Friday 31/01/2014 Issue 15100 الجمعة 30 ربيع الأول 1435 العدد

نص

غِيَابْ

هذا الماثل أمامكم هو من تجرأ وهاتفني، لم أكن أنوي الغياب إطلاقاً لكنه فاجأني.. بسببه عُطلتْ مصالح عِدة، واستشاط من أرادني الحضور بشِدة.

يخيل لي أنه حين يظهر تُزهِرُ الكلمات، وحين ينسلُ من بين أعيننا فالأمرُ لا يعدُوا كونه رتابة وروتين !.. حين يغيب أفقده، وحين يحضر أتجاهله! هذه هي الحقيقة.

لستُ أنانية لكن كل من حولي يتصرفون هكذا، فهم لا يأبهون بمن أمامهم إلا حين تخلو مقاعدهم أو عاداتهم الطيبة أو حتى ضحكاتهم ومشاكساتهم.. حاضرون غائبون.. غائبون حاضرون!

تعودنا منذ صغرنا على حب التملك، ونحن نمارس ذلك في كِبَرِنا أيضاً، لا نريد أن يتغير شيء ألِفناه ولو كان كرسياً ملقىً على قارعة الطريق.. للبشر يا سيد غياب استثناءات فسامحهم.. يريدونك معهم كي تشعرهم بحرارة الفقد ومرارة الخذلان.

يريدون أن يضبطوك مُتلبِساً بالرحيل قبل علمِهم كي يعاتبوك لا أكثر.. إنك تُصلِح أكثر مما تُفسِد فما بالُهم يكثِرون عليك الملام؟

- أمل عبدالله القضيبي