Wednesday 12/02/2014 Issue 15112 الاربعاء 12 ربيع الثاني 1435 العدد
12-02-2014

لا غالب ولا مغلوب في سوريا .. كيف..؟!

ليس الأخضر الإبراهيمي وحده الذي يريد إنجاح مباحثات جنيف «2» لمجد شخصي بتحقيقه إنجازاً دبلوماسياً وسياسياً تمثل في حل واحدة من أكثر الأزمات الدولية، بل يشاطره في ذلك كل القوى الدولية والإقليمية، وهذا ما سيساعده كثيراً في تحقيق هدفه إن هو وظف خبرته الدبلوماسية والسياسية وابتعد عن الميل والضغوط التي تمارس عليه من جهات يعرفها الإبراهيمي نفسه أكثر من أي شخص آخر.

الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية وأوروبا الغربية وقبل ذلك العرب وبالذات الدول العربية التي تسعى منذ اندلاع الأزمة إلى حلها، وحتى إيران وتركيا الدولتان الإقليميتان المتداخلتان في الأزمة يريدون حلاً يرضي جميع الأطراف ويعيد سوريا دولة واحدة تكفل العدالة والحرية للجميع.. فالكل يريد حلاً ينهي هذا الصراع الذي تورط فيه الجميع.

نعم، هناك من يسعى ويعمل على تحسين مكاسبه ويحقق أفضل النتائج حتى على حساب الشعب السوري، إلا أن الجميع وصل إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن أن يخرج طرف فائز وأن يتحمل طرف آخر كافة الخسائر.

إذن سيكون هناك حل يرضي الجميع على معادلة «لا غالب ولا مغلوب» ولكن يجب ألا يكون على حساب الشعب السوري الذي يفترض أن لا تفرض عليه حلول تنال من سيادة دولته، لا أن تقسم أراضيها، ولا أن ينال من كرامة مواطنيها، ولا أن يفرض عليها محاصصة طائفية أو عرقية، دولة واحدة وشعب واحد ضمن نظام ديمقراطي تعددي بعيداً عن أي تعنت واستبداد أو هيمنة لطائفة أو حزب سياسي.

وهكذا فإن المباحثات التي يقودها الأخضر الإبراهيمي في جنيف يمكن أن تحقق الهدف المنشود إذا ما اقتنع من يقفون وراء طرفي المباحثات أنه لا يمكن فرض تسوية تلغي الطرف الآخر، إذ لا بد من تنازلات متوازية إلا أنه وفي نفس الوقت يجب احترام رأي الشعب السوري الذي لا يمكن أن يقبل ببقاء نظام اعتمد أساليب القتل والتجويع وتدمير البلاد من أجل البقاء في الحكم، ولهذا فإن الحل يبدأ في البحث عن آلية حكم جديدة توفر العدالة للجميع وتنقذ البلاد والعباد من الدمار والهلاك، وهنا يصبح بحث آلية هيئة الحكم أولوية مقدمة على غيرها من مواضيع البحث ولا مانع من بحث آليات وقف العنف والتصدي للإرهاب الذي صنعه النظام وعمل على جلبه وتوسيعه ورعايته بما فيه إرهاب المليشيات الطائفية والمنظمات الإرهابية بما فيها القاعدة وداعش والنصرة وحزب الله وميليشيات أبو الفضل العباس وفرق الشبيحة وغيرها من منظمات العمل الإرهابي والطائفي.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب