التي يقوم الاتحاد بها دعم المتسابقين.

-ما هو رأيك في آلية الدعم للرياضة ؟

أرى أن الاتحاد لا يجب أن يتدخل في مواضيع دعم المتسابقين منعا للإحراج ولأنه ليس من اختصاصهم ومن الأفضل إنشاء جهة أخرى تختص في هذا الموضوع، كون رياضة السيارات والدراجات النارية تشبه لحد كبير لرياضة الفروسية ويمكن أن يحتذى بها حيث أنشأ صندوق دعم الفروسية لدعم الرياضة وكجهة مستقلة وأثمرت نتائجه بحصول المملكة على مراكز متقدمة في البطولات الدولية.

- وهل تعتقد أن دعم القطاع الخاص للرياضة ساهم في تطور اللعبة ؟

بكل تأكيد الرياضة قائمة على دعم القطاع الخاص كون الدعم الحكومي ينطوي على الدعم اللوجستي في الفترة السابقة علما بأن القطاع الخاص هو الذي يدعم المتسابقين ويدعم السباقات وبدون دعمهم لن تتطور الرياضة وقد تتعرض للتراجع بعد ما حققت من إنجازات في هذه الفترة بدعمهم ويعتبر متواضعا ولم يمنع ذلك بروز الرياضة ولهم دور كبير في تطور اللعبة في المملكة وهي قائمة عليهم، ولكن أيضاً يجب أن يتدرب المتسابق جيداً لكي يبرز وينجح، فلا تتوقع أن يأتي أحد يجيد القيادة في الشوارع يستطيع أن يكون نجما عالميا في رياضة السيارات إلا إذا ملك المال أو من يتبناه وهذا قليل جداً على مستوى العالم لأن الدعم لن يأتي للمتسابق إلا بعد تحقيق إنجازات عالمية.

- لم يكن هناك إنجازات حققتها في الـ12 عام الماضية تضاهي ما حققته خلال الفترة الأخيرة، لكي تلقى الاهتمام من الإعلام؟

صحيح لم أحقق الإنجازات التي تضاهي بطولة العالم، لكنني حققت العديد من الإنجازات طوال الأعوام الماضية، وكان آخرها بطل المملكة عام 2010 حققت لقب بطل المملكة للساند دراق الفئة المفتوحة للدراجات وأنا أول سعودي يحقق إنجاز بالساند دراق بالدراجات النارية كان عام 2004 بقطر حصلت على المركز الثالث، ولكن الإنجاز الحقيقي الذي افتخر فيه هو حصولي على وسام الملك عبدالعزيز، ومع الأسف أنا لست السعودي الوحيد الذي حقق مركزا متقدما في بطولة العالم، الكابتن إبراهيم المهنا في عام 2010 حقق المركز الثاني في بطولة العالم فئة T2، ولم يأخذ حقه إعلامياً .

-هل كنت محظوظا بحصولك على وسام الملك عبدالعزيز؟

أكيد محظوظ جداً، هناك خمسة رياضيين في تاريخ المملكة حصلوا على هذا الوسام، وأنا واحد منهم ولله الحمد.

-أعلنت عن مكافأة 50 ألف ريال لبطل رالي حائل، في حال حصلت عليه هل سيكون محرجاً لك؟

أولاً أنا دعمي لفئة T3 والتي لن أشارك ، وهذا سيجعل التنافس أكبر، وهدفي هو تشجيع المحبين لهذه الرياضة لدخول معتركها، لأن لها مكانة عزيزة في نفسي لأنه من خلالها حصلت على أول لقب عالمي وعلى وسام المؤسس . وتحديدا قدمت الجائزة برالي حائل كونه هو انطلاقتي للعالمية

-هل هناك مواهب يتبناها فريقكم، ومتى سنراهم؟

لدينا خمس مواهب نجهزهم من حوالي 5 أعوام، هم صغار في السن ولن يشاركون قبل أن يكملوا السن القانونية 18 عاماً، ونأمل أن نرى منهم الكثير بإذن الله في المستقبل القريب.

- وأين تؤهلهم وكم تكلفت تدريبهم؟

التأهيل خارج المملكة من خلال إدخالهم دورات في بعض دول العالم وتكلفتهم خلال الدورة الواحدة فقط يصل إلى قرابة 200 ألف ريال المصاريف كثيرة لكننا سنقطف ثمرة جهدنا بتواصل الإنجازات لرياضة الراليات خلال الأعوام المقبلة من خلال هذه المواهب وأراهن عليهم.

-كلمة أخيرة لقراء الجزيرة؟

أشكر صحيفة «الجزيرة» على هذا اللقاء الموسع الذي أتمنى أن أكون وفقت في الحديث عن لعبة السيارات وبإذن الله أعدهم بمواصلة الإنجازات وأحتاج فقط دعواتهم.

موضوعات أخرى