Monday 03/02/2014 Issue 15103 الأثنين 03 ربيع الثاني 1435 العدد
03-02-2014

حرمة ... الفيصلي .. وأشياء أخرى

لم أكن أعرف عن حرمة سدير إلا أنها مدينة النادي الفيصلي ذلك أن الاهتمامات الرياضية لأشقائي ثم زوجي أكسبتني هذه المعلومة

وللحق أيضا إنني أعرف إنها (مسقط رأس) الشاعر النجدي صاحب الزورق الشيخ عبدالله بن ادريس أسبغ الله عليه العافية.

لكنني تلقيت دعوة كريمة من أهالي حرمة مع مجموعة من الزملاء والزميلات في الجزيرة

لزيارة المنطقة والإطلاع على آثارها وقد اعتذرت للمهندس أحمد العبدالكريم وللزميل يوسف العتيق ذلك لارتباطي المسبق.

لكن الدعوة قادتني إلى أن أقرأ عن هذه المدينة الصغيرة التي لايتجاوز عدد سكانها 15 ألف نسمة أثار فضولي أن أهلها ينتمون لها بعمق وكأنما يجري فيها نهر النيل ومقولة أهل مصر والسودان إن من شرب منه سيعود إليه منقادا بالحنين والشجن!

أمر بالمجمعة مر السحاب لاريث ولاعجل وأنا في رحلة الذهاب والإياب من عنيزة إلى الرياض منذ عام 1994م وقد مثلت في السنوات الأولى نقطة هامة في رحلة الإياب إلى الرياض حيث لم أكن أتوقف عن البكاء على فراق الأهل إلا بمحاذاتها وكان زوجي يمازحني في كل مرة قائلا باقي على المجمعة خمسة كيلو (هانت)!

وحرمة القريبة من المجمعة تبعد عن الرياض 195 كم وهي عريقة جداً «تنطق بفتح الحاء، وإسكان الراء، وفتح الميم، فهاء.

يعود تاريخ إنشاء مدينة حرمة إلى عام 770هـ، عمرها إبراهيم بن حسين بن مدلج الحسني الأوائلي العنزي، وذلك أن إبراهيم وهو أكبر أبناء والده حسين بن مدلج ارتحل من التويم إلى موضع حرمة الحالي وهي مياه وآثار ومنازل مندثرة عن بني سعد بن عايذ وقد تعطلت فنزلها ابراهيم وعمرها وغرسها هو وبنوه بالنخيل والأشجار، ونزل عليه كثير من قرابته وأتباعه من قبيلة «عنزة» وتميم الدواسر وغيرهم فتكاثروا بها، وكانت كثيرة الماء والنماء، «اشتهر سكانها بحب التعليم وشاركت المرأة فيها في وقت مبكر وكان أبرز من درس فيها الشيخ عثمان بن إبراهيم بن سليمان قاضي حرمة ثم عبدالله بن عثمان بن عبدالكريم. ومن أشهر المعلمات في عصر الكتاتيب: موضي بنت إبرهيم الحقيل «زوجة الشيخ عثمان بن سليمان»، وحصة بنت عبدالله الثابت، وفاطمة بنت عبدالرحمن التركي.

ثم غذت حرمة الوطن برجالاتها المتعلمين وازدهرت بهم وعرف أهل حرمة بتعاضدهم وحبهم لديرتهم ولاينافسهم في ذلك إلا أهل عنيزة أهل الغضا.

أدام الله علينا نعمة الأمن والاستقرار وحفظ لنا وطننا الزاخر بالأقاليم العريقة.

f.f.alotaibi@hotmail.com

Twitter @OFatemah

مقالات أخرى للكاتب