Saturday 08/02/2014 Issue 15108 السبت 08 ربيع الثاني 1435 العدد

أمثلة مشرّفة لمبتعثات سعوديات

يوسف الراجحي

الابتعاث الخارجي أعطى المرأة السعودية فرصة ذهبية لإبراز مواهبها التي لم تسمح بها الظروف الداخلية. أشار تقرير لصحيفة الجزيرة بعدد 14402 بتاريخ 04-03-2012 بأن عدد المبتعثات السعوديات قفز إلى 27500 مبتعثة حول العالم، وأنا متأكد أن العدد تضاعف الآن بسبب الإقبال الكبير من قبل المبتعثات على الالتحاق بالجامعات العالمية. فالكثير من المبتعثات فضّلن الدراسة في دول العالم الأول بما فيها من اختلاف الثقافات والعادات، وهذا مخالف لما يشاع بأن الفتاة السعودية لا تستطيع التأقلم مع الحياة الغربية بحجابها وعفتها.

الكثير من المبتعثات وضعن بصمة رائعة من خلال التميز العلمي والاختراعات والإنجازات التي نفخر بها جميعاً، ولنأخذ هنا بعض الأمثلة من مبتعثات سعوديات رفعن راية الوطن عالياً في المحافل الدولية. ذكرت صحيفة الوطن بتاريخ 16-01-2014 بأنه وقع الاختيار على الطبيبة المبتعثة لجامعة بوسطن والمحاضرة في كلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض نورة العمرو من قبل منظمة أنقذوا الأطفال الخيرية الأمريكية بالفوز بجائزة الأبطال الحقيقيين المتخصصة في تكريم العاملين في المجالات الصحية. فهذا مثال مشرّف لمبتعثة لم تشغلها ضغوط الدراسة عن المشاركة والفوز بالجوائز التي تستحق أن نفخر بها جميعاً. وفي سياق متصل فاجأت الطالبة المبتعثة لدرجة الدكتوراه في جامعة كوفنتري في بريطانيا الجميع لتميزها العلمي بحصولها على جائزة أفضل ملصق علمي ضمن المسابقة التي أقامتها الجمعية البريطانية للحاسب الآلي، وحصلت على المركز الأول بالتصويت من الحضور وقد تم تكريمها من سفير المملكة في بريطانيا على تميزها الذي أبهر الجميع. ونبقى في بريطانيا أيضاً ، فقد حققت الطالبة المبتعثة سهام الطويري تميزاً يستحق الإشادة بإنشائها موقعاً يهتم بالبحوث العلمية ونشر ثقافة البحث العلمي في المجتمع السعودي. فتعد المبتعثة سهام من الكفاءات المتميزة بتخصصها، ولم يقف طموحها عند هذا الحد بل بادرت بنشرها من خلال موقعها مشروع علم وتحملت نفقاته من مكافأتها الشهرية. فلم تعد قصص نجاح المبتعثات السعوديات وإبداعاتهن التي نفتخر بها يوماً تلو الآخر غريبة. فلا يكاد يمضي يوم إلا ونقرأ خبراً عن تكريم وتميز إحدى المبتعثات بالاختراعات أو الإنجازات التي نفتخر بها جميعاً. فالأصوات التي كرّست من أجل منع ابتعاث الإناث لا مكان لها بيننا بعد اليوم. فهذه الأمثلة المشرّفة من المبتعثات السعوديات دليل واضح على نجاح برنامج الابتعاث الخارجي للفتيات السعوديات.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.