Monday 03/02/2014 Issue 15103 الأثنين 03 ربيع الثاني 1435 العدد
03-02-2014

السم في الدسم بين «الأعدقاء»

حينما يعمد بعض الشعراء في قصائد المراسلات - وخصوصاً بعض ما ينشر منها في بعض وسائل الإعلام المتنوعة هذه الأيام - إلى (تلغيم المعنى ووضع السم في الدسم بين الأصدقاء)، فإن المتذوق للشعر لا يُلام إذا وصف من يفترض أنهم أصدقاء بالمصطلح الساخر الشهير (الأعدقاء)، بصرف النظر عن أي منهم المخطئ، طالما وصل المعنى لوحلٍ لا يليق بالشعر الشعبي المعاصر، وفكر الشاعر المتحضر بلغة العصر المواكبة من أي زاوية تناولها المنصف الراقي، ولو كان أحد الطرفين أفضل من الآخر لتأثر به على الأقل من واقع شعرهما المتاح.. يقول الشاعر لبيد بن ربيعة:

ما عَاتَبَ الرَّجُلَ الكَرِيمَ كَنَفْسِهِ

والمَرْءُ يُصْلِحُهُ الجَليسُ الصَّالِحُ

وكان الأجدى تجاهل القصيدة الموجهة، إن لم ترتقِ للقيم ومكارم الأخلاق واحترام الآخر الذي يعكس احترام شاعرها الذي أرسلها لنفسه قبل كل شيء، كما يفترض تجاهله ونسيانه طالما أدان نفسه - بما لا يليق- وكأنه لم يكن، بل حتى يجب التكرم عليه بمسامحته لئلا يشعر أنه ارتقى ليكون مسبباً لتكدر خاطر الآخر منه.. يقول الشاعر أبو العتاهية:

إذَا ضَاقَ صَدْرُ المَرْءِ لم يَصْفُ عَيْشُهُ

ومَا يَسْتَطِيبُ العَيْشَ إِلاّ المُسَامِحُ

وقبل وبعد هذا، فإن لاختيار الصديق -آلية- يجب أن تكون خالية حتى من شائبة المجاملة في غير محلها، والتي تضر ولا تنفع (على الأقل في تبعاتها) كالثقة في غير محلها -على سبيل المثال لا الحصر- يقول الشاعر عبدالله بن سبيّل -رحمه الله:

إلى عزمت فحط للرجل مرقات

من قبل يدري بك خطاة الهبادي

ومنها قوله:

ما ينفع المحرور كثر التنهّات

ولا يسقي الظّامي خضيض الورادِ

يقول المثل: (إن الطيور على أشكالها تقع)

( Birds of afeather flok together).

وقفة للشاعر عبدالله اللويحان -رحمه الله:

من عاش في حيله وكذب وتهاويل

يا سرع من عقب الطلوع انحداره

والطبع ما ينزال غيره بتبديل

مثل (الجدي) مرساه ليله نهاره

والحنظله لو هي على شاطئ (النيل)

زادت مرارتها القديمه مراره

abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب