Wednesday 29/01/2014 Issue 15098 الاربعاء 28 ربيع الأول 1435 العدد

ابدأ بأُذنٍ صمّاء

محمد بن عبد الله الزيدان

أحلام.. إصرار.. وصول.. أحرف سهلة جداً لمن يريد كتابتها، لكن من ذا الذي يضعها أمام عينه ويجاهد ويتعب ويدفع الغالي والنفيس ليصل لها؟ (هُنا الفرق)، كثيرون نتذكرهم ونحن أطفال يتكلمون ويتحدثون: أنا سأصبح وأنا سأكون و.. وماذا بعد؟ فقط ينظرون بأعينهم دون اجتهاد والمحصّلة (صفر) كما بدؤوا بحديثهم، لا جديد..

أحلام:

كل فكرة عظيمة بالبداية كانت حلماً، أنت من سيحملها على أكتافه لسنوات، أنت من سيكافح من أجل هذا الحلم، وسيصبح سداً منيعاً لكل شيء يتعرض له، سوف تجد من يسخر منك، سوف تجد من يضحك عليك، سوف تجد من يقلل من همتك، وسوف وسوف!! لا تهتم ولا تلقي بالاً لكل هذه الأمور، ربما يتأخر تحقيق الحلم، لكن لا مشكلة! واصل المسير، وأنا سأُحدّثك الآن قبل البدء ستفشل أولاً، وبالنهاية ستنجح رغم أنف كل مُحبّط وحاقد، هذه الفترة قد تجدها أصعب الفترات في حياتك، قد يأتي إليك شعور أن العالم أجمع كله ضدك، (لا ضير) تخيل ذلك ولو لدقائق في عقلك لا عاطفتك، نعم، سأحارب الجميع من أجل حلمي، قد تتكسر مجاديفك التي تُبحر بها ممن هم حولك، أيضاً لا تجزع أعمل كل ما في وسعك لتصل، من المؤكد أنك ستواجه قُطّاع طُرق في مسيرك للحلم لكن قاتلهم بعزمك على تحقيق الهدف لأنه (مفتاحُك للمستقبل)، واسلك أصعب الطرق لأن من يذهب عكسها لا يصل للقمة، فالجُبَناء لا يصنعون التاريخ.

إصرار:

لن تجد الطريق مُزيّناً بالزهور ومفروشاً بالسجاد الأحمر، محال!!

ستجد طريقاً مظلماً لا ترى نهايته (أنت فقط) من يُنيره بفكره، ضع لوحة بالأمام: الفشل أول خطوات النجاح، لأنك ستفشل وسيقّل عزمك، لا تخف فقط اقرأها ستجد نفسك انتعشت ولو قليلاً وكن متفائلاً، وابتسم لأن الابتسامة والحماس لا يفترقان، وعندما نرى الناجحين نعتقد أنهم كانوا هكذا على الدوام ولا نُدرك أنهم أخذوا نصيبهم كاملاً من التخبط و(الفشل) وبعد ذلك سلكوا الطريق الصحيح، فالنجاح رحلة صعبة، آمن أنت بحلمك، آمن به إلى حد الاعتقاد، وإلا سيبقى مجرد صياغة لا فائدة منه!، لا تكُن عبداً لكلام قد يوقفُك عن المواصلة..

وأخيراً تذكر: (أن من لا يفشل لا ينجح)

وصول:

الآن تصل للخطوة الأخيرة رُغم أن الطموح ليس له نهاية، لكن الوصول لهدفٍ معين!، كُلَّ من رمى سهامه المحبطة تجده يصفق ويلقي التحايا لك أنت، ويتمنى لو كان مكانك، سيجد المحارب أن الطريق كان (سهلاً) مجرد عثرات من الغير! أخرته على تحقيقه، لن أُكرر ما ذكرته سابقاً، كُلَّ هذا يُلخص في: الأحلام تحتاج لإصرار، والإصرار يولد الوصول.

أستودعكم الله.