Monday 10/02/2014 Issue 15110 الأثنين 10 ربيع الثاني 1435 العدد
10-02-2014

دراما امرأة العام

أستكملُ اليوم ما بدأته بالأمس من حديثٍ حول تجربة الكابتن طيار نوال الهوساوي مع السيدة التي نعتتها بلفظ عنصري في مكان عام.

وقبل هذا الحديث سأتناول اللقب الذي أطلقه الزميل مفيد النويصر على نوال، وهو روزا باركس السعودية.

فالأخيرة أمريكية من أصل إفريقي، كانت تستقل حافلة ركاب عمومية، ورفضت أن تتخلى عن مقعدها لرجل أبيض، عاصية بذلك أوامر سائق الحافلة؛ فأطلقَ ذلك حركة مقاطعة الباصات في مونتغمري، التي شكَّلت بداية عملية إلغاء التمييز العنصري الذي كان سائداً في ذلك الوقت؛ لتكون إحدى أهم الأحداث في تاريخ الأمريكان الأفارقة.

ولعل مفيداً حين أطلق عليها هذا اللقب كان متفائلاً بأن الجهد الواعي الذي بذلته من أجل الوصول إلى إحضار السيدة المسيئة، وتقديم الاعتذار لها رسمياً أمام القضاء، والتأكيد على نبذها للعنصرية، سيفرز حركة مشابهة للحركة التي بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية، التي كان من أهم ثمارها وصول رجل أمريكي من أصل إفريقي إلى مقعد الرئاسة، والتجديد له لولاية ثانية.

في رأيي، إن تأثير هذه التجربة سيكون واسعاً لو تم منح نوال الهوساوي لقب امرأة العام، أو لو تولى مخرج سعودي أو مخرجة سعودية تحويل قصة حياتها إلى عمل درامي.

هنا سيكون التأثير أوسع، وسنضمن أن يصل الدرس إلى كل شرائح المجتمع، التي يفاخر معظمها بأنه مسلم ينبذ العنصرية، وهو يمارس أسوأ أشكالها، والملاعب والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي خير دليل على ذلك.

مقالات أخرى للكاتب