Saturday 08/02/2014 Issue 15108 السبت 08 ربيع الثاني 1435 العدد

رؤية ورأي حول منتديات التنافسية الدولية

منيرة أحمد الغامدي

انعقد خلال الشهر الماضي منتدى التنافسية الدولي GCF الذي تنظمه الهيئة العامة للاستثمارعلى مدى السنوات السبع الماضية، وهو المنتدى الوحيد على مستوى العالم في مجال التنافسية، وكان عنوان المنتدى الأخير «بناء شراكات تنافسية». وقد حظيت بفرصة حضور جميع المنتديات السبعة والمشاركة في تنظيم بعض من فعالياتها.

المنتدى تقوم فكرته العامة على استقطاب قيادات محلية ودولية ومتخصصين وخبراء على مستوى عال من الاحترافية في مجالات تنمية الاستثمار سواء بشكل مباشر أو مساعد، وذلك بهدف تنمية وترويج الاستثمار والاستفادة من التجارب العالمية في مجال المال والأعمال، بالإضافة إلى دعوة نخبة من صناع القرار على مستوى وزاري محلي عال للمشاركة في الجلسات والحضور.

المتابع لجلسات تلك المنتديات ومناقشات ومداخلات الحضور حتى تلك بغرض النقد البناء، يستشف ان هناك الكثير والكثير مما يمكن ان يسهم في تنمية وتطوير ودعم الاستثمار المحلي واستقطاب مقنن للاستثمار الأجنبي. ومن خلال مشاهداتي على مدى السنوات الماضية أرى ان لدى الهيئة من المعلومات الآن ومن خلال تلك المنتديات العديدة مخزون معلوماتي ضخم يجب ان يُستثمر بشكل اكبر.

وعليه فإنني أقترح إذا كانت هيئة الاستثمارعاقدة العزم على تنفيذ المزيد من المنتديات التنافسية ان تقوم وعلى مدار السنة الحالية 2014 بالتوقف للتأمل وتغيير مضمون المنتدى القادم من خلال القيام برصد تلك التجربة الثرية لقياس أثر جميع تلك المنتديات على الاستثمار المحلي والأجنبي Impact on investment، والنظر في مدى تنفيذ التوصيات، وماتم اخذه فعلياً في الاعتبار من مقترحات من خلال الاطروحات سواء من المشاركين أو الحضور، بما في ذلك ماتم عرضه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي خلال المنتدى الاخير والسابق، وماكتب من مقالات في الصحافة أو ماتم رصده من لقاءات تلفزيونية أو اذاعية سواء بالمدح أو النقد، وحتى متابعة تنفيذ وسير ماتم من اتفاقيات لمشاريع على هامش المنتديات.

أقترح ان تقوم الهيئة باستقطاب باحثين ومحللين سعوديين وأجانب من المتخصصين لرصد وقياس التجربة في ابعادها المتعددة، وأن يكون مضمون المنتدى القادم مختلفا عن كونه طرحا نظريا إلى تفعيل عملي من خلال عرض نتائج وتبيان الأثر المرصود بغرض التطويروالترويج للاستثمارالمحلي والاجنبي، والإشراك في وضع الإستراتيجيات المعنية بتنمية وتطوير وجذب الاستثمارات، وان تُدعى إلى المنتدى القادم الجهات المعنية بالتنفيذ كل فيما يخصه والمُحدد في ذلك هو نتائج الرصد والقياس والتحليل، وان يكون المنتدى القادم اشبه بورش عمل عن كونه منتدى جلسات كالمنتديات السابقة.

وأرى ولاسيما ونحن في عصر وسائل الاعلام الاجتماعية social media أن إنشاء منتدى الكتروني لجمع المرئيات والملاحظات والمقترحات بخصوص المنتديات السابقة قد يكون قيمة مضافة، بحيث تكون لغة المنتدى الإلكتروني عربية وإنجليزية على أقل تقدير، ويُضم لهذا المنتدى الالكتروني كل من شارك وحضر في منتديات التنافسية السابقة بالاضافة إلى إمكانية تسجيل من يرغب من الآخرين. وقد يُستحسن تصميم استفتاء مقنن لهذا الغرض بحقول تخدم هدف الرصد للتجربة بشكل اسرع وأدق ،ولعل من المهم إشراك سفاراتنا في الخارج وسفارات الدول الاجنبية في المملكة للمساهمة في الترويج لهذا الرصد ولاسيما وان المشاركين والحضور السابقين يمثلون العديد من الدول الأجنبية. في عالم أعمال سريع الايقاع ومتأثر بالمتغيرات السياسية العالمية على وجه الخصوص، المملكة كدولة نامية ضمن محيط ما سمي «بالربيع العربي» بحاجة إلى تنمية وتطوير أدوات الاستثمار ومحفزاته بما يتناسب وتلك المتغيرات الجوهرية سواء في محيطنا الاقليمي اوالعالمي بما يجعلنا نتميز عن غيرنا ويؤكد على أن الاستثمار آمن ومربح في المملكة.

هي وجهة نظر متواضعة مبنية على رصد ومتابعة ومشاركة من خلال جميع منتديات التنافسية السابقة وأتمنى أن تسهم في تحقيق هدف التطوير والاستقطاب المجدي للاستثمار بشقيه المحلي والاجنبي، والعمل من خلال إستراتيجيات تحقق الرؤية المنشودة لهيئة الاستثمار وهي «الريادة في تمكين استثمارات نوعية مستدامة» وتساهم في دعم اهداف رسالة الهيئة» توطين وجذب الاستثمارات من خلال تحسين البيئة الاستثمارية وتطوير الحوافز ورفع مستوى الخدمات بأيدي وكفاءات مميزة وشراكات فعالة» بما يعود على الوطن والمواطن بالرخاء والنماء والازدهار والأمن، وهو المحصلة النهائية والغرض الاسمى من انشاء هيئة الاستثمار. وكان الله من وراء القصد.