Wednesday 29/01/2014 Issue 15098 الاربعاء 28 ربيع الأول 1435 العدد
29-01-2014

عزل الطائفيين في المجتمع الرياضي

تشدِّد اللوائح الرياضية الدولية والإقليمية على حصر التنافس الرياضي في الألعاب كافة على المنافسة الشريفة، والتمسك بالأخلاق الرياضية، والبُعد كل البُعد عن الخلافات السياسية والطائفية والمذهبية، حتى أن هذه اللوائح تفرض عقوبات على استعمال وتداول الشعارات والهتافات غير الرياضية ووضعها على ملابس الرياضيين. وقد عوقب أكثر من لاعب؛ لأنه وضع كلمةً أو عبارةً على قميصه الداخلي، يكشف عنها عندما يسجل هدفاً، أو يقوم بحركة رياضية تلاقي اهتمام متابعة من الجمهور والمشاهدين القابعين خلف عدسات التلفزيون.

الهدف من وضع هذه القوانين واللوائح هو منع تفشي التعصب السياسي والطائفي وإشاعة الفُرقة في الملاعب الرياضية التي يتغنى مرتادوها بالتمسك بالأخلاق الرياضية.

كل هذا يعرفه الرياضيون جميعاً، وبخاصة اللاعبون والمدربون والحكام والإعلاميون المهتمون بالشأن الرياضي.

أما أن تنحرف كل هذه المنظومة، وتنحدر إلى مستنقع طائفي مقيت، كالذي فعله العراقيون من خلال وسيلتين إعلاميتين محسوبتين عليهم، فيجب أن يبادر العراقيون أولاً بالتبرؤ من هذا العمل القذر، خاصة العقيد حكيم شاكر مدرب منتخب العراق تحت واحد وعشرين سنة، الذي نقلت عنه صحيفة النهار البغدادية ومحطة الأنوار التلفزيونية الكويتية أن هنأ رئيس الحكومة العراقية بالفوز على منتخب (داعش)!!

أما محطة الأنوار التي تُبثّ من دولة الكويت بتمويل إيراني فقد ذكرت المعلومة نفسها على شريطها الإخباري..!!!

طبعاً لم يظهر العقيد حكيم شاكر مدرب المنتخب العراقي، المعار من وزارة الداخلية العراقية، على المحطة، وذكر ما نُسب عليه، إلا أن الأخلاق الرياضية تحتم عليه تبرئة موقفه؛ حتى لا يتعرض للمساءلة والعقاب من الاتحاد الآسيوي؛ وعليه أن يعلن صحة ما قاله، فإن كان ما ذكرته الصحيفة والمحطة التلفزيونية صحيحاً يعلن ذلك، أما إذا كان ذلك مختلفاً فعليه أن يكذِّب تلك الأقوال التي تنال من مكانته، بوصفه مدرباً له مكانته على الساحة الرياضية.

كما أن المؤسسة الرياضية العراقية إن كانت تلتزم بالأسس والأخلاق الرياضية العربية والآسيوية فعليها أن تُظهر الحقيقة، وتعاقب الصحيفة العراقية، وتنفي ما نقلته المحطة التلفزيونية الكويتية. ويدخل في دائرة المؤسسة العراقية اتحاد كرة القدم العراقي، الذي يعامَل مسؤولوه في دول الخليج العربية، وبخاصة في المملكة، باحترام وبتقدير يتناسبان مع مراكزهم الرياضية.

وفي حالة عدم مسارعة الرياضيين العراقيين بتقديم اعتذار عن هذه التفاهات والإساءات المقصودة فيجدر بنا أن نتحرك لدفع هذه الأفعال إلى الدوائر الرياضية الآسيوية والدولية لمعاقبة المتورطين بهذه الواقعة المسيئة.

وحتى يُنظر بمثل هذه التجاوزات علينا أن نوقف التعامل مع هؤلاء المشبوهين، الذين تقودهم حكومة طائفية، تستعمل كل الأساليب لإثارة الفتنة الطائفية وعزل العراق العربي عن محيطة الإقليمي والإسلامي.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب